نقلا عن الجزيرة نت

أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية.. هذا الأمر صار حقيقة وأمرا واقعا، بعد أن كان حتى عهد قريب إشاعة ثم معلومة غير مؤكدة، ثم مسعى مصريا، بعد أن رشحت القاهرة وزير خارجيتها في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
ماذا سيُقدّم أبو الغيط للجامعة العربية؟ وهل ما زالت المؤسسة العربية الكبرى محط أنظار الشعوب ومصدر أمل لهم؟ هذه الأسئلة طرحتها حلقة (11/3/2016) من برنامج "الواقع العربي".
الكاتب الصحفي المصري محمد القدوسي قال إن الجامعة العربية لا تستطيع أن تقدم أي شيء للعرب، وذكّر القدوسي بأن اسم أبو الغيط قد اقترح أمينا عاما للجامعة العربية إبان ثورات الربيع العربي، لكن الشعوب العربية رفضت ذلك وهو ما استجابت له الأنظمة آنذاك، "أما الآن وفي عهد الثورات المضادة فقد أصبح أبو الغيط أمينا عاما للجامعة بعد أن فرضته الأنظمة على الشعوب".
وفي مقارنة بين الأداء المتوقع لأبو الغيط والأمين السابق للجامعة العربية نبيل العربي، الذي اختارته الشعوب قال القدوسي "هناك فارق بين أن يتم اختيار أمين عام للجامعة لكنه يفشل في مهمته، وأن يتم اختيار أمين عام فاشل أصلا"، مشيرا إلى أن ماضي أبو الغيط يتلخص في قوله إنه "سيكسر رِجْل الفلسطينيين إذا عبروا الحدود نحو مصر، وتضاحكه مع تسيبي ليفني وهي تعلن من القاهرة مهاجمة غزة".
من جانبه قال الكاتب والباحث السياسي ياسر الزعاترة إن الجامعة العربية عبارة عن دائرة ملحقة بالخارجية المصرية، وهي صدى للسياسة المصرية تهبط بهبوطها وتصعد بصعودها، معتبرا أن اختيار أبو الغيط الذي وصفه بأنه صاحب السيرة السيئة، إنما يعكس رغبات النظام المصري في وأد الربيع العربي.
وأضاف أن المشكلة لها بعدان، الأول في شخصية أحمد أبو الغيط، "وهو ذو إمكانات متواضعة ومواقف سيئة"، أما البعد الثاني فهو المتعلق بالنظام المصري الحالي وخياراته السياسية التي تتسبب في ضياع الأمن القومي المصري والعربي، وأبو الغيط صدى لذلك.
 
ثورة مضادة
وعاد القدوسي ليؤكد أن إنشاء الجامعة العربية من الأساس كان استباقا من الاحتلال البريطاني لفكرة إنشاء الجامعة الإسلامية في أعقاب سقوط الخلافة الإسلامية، وقد أراد بعض المخلصين تحويل هذا المشروع لخدمة أهداف العرب، لكن ذلك لم يحدث.
وقلل القدوسي من ترحيب بعض الدوائر السياسية والإعلامية والدينية باختيار أبو الغيط أمينا عاما للجامعة، مؤكدا أن "كل أمة بها خونة"، وأنه "من المبالغ فيه أن يكون للكيان الصهيوني وكيلان في القاهرة، أحدهما في قصر الرئاسة والآخر في الجامعة العربية".
من جهته أكد الزعاترة أن "النظام المصري وهو رمز الانقلابيين في المنطقة وأحد أهم رموز الثورة المضادة، يأمل في كتابة شهادة وفاة للربيع العربي"، غير أنه استدرك قائلا "لكن الربيع العربي موجات ولن يتوقف، فثورات الشعوب لا تنتهي".
وأشار الزعاترة إلى أن "نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك عندما جاء بأبو الغيط وزيرا للخارجية جاء به في أسوأ حالات النظام، وهو ما يفعله السيسي الآن".