يجيب عنها: محمد سعيد الجمل
                                                                  
السؤال

ابني يضرب أشقاءه ويتعامل معهم بعنف، علمًا بأنه في الصف الثاني الثانوي, فكيف أتعامل معه خاصة أن والده معتقل؟

أم أحمد

الجواب

أختي الفاضلة، ابنك يعاني من ألم فقدان الأب ويحاول تعويض ذلك الأمر في سلوكيات تبدو عدوانية تجاه أشقائه لا سيما وأنه الأكبر كما يبدو من سؤالك.

ومن ثم فهو يشعر أنه بديل لأبيه الغائب، إلا أن خبرته وطبيعة مرحلته السنية لا يسعفانه في التعامل السليم الهادئ تجاه ما يراه من أخطاء أشقائه.

في الأحوال العادية فإن الذي يضرب أشقاءه ربما يكون واحدًا على الأقل من هذه الحالات:

يضربه أبواه أو أحدهما ويضربه معلموه فلا يجد متنفسًا لذلك إلا ضرب إخوته.

أو أنه يفهم أن الضرب هو الوسيلة المتبعة عند الخطأ, فعندما يخطئ إخوته فإنه يضربهم كما يفعل الآخرون معه.

أو يشاهد في التلفزيون مشاهد العنف في الأفلام وفي مباريات المصارعة فيكون تركيزه الباطني على أسلوب واحد لرد الفعل أيًا كان من أمامه.

أو يريد فرض سيطرته على إخوته وتخويفهم منه ليطيعوه, فلا يجد أمامه وسيلة إلا الضرب.

أو يصاحب أصدقاء سوء يفعل أحدهم ذلك مع أشقائه ويعلمه له.

أو يقارن الأبوان -أو أحدهما- بينه وبين إخوته ويمدحانه أمامه وقد يقدمانه عليه فيشعر بالظلم فإذا به يضرب إخوته.

وسواء أكان سبب المشكلة هو الأمر الطارئ لديكم وهو اعتقال الوالد (نسأل الله أن يرده سالمًا في القريب العاجل) أو كان أحد الأسباب الأخرى أو كليهما فإن الأمر يحتاج إلى توجيه منكِ على انفراد بضرورة ضبطه لنفسه وكظمه لغيظه (مع توضيح ثواب ذلك له) ثم التأكيد على أنه مكان أبيه في البيت فينبغي عليه أن يتصرف من هذا المنطلق بمسئولية مع أشقائه فيكون بهم رحيمًا وعليهم عطوفًا حنونًا؛ لئلا يشعروا بغياب أبيهم.

مع تعريفه بأن الشخصية القوية لا تُكتسب بالعنف والقوة بل بالحب. وأنه قد يحتاج أشقاءه ذات يوم فيجدهم أمامه لا ضده.

مع مراعاة إثابته عندما يمر يوم لا يضرب فيه إخوته.

فإن استمر فينبغي التزام الحزم الصارم معه وإبعاد أبنائك عنه وجعله يجلس بعض الوقت في غرفة منعزلاً عنكم.

وإن تكرر الأمر فاطلبي من أشقائه أن يقاطعوه بعض الوقت.

وإن احتاج الأمر لعقاب آخر كحرمانه من شيء يحبه لعدم طاعته لكِ فلا مانع.

وبالطبع لا نحتاج إلى التذكير بضرورة علاج الأسباب التي ذكرناها سلفًا كأصدقاء السوء ومشاهد العنف وضربكم له وغير ذلك مما قد نتج عنه تلك المشكلة.

مع التأكد من أن أشقاءه لا يستفزونه أو يتعمدون مضايقته.

وكذلك السماح له بالخروج واللعب لتفريغ ما لديه من طاقة أو شحنات زائدة.

ولابد من الدعاء له بأن يرقق الله قلبه على إخوته ويزرع محبتهم في قلبه.

****