يشارك عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى فى قمة دول مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى والتى بدأت أعمالها،اليوم السبت، في بياريتس الفرنسية وتأتى المشاركة الشكلية للسيسي بوصف مصر تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى فى الفترة الحالية بالإضافة إلى حرص السيسي على الظهور أمام القمة بأنه يقود جهود مكافحة الإرهاب فى المنطقة فى محاولة لكسب دعم الدول الكبرى والاعتراف بشرعية انقلابه على أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر الشهيد محمد مرسي .

كان السيسي قبل بدء أعمال قمة الدول السبع بأيام قد تلقى ضربة موجعة من المفوضية الدولية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، حيث أعلنت ، تأجيل مؤتمرها الإقليمي عن مناهضة التعذيب الذي كان مقررا عقده بالقاهرة في الرابع من الشهر المقبل، بعد اعتراضات وجهتها منظمات مصرية ودولية، وصفت استضافة مصر للمؤتمر بأنها مشاركة دولية في تبييض وجه نظام العسكر  وأكدت أن جرائم التعذيب والقتل والتصفية والانتهاكات المختلفة لا يمكن تصورها فى عهد السيسي زلم يسبق لها مثيل فى أية دولة من دول العالم .

وأشارت المفوضية الى ان نظام السيسي دأب على رفض تقارير منظمات حقوق الإنسان بشأن التعذيب، ويزعم انها تفتقر إلى المصداقية ولها دوافع سياسية.

وانتقدت مزعم سلطات العسكر بأنها تلتزم بالقانون، وأن أي انتهاكات لحقوق الإنسان في مصر هي مجرد حالات فردية وتتم محاسبة مرتكبيها.

جرائم السيسي

ويأمل الحقوقيون طرح ملف انتهاكات السيسي على مائدة قمة السبعة الكبار واتخاذ موقف حازم ازاء هذا النظام الديكتاتورى الاجرامى وفى هذا السياق حذرت منظمات حقوقية، من صمت قمة مجموعة السبع إزاء انتهاكات "عبدالفتاح السيسي"، الذي يحضر القمة.

وطالبت المنظمات في بيان لها، الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" بالتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر .

وقال البيان الموقع من نحو 20 منظمة بينها "هيومن رايتس ووتش" و"مراسلون بلا حدود" وجمعيات مصرية: "لقد تم تأميم المجتمع المدني تماماً في مصر، وفي خضم أزمة حقوقية متصاعدة، طرأت انتكاسات كبيرة على مسار حرية التعبير وحرية التجمع وتكوين الجمعيات وحرية الصحافة".

وأضاف: " يعتبر المجال السياسي مقيدا للغاية، خاصة بالنسبة للأحزاب السياسية".

كما طالبت المنظمات الموقعة، بالسماح للحقوقيين المصريين بتوثيق الانتهاكات ورفع حظر السفر عنهم للتواصل مع الآليات المتعددة الأطراف المعنية، معتبرة أن "هذه الانتهاكات إذا مرت دون تنديد أو استنكار، فكأن قمة السبع تشرعن لتجاهل السيسي البيّن والكامل لالتزامات مصر في مجال حقوق الإنسان".

وشدد البيان على ضرورة مكافحة، إسقاط كافة الاتهامات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين المحتجزين تعسفياً، والإفراج فورا عن المعتقلين السياسيين.

يذكر أن نظام السيسي قتل آلاف المصريين فى مجزرتى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة عام 2013 كما قمت ميلشيات الانقلاب بتصفية الآلاف من الرافضين لنظام العسكر وتؤكد المنظمات الحقوقية ان هناك أكثر من 60 ألف معتقل سياسي في سجون السيسي في قضايا ذات صبغة سياسية، ووسط ظروف قاسية، وإهمال طبي غالبا ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية، أو الوفاة.

 

قضايا القمة

وتجمع  قمة مجموعة السبع، التي تستضيفها فرنسا، يومى 24 و26 أغسطس  يضم قادة الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة، والقمة يتابعها الرأي العام العالمي و ينتظر منها حلولا عملية للأزمات التي تهز العالم من الحرب التجارية إلى الصراع فى منطقة الشرق الأوسط وحرائق الأمازون.

وفرضت حرائق غابة الأمازون الهائلة نفسها في اللحظة الأخيرة كقضية رئيسية على جدول الأعمال ، وستكون هذه الكارثة البيئية على جدول أعمال المناقشات في العشاء الذي يحضره الرئيسان الفرنسي "إيمانويل ماكرون" والأمريكي "دونالد ترامب" والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" ورؤساء الحكومات البريطاني "بوريس جونسون" والإيطالي "جوزيبي كونتي" والياباني "شينزو آبي" والكندي "جاستن ترودو".

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أن "مبادرات عملية" لمكافحة الحرائق "يمكن أن تتحقق" خلال القمة، مطالبة بجعل هذه "الأزمة الدولية" أولوية للقمة.

وقد تكون هذه المناقشات حساسة بعدما اتهم "ماكرون" الرئيس البرازيلي "جاير بولسونارو" بأنه "كذب" بشأن تعهداته حول المناخ و"بعدم التحرك" في مواجهة هذه الحرائق التي تدمر منذ أيام "رئة العالم".

وأثارت انتقادات "ماكرون" استياء "ترامب" الذي يعد "بولسونارو" من أبرز مؤيديه على الساحة الدولية.

من جهتها، عبرت برلين عن تحفظات بعدما أعلنت باريس أنها ستعرقل مشروع اتفاق تجاري بين السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) والاتحاد الأوروبي، وهي قضية سيتطرق إليها "ماكرون" و"ميركل" في لقاء ثنائي.

 

مواقف "ترامب"

وينتظر آلاف الدبلوماسيين والصحفيين الحاضرين في بياريتس موقف الرئيس الأمريكي الذي لا يمكن التكهن بسلوكه، من القضايا الخلافية الأخرى.

وقبل أن يتوجه إلى القمة بدا الرئيس الأمريكي متفائلا. وقال للصحفيين: "أعتقد أن ذلك سيكون مثمرا للغاية".

لكنه لوح بفرض رسوم جمركية على واردات النبيذ الفرنسي ردا على فرض رسوم فرنسية على المجموعات الأمريكية العملاقة في قطاع التكنولوجيا.

وأضاف: "لا يعجبني ما فعلته فرنسا لا أريد أن تفرض فرنسا رسوما على شركاتنا. إنه أمر جائر جدا. إذا فعلوا ذلك فسنفرض رسوما على نبيذهم.. رسوم لم يروا مثلها من قبل".

ولم يُعرف ما إذا كان سيقوم بتشجيع "جونسون" الذي يشيد بمؤهلاته، على ترجيح بريكست بلا اتفاق.

وقال البيت الأبيض، الجمعة، إن "ترامب متحمس جدا” لفكرة مناقشة إبرام اتفاق للتبادل الحر بين البلدين في المستقبل.

ويبدو أن الحوار بين القادة سيكون ساخنا بشأن فرض رسوم على المجموعات العملاقة للإنترنت وإنعاش الاقتصاد العالمي والخلافات التجارية بين بكين وواشنطن غداة تبادلهما فرض رسوم جمركية.

وبشأن الملف النووي الإيراني، سيبلغ "ماكرون" ضيوفه بمضمون لقائه مع وزير الخارجية "محمد جواد ظريف" الذي يرى أن مقترحات باريس لحلحلة الأزمة مشجعة.

وفي مواجهة هذه القضايا الراهنة الكثيرة، يحاول المنظمون الفرنسيون الدفع قدما بملفات أخرى مثل مكافحة اللامساواة والتعليم في أفريقيا وحماية المحيطات.

مدينة بياريتس

واستعدادا للقمة، تحولت مدينة بياريتس وبلاد الباسك في جنوب غرب فرنسا بعدما هجرها السياح وانتشر فيها أكثر من 13 ألف شرطي ودركي، إلى حصن لاستقبال القمة بينما يثير تجمع لمعارضين مخاوف من أعمال عنف.

وأعلنت السلطات الفرنسية توقيف 17 شخصا وإصابة 4 شرطيين بجروح طفيفة، مساء أمس الجمعة، خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن قرب مخيّم معارضين للقمة في أورونيي في جنوب غرب فرنسا.

ويأمل المعارضون للرأسمالية وللعولمة، الذين سينضم إليها ناشطون من الباسك، في جمع 10 آلاف شخص للتظاهر في إينداي وإيرون (إسبانيا) التي تبعد 6 كم عنها، غداة قمتهم المضادة.

وقال وزير الداخلية الفرنسي "كريستوف كاستانير": "لن نتساهل مع أي انفلات أمنى وسنواجهه بقوة".