قال مصدر أمني: إن متظاهرين غاضبين أضرموا النيران في مكاتب أحزاب سياسية، فضلاً عن مكتب نائب في البرلمان بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد.

وأوضح الملازم في شرطة ذي قار حسين المحيميد لـ"الأناضول" أن مئات المحتجين الغاضبين اقتحموا مقار أحزاب الدعوة الإسلامية (بزعامة نوري المالكي)، وتيار الحكمة (بزعامة عمار الحكيم)، والحزب الشيوعي (بزعامة رائد فهمي)، فضلاً عن مكتب النائب في البرلمان عن حزب الدعوة خالد الأسدي في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.

وأضاف أن المتظاهرين أضرموا النيران في تلك المكاتب قبل أن ينسحبوا منها، لافتًا إلى أن فرق الدفاع المدني تقوم بإطفاء الحرائق.

وقال أحد المتظاهرين في الناصرية ويدعى سمير الخالد لـ"الأناضول": إن حرق مكاتب الأحزاب يأتي كرد فعل على إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين.

ولفت إلى أن 18 متظاهرًا لقوا حتفهم وأصيب 340 آخرون بجروح خلال الأيام الثلاثة الماضية في ذي قار بإطلاق النار من قبل قوات الزمن.

ويشهد العراق احتجاجات عنيفة منذ الثلاثاء بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.

ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات؛ ما أوقع أكثر من 100 قتيل فضلاً عن آلاف الجرحى.

ويتهم المتظاهرون قوات الأمن بإطلاق النار عليهم، فيما تنفي الأخيرة ذلك وتقول: إن "قناصة مجهولين" تطلق الرصاص على المحتجين وأفراد الأمن على حد سواء لخلق فتنة.

ولم تتمكن الحكومة من كبح جماح الاحتجاجات المتصاعدة رغم فرض حظر التجوال يومي الخميس والجمعة.

ويحتج العراقيون منذ سنوات طويلة على سوء الخدمات العامة الأساسية من قبيل الكهرباء والصحة والماء فضلاً عن البطالة والفساد، في بلد يعد من بين أكثر دول العالم فساداً، بموجب مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية.