بقلم: خالد حمدي

رقّ بعض المشركين لما آلت إليه أحوال المسلمين في شعب أبي طالب، وقد أنهكهم الجوع والبرد والحصار.. أدخلوا إليهم الطعام والكساء خفية.. اندسُّوا بين المشركين في دار الندوة حتى أوهموهم أن مكة كلها لا ترضى بحصارهم.. ولم يهدءوا حتى انفك الحصار، رغم أنهم كانوا من الكفار!!

تذكرت موقف هؤلاء المشركين وأنا أقرأ اليوم عن منع إدارات بعض السجون الملابس الشتوية والأغطية عن المعتقلين!! حتى اضطروهم أن يبدءوا شتاءهم بملابس خفيفة في سجون باردة رطبة!!

أي تبلّد في الحسّ، وانحدار للإنسانية، وجمود في الشعور وصل إليها هؤلاء الأوباش!! جميعهم.. من السجان إلى أكبر شيطان.. كلهم في الوزر سواء، وكلهم في سخط الله سواء!!

ما زلت أقول: إذا كان الله سبحانه قد عاتب نبيًّا من أنبيائه في حرق واد من النمل، وأدخل امرأة النار في هرة حبستها، فكيف بفعله سبحانه مع من منع عن مسلم ما يدفئ جسده ويقيم أوده؟!

اللهم هذه أنفس كرمتها.. فانتقم يا ربنا ممن يمعن في تعذيبها وإيذائها.. فإنهم ما أمعنوا في أذى أوليائك إلا عندما غرَّهم حلمك.

رباه أرنا فيهم غضبك، كما أريتنا عظيم حلمك.