كشف فريق "نحن نسجل" عن تورُّط بعض المسئولين في جريمة قتل المعتقلة المصرية مريم سالم عبر الإهمال الطبي المتعمد.

ووفق تحقيقات أجراها فريق "نحن نسجل" فإن مسئولية مقتل المعتقلة السياسية مريم سالم تقع على كل من الطبيب محمد إيهاب مدير مستشفى سجن القناطر للنساء، وأيمن أبو النصر أخصائي الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى سجن القناطر، بالإضافة إلى وليد صلاح مأمور السجن.

ونوَّه الفريق إلى أنه تم إهمال الوضع الصحي للمعتقلة منذ أكثر من عام، واستمر سوء المعاملة حتى وصل وزنها في الفترة الأخيرة إلى ٢٧ كيلوجرامًا.

وأوضح الفريق أن محمد إيهاب، مدير مستشفى السجن، قام بمعاونة أيمن أبو النصر أخصائي الجهاز الهضمي والكبد بالمستشفى بإصدار تقارير طبية مزورة حول نتائج تحاليل وظائف الكبد؛ ما أدى إلى استمرار معاناة المعتقلة حتى وفاتها.

ولفت الفريق إلى أن المعتقلات السياسيات في سجن القناطر تقدمن بعدة شكاوى ضد كل من محمد إيهاب وأيمن أبو النصر؛ بسبب سوء المعاملة والإهمال الطبي المتعمّد ولم يتم تحريك ساكن.

وحملت منظمة "نحن نسجل" الأسماء المذكورة بصفتها وكذلك إدارة السجن المسئولية كاملة عن مقتل المعتقلة مريم سالم، وطالبت نائب عام الانقلاب المستشار حمادة الصاوي بفتح تحقيق عاجل حول ملابسات الوفاة، وفق دوره المفترض في تحقيق العدالة.

كما وجهت المنظمة رسالة إلى نقابة الأطباء لفتح تحقيق مستقل حول الممارسات المنافية لأخلاق الطبيب التي يقوم بها كل من محمد إيهاب وأيمن أبو النصر وسحب تراخيص مزاولة المهنة منهما.

وقالت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات: إن "مريم لفظت أنفاسها الأخيرة السبت الماضي، داخل محبسها بسجن القناطر".

وأوضحت أن مريم "تبلغ من العمر 32 عامًا، وهي أم لطفل يبلغ من العمر عامين من محافظة شمال سيناء، وكانت تقضي حكمًا بالسجن 10 سنوات".

وأعربت حركة "نساء ضد الانقلاب" عن استنكارها الشديد ما حدث للمعتقلة مريم سالم التي استشهدت الأحد "بإحدى زنازين سجن القناطر للنساء؛ نتيجة إهمال طبي مُتعمّد من قبل إدارة سجن القناطر، بالتواطؤ مع داخلية الانقلاب، في سلسلة مُمنهجة وواضحة للتنكيل بالمعتقلات داخل السجون".

وقالت - في بيان لها، أمس الإثنين -: "بالرغم من إصابتها بتليف كبدي حاد، وتدهور حالتها الصحية بشكل كبير، إلا أن إدارة السجن أبدت تعنتًا غير مُبرّر في نقلها للمستشفى للعلاج، في محاولة لقتلها بشكل مفجع حتى ارتقت روحها إلى بارئها".

وأضافت: "ليست تلك الحالة الأولى التي تواجه الموت داخل سجون السيسي، فقد سبقتها السيدة هبة نجم التي أصيبت بالسرطان داخل محبسها، وما إن اشتد مرضها تم الإفراج عنها لتلقى حتفها بعد خروجها من السجن".