مر عام كامل على قرار قضائي بإخلاء سبيل أشهر أم مصرية معتقلة في سجون الانقلاب العسكري دون تنفيذ، وبرغم صدور 3 قرارات لاحقة؛ حيث ما زالت "أم زبيدة"، رهن الاعتقال لنحو عامين، وما زالت ابنتها "زبيدة"، في عداد المختفين قسريًّا.


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏نص‏‏‏

و"أم زبيدة"، هي منى محمود محمد "58 عاما"، صاحبة الحوار الشهير مع مراسلة "BBC" البريطانية بالقاهرة "أورلا جيورين"، والذي جاء بعنوان "سحق المعارضة في مصر"، وتحدثت فيه عن اختطاف الأمن ابنتها "زبيدة إبراهيم أحمد يونس"، (26 عاما) وإخفائها قسريا واغتصابها وتعذيبها وصعقها بالكهرباء، ما مثل وقتها فضيحة كبيرة لسلطة الانقلاب.

وتدراكًا للموقف وباليوم التالي، ظهرت "زبيدة" بلقاء تلفزيوني مع الإعلامي عمرو أديب، من شقة بأحد أحياء القاهرة، لتقول إنها تزوجت ولم يعتقلها الأمن ولم تتعرض للتعذيب، ولكن علامات الحزن والدموع البادية عليها دعت النشطاء للتشكيك بصحة حديثها.

استغاثة معتقل

وبعث المعتقل "أبوبكر رمضان" رسالة من محبسه قال فيها: "أنا مش معايا أي لبس، أنا عايش وقاعد ببدلة السجن بس، بالله عليكم حاولوا تبعتوا ليا أي لبس لو حتي تيشيرت واحد ألبسه يدفيني، إحنا جعانين وبردانين ومحتاجين أي حاجة، مفيش لبس ولا أكل.. الأمن راح لأهالي ناس كتير أوي معاهم فخلوا بالكم عشان ممكن بيجوا البيت في أي وقت!".


وأبوبكر اعتقل وهو عنده 17 سنة، وتم تعرضه لتعذيب شديد "واتحط ف قضيه اجناد اللي اتحكم عليه فيها ب 15 سنه واتنقل العقرب لما كمل 18 سنه ، ابو بكر ممنوع من الزياره ومضرب عن الطعام هو واكتر من 200 معتقل".

كمائن الشرقية تصطاد المواطنين

اعتقلت قوات أمن الانقلاب بالشرقية الدكتور هشام المغربي، من أبناء مدينة الزقازيق، بعد توقيفه بكمين بمدخل مدينة العاشر من رمضان، واقتادته لجهة غير معلومة حتى الآن دون سند من القانون، وفقًا لما أفاد به أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المعتقلين بالشرقية.

وأفاد مصدر من داخل قسم أول مدينة العاشر من رمضان باعتقال "أيمن غريب عبد العزيز"، من أبناء مركز أبو حماد، بعد توقيفه بمكين أمني داخل المدينة، ضمن جرائم الاعتقال التعسفي التي تنتهجها قوات الانقلاب بشكل متصاعد.

وكانت قوات الانقلاب قد اعتقلت أول أمس من مدينة العاشر من رمضان عبدالله فوزي المحامي، وحماه المهندس محمد شعلان، بعد توقيفهما بكمين أمني داخل مدينة العاشر من رمضان، دون سند من القانون.

واستنكر أهالي المعتقلين الجريمة، وناشدوا منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني وكل من يهمه الأمر التحرك لوقف هذه الجرائم، ورفع الظلم الواقع على ذويهم، وسرعة الإفراج عنهم.

من جانبها، أكدت رابطة “أسر المعتقلين في الشرقية” تضامنها مع المعتقلين وأسرهم واستمرار دعمهم حتى يُرفع الظلم الواقع عليهم، وجددت المطالبة بضرورة احترام القانون والكشف عن مصير المختفين قسريًّا من أبناء محافظة الشرقية لمدد متفاوتة، ضمن جرائم العسكر ضد الإنسانية والتي لا تسقط بالتقادم.

إخفاء قسري

ولليوم الخامس على التوالي، تواصل عصابة العسكر في القاهرة جريمة إخفاء الشاب "أحمد مصباح أبو ساطي طنطاوي"، ٢٣ عامًا، الطالب بكلية طب عين شمس، بعد اعتقاله يوم الأحد 12 يناير من أمام الجامعة، دون سند قانوني واقتياده إلى جهة مجهولة حتى الآن، وفقًا لما وثّقته التنسيقية المصرية للحقوق والحريات.

حملة "عالجوها"

وضمن حملة "عالجوها" التي أطلقها مركز "بلادي" لحقوق الإنسان مؤخرًا، طالب المركز بإيقاف ممارسة الانتهاكات التي تُرتكب ضد المعتقلة علا، ابنة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، على مدار أكثر من عامين، والتي تقبع في زنزانة انفرادية منعزلة عن العالم الخارجي بسجن القناطر، بما أدى إلى تدهور حالتها الصحية ويخشى على سلامة حياتها.

وذكر أن "الضحية تبلغ من العمر 59 عاما، تم اعتقالها على خلفية سياسية يوم 30 يونيو 2017 هي وزوجها، ولفقت لهما اتهامات ومزاعم بالقضية رقم 316 لسنة 2017، وتم ترحيلها لسجن القناطر وإيداعها في زنزانة انفرادية “متر في متر”، دون إضاءة أو تهوية مع “جردل” مخصص لقضاء الحاجة، ظلت هكذا حتى يوم 3 يوليو 2019 وقت صدور قرار بإخلاء سبيلها. وفي اليوم التالي “4 يوليو 2019” فوجئ المحامون بأن علا في نيابة أمن الدولة، ويتم التحقيق معها باتهامات ومزاعم جديدة لا يقبلها العقل، منها “استغلال علاقاتها في السجن لتمويل ودعم الإرهاب”، ليصدر قرار بحبسها 15 يومًا على ذمة التحقيق، وأعلنت علا حينها عن الإضراب عن الطعام الذي ظلت فيه عدة أيام ثم قطعته لتدهور حالتها الصحية”.

وأشارت المنظمة إلى أن “علا يوم 30 أكتوبر 2018 رآها المحامون وقد فقدت نصف وزنها؛ حيث تخشى أن تأكل لعدم وجود مكان آدمي مخصص لقضاء الحاجة؛ حيث تقبع في زنزانة “متر في متر”، وقالت أمام نيابة الانقلاب: “أنا بخاف آكل أو أشرب عشان محتاجش الحمام”، كما شاهدها المحامون في جلسة 14 من شهر أكتوبر لعام 2019 وقد أصيبت بتقرحات في وجهها ويدها؛ نتيجة ظروف الاحتجاز المأساوية”.

ونشر المركز أيضًا فيديوجراف يعرض لأبرز الانتهاكات التي تمارسها عصابة العسكر ضد الطفل عبدالله بومدين، المعتقل لأكثر من عامين، ورغم حصوله على قرار بإخلاء سبيله فإنه تعرض للإخفاء القسري، ضمن جرائم العسكر ضد أطفال مصر والتي لا تسقط بالتقادم.

 

ومع استمرار انتهاكات وجرائم العسكر ضد المعتقلين بسجن العقرب، وتواصل التضامن والتفاعل مع حملة "عقرب مصر" عبر وسم #البرد_قرصة_عقرب، وثَّق فريق "نحن نسجل" طرفًا من الجرائم المتصاعدة والتي يواجهها المعتقل المهندس أمين عبد الحميد الصيرفي، السكرتير الخاص للرئيس الشهيد محمد مرسي، يبلغ من العمر 55 عامًا، والصادرة ضده أحكام جائرة ومسيسة بالسجن 40 عامًا.

ومنذ اعتقال الصيرفي من داخل القصر الرئاسي بصحبة الرئيس الشهيد محمد مرسي وباقي أعضاء الفريق الرئاسي، بتاريخ 3 يوليو 2013، عقب الانقلاب العسكري، وهو يتعرض للعديد من الانتهاكات، منها "المنع من التريض وإغلاق الكانتين بسجن العقرب، والمنع من الزيارة منذ ثلاث سنوات، وإيداعه في الحبس الانفرادي منذ أكثر من 6 سنوات".

يضاف إلى ذلك تجريد زنزانته بشكل مستمر، حتى إنه خسر الكثير من وزنه بسبب سوء التغذية وسياسة التجويع، كما تم اعتقال ابنته لعدة شهور، وأخلى سبيلها على ذمة قضية هزلية، ثم حُكِم عليها غيابيًّا بالسجن 30 عامًا.

أيضًا لا يسمح له بدخول ملابس شتوية وبطاطين أو توفير أي وسائل للتدفئة؛ ما أدى إلى حدوث مشاكل صحية بسبب برودة الجو وعدم التعرض لأشعة الشمس، وهو ما يخالف أدنى معايير حقوق الإنسان ويمثل جريمة قتل بالبطيء.

إلى ذلك طالبت حركة "نساء ضد الانقلاب" بالحرية للمعتقلة ميادة محمد أمير سالم، 21 سنة، الطالبة بالثانوية العامة من الجيزة، تم اعتقالها من الشارع 1 مارس 2019، ولفقت لها اتهامات بالقضية 488 لسنة 2019 حصر أمن انقلاب عليا بزعم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر "أخبار كاذبة"!!.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

كما نقلت ما كتبته المعتقلة الطالبة "تقوى ناصر" في رسالة لها تصف الظروف المأساوية داخل مقر احتجازها بسجن القناطر، وتطالب بحقها في الحرية وإخلاء سبيلها، ووقف الانتهاكات التي تتعرض لها دون أي ذنب، وبما يخالف القانون والعرف والقيم المجتمعية، فضلاً عن التعاليم الدينية؛ حيث تجاوز النظام الانقلابي كل الخطوط الحمراء بحق المرأة المصرية.