كثر الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين، وما بين مؤيد ومعارض صدرت كثير من الكلمات في حقهم، ما بين محب وكاره، ما بين منصف ومجحف، ما بين حيادي ومتحيز، حتى أصبحت سيرتها والحديث عنها أكثر من الحديث عن الرؤساء والقادة في بلادهم، حتى تخصصت مراكز بحثية كبرى كل جهدها معرفة فكر جماعة الإخوان المسلمين وتحليلها.

نشأت الجماعة عام 1928م على يد أحد المعلمين الجدد، وهو الأستاذ حسن البنا؛ الذي عمل من أجل دينه منذ صغره، وحمل همّه وهمّ وطنه الكبير – العالم الإسلامي – وأصبحت سيرته على لسان الجميع؛ لما أحدثه من تغير في الدعوة الإسلامية؛ حيث كان الجميع ينظرون إلى من يتحدث في أمور الدين هم أهل العمائم من كبار السن والمشايخ في المساجد فحسب، إلا أنهم تفاجؤوا بشاب صغير يرتدي البدلة والطربوش، يقف وسطهم، يعظهم ويذكرهم بدينهم لا يفرق بين مسجد وشارع وقهوة؛ حيث كسر حاجز التقاليد بدعوة الناس في عقر الملاهي والمقاهي، وهو ما نجح فيه وحرك الشعور الإيماني الذي كان يتجاهله كل شخص يريد أن يقضى يومه دون هدف، فحدد للجميع هدفهم من الحياة، وقيمة الوقت عندهم، وقيمة أن يكون لك مقام وسط الجميع، حتى بلغ بمسلكه مقاعد الزعماء – رغم أنه كان أصغرهم – لكنه أحدث حراكا عظيما وسط المجتمع المصري، ولم يقتصر بدعوته فحسب على الوطن الذي ولد فيه، بل نشد بدعوته هذه ربوع الأرض كلها، وهو ما تحقق واقعيا على الأرض حتى أضحى غريما قويا لكل من أراد لأمة الإسلام الضعف، وبسط نفوذه الاستعماري ليسرق خيراتها، وحفر شعار الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا في قلوب أتباعه، فترجموها واقعا عمليا أخلاقهم وسلوكهم الذي شهد به القاصي والداني، إلا أن ذلك لم يعجب كثيرًا ممن نصبهم الاستعمار على رقاب العباد في الدول الإسلامية، وكان يدًا له، تضرب كل من يحاول أن يقف في وجه حملات التغريب وطمس الهوية الإسلامية، فكان كثير من الزعماء العرب والمسلمين البديل لضرب كل من يدعو إلى الإسلام الصحيح بمفهومه الشامل، وشنُّوا حربًا بالوكالة لصالح المستعمر المتمتع في داره مقابل الجلوس على الكرسي، وساعدتهم أقلام دأبت على أن تكون أداة ومعولاً يهدم بها هؤلاء الحكام جدران كل من يدعو إلى قوة الوطن والعودة لتعاليم الإسلام الصحيحة.

ولذا لا عجب أن تجد كثيرًا من الأقلام تكتب وتهاجم الحركات الإسلامية لا لشيء إلا لإرضاء الزعماء والحكام، وهو ما نجده قد قيل في حق الإخوان من بعض الشخصيات، سواء كانت في الحكم – وبطبيعة الحال سيكونون ضد الإخوان خوفا على نفوذهم ومصالحهم – أو اختلفوا معهم في الفكر فعبر عن وجهة نظره التي يراها هو – وهو لا غبار عليه لأنها وجهة نظره – أو قال ذلك من أجل إرضاء النظام الحاكم – وهؤلاء هم علماء السلطان في كل زمان.

لقد قالوا الكثير عن الإخوان – خاصة وقت صدامها مع السلطة- مستغلين امتلاكهم الآلات الإعلامية الكبيرة، والقوة والنفوذ لتشويه صورة الإخوان أمام الناس، غير أن الغريب أن هذا سرعان ما يكشف عن زيف ما قالوا وروّجوا، بل يعود بنتائج سلبية عما روجوا وما وفاة الرئيس محمد مرسي وما حدث من ردود فعل عالمية – ليس في مصر فحسب – وصلاة الغائب في كل دولة، ومنع النظام المصري حتى صلاة الغائب عليه إلا تغلغل الإخوان بأخلاقهم في وجدان الناس، وما يمنع هؤلاء عن التعبير عن حبهم وتقديرهم لهذه الجماعة إلا بطش النظام، وذلك بخلاف دعاة وصحفيي وكتاب وعلماء السلطان الذين فتحت لهم الأبواب الإعلامية وأغدقت عليهم الأموال من كل حدب من أجل تشويه جماعة الإخوان المسلمين.

فقال مثلاً المحامي خالد علي: اتفقوا واختلفوا ما شئتم سياسيًّا مع الدكتور محمد مرسي، لكن ما تعرض له إنسانيًّا منذ القبض عليه ووضعه في هذه الظروف التي انتهت بوفاته على هذا النحو هي جرائم تستحق المحاكمة.

وكتب الحقوقي جمال عيد: [لم تكن هناك عدالة ومساواة في ظروف سجن مبارك ومرسي. مرسي تعرّض لتنكيل، لدرجة لجوء أسرته لرفع قضية فقط لأجل زيارته، في حين كان مبارك مرفهًا في سجنه ويزوره الكثيرون]. ومع ذلك قال الكثيرون معبرين عن هذه الجماعة بالحسنى: لم ترهبهم رصاصة ولم يرهبهم نظام.

فالإخوان ليسوا ملائكة معصومين من الخطأ، أو أنهم أشخاص فوق الوقوع في الخطأ، فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم، إلا أن لهم الفضل في تعريف الناس حقيقة دينهم، وإشعال جذوة الجهاد في نفوس شعوبهم، والوقوف للمستعمر بالمرصاد، حتى دفعوا من حرياتهم وحياتهم الكثير، ومع ذلك تظل الفكرة قائمة لا تموت.

الإخوان وحماية الأوطان
شارك الإخوان في حرب فلسطين قبل أن تتحرك الجيوش النظامية، ووقفوا في وجه المستعمر البريطاني في القنال حتى كتب اليوزباشي سمير غانم – أحد ضباط الجيش المصري: امتلأت مدن القناة وقراها، بالعديد من الجماعات الفدائية التي تنتمي لمختلف الأحزاب ولجماعة الإخوان المسلمين، وكان أكثر الفدائيين من طلبة الجامعات.

وفي العدد 1224 من مجلة (روز اليوسف) كتب الصحفي الشهير إحسان عبد القدوس، معبرًا عمَّا يجول بخاطرِ كل أبناء الشعب ونظرتهم للإخوان المسلمين، مناشدًا الإخوان قيادة المعركة: "فيوم يتحرك الإخوان المسلمون ويعرفون كيف يتحركون وإلى أين، فقد اكتملت لمصر قواها الشعبية وضمنت لأيام الجهاد الاستمرار".

كما ذكرت جريدة (الديلي ميرور) البريطانية بقولها: "لا نستطيع بعد اليوم أن نقول عن قوات التحرير المصرية المؤلفة من شبابٍ متحمسٍ إنها إحدى الدعايات المضحكة، لقد دخلت المعركة في طور جديد، واستمر القتال يوم السبت الماضي اليوم بأكمله، وظلَّ المصريون يحاربون لواء الكاميرون والهايلاندرز باستماته عجيبة.

كما كتب الدكتور حسن حنفي في مقالٍ بعنوان "ماذا كسبنا من الإخوان المسلمين؟": أثبتت الجماعة وجودها في معاركنا الوطنية وعلى رأسها معارك القناة 1951م؛ فقد كان متطوعوها في الصفوفِ الأولى، وكان شهداؤها يودعون إلى مثواهم الأخير من الجامعة والشعب، وكان الاستعمار يهاب هذا الجند المسلح الذي يسترخص الموت، وقد كان من شعاراتهم "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا".

وقال توم ليتل - مدير وكالة الأنباء العربية فى الشرق الأوسط - في كتابه (مصر الحديثة): "إنَّ كلَّ الحركاتِ النشطة والعاملة في مصر بما فيها حزب الوفد اشتركت في العملياتِ الهجومية ضد قوات الجيش البريطاني المرابطة في قناة السويس, ولكن المصدر الذي انبعثت منه استراتيجية حرب العصابات ضد الإنجليز, وإثارة الشغب ضدهم، تتمثل في جماعة الإخوان المسلمين, المتوغلة في تطرفها الوطني".

حتى كتب الكاتب جمال خاشقجي في تغريداته قبل موته: إنه "عندما يكون الاعتدال عنوانًا فلن تجد غير علماء الإخوان (المسلمين) أو مقرّبين منهم نبراسًا لذلك، لا ينكر إلا جاحد أن ديدن الإخوان كان التوفيق بين الدين والمعاصرة، ونالهم من المتشددين أشدّ الأذى، فناصحوهم ليعتدلوا حتى 79 (عام 1979) فانحازت الدولة للتشدّد مُضيّعة جهد سنوات.
وأضاف: من زمان، أجد أن كل من يؤمن بالإصلاح والتغيير والربيع العربي والحرية ويعتزّ بدينه ووطنه يُوصف بأنه إخوان.. يبدو أن الإخوان فكرهم نبيل.

لقد شهد لهم القادة العسكريون الذين رأوا بسالة شباب الإخوان ودفاعهم المستميت عن الأراضي المقدسة، فكتب اللواء أحمد فؤاد صادق – قائد الجيش المصري في حرب فلسطين: إن الإخوان كانوا جنودًا أدوا واجبهم على أحسن ما يكون، وإن اليهود كانوا يبحثون عن مواقع الإخوان ليتجنبوها في هجومهم، وإني أرسلت عددًا منهم إلى جنوب دير البلح بنحو 100 كم من يوم 26 حتى يوم 30 /12/ 1948م لملاقاة اليهود فاستبسلوا وأدوا واجبهم، وكانوا في كل مرة يلاقون اليهود فيها يقومون بأعمالهم ببطولة ولم يؤثر عليهم قرار الحل.

وهذا ما دفع اللواء فؤاد صادق قائد الجيش المصري في فلسطين لطلب النياشين لبعض الإخوان، فصدر الأمر الملكي بمنح كلٍّ من: كامل الشريف، وحسن دوح، وسيد عيد، وعويس عبدالوهاب نوط الشرف العسكري من الطبقة الأولى من المتطوعين غير العسكريين، هذا غير الضباط، وعساكر الجيش الذين حصلوا على نوط الشرف العسكري.
بل إن قيادة الجيش المصري أصدرت أمرًا بتسمية الجبل الذي تم تطهيره في شمالي غرب بيت لحم، ويسمى "تبة اليمن" باسم "تبة الإخوان المسلمين" [ لقيامهم باسترداده من اليهود].

ويقول الكاتب الأمريكي ريتشارد ميتشيل: وكان أعظم ما شهر عن كفاح الإخوان هو ما قدموه من عون للمصريين الذين حوصروا في جيب الفالوجا؛ نتيجة الزحف الإسرائيلي بعد فشل الهدنة الثانية في أكتوبر 1948م؛ إذ ساعد الإخوان على إمداد القوات المحاصرة في الميدان.

وذكرت جريدة الكتلة المصرية - التي كان يصدرها مكرم عبيد باشا القبطي - قولها: مائة وأربعون من متطوعي الإخوان المنضمين إلى قوات الجامعة العربية لإنقاذ فلسطين دخلوا أرض الميعاد قبل دخول الجيوش العربية ببضعة أشهر تولوا خلالها حماية كل شبر من قرى العرب وأراضيهم في جبهة تمتد شمالاً من رفح إلى المجدل أي أكثر من سبعين كيلو مترًا حتى إذا وثبت جيوشنا البواسل كانوا هم الفدائيين في المقدمة.

شهادات في حق الإخوان
لقد كتب الكثيرون عن الإخوان - سواء من خلال تجربتهم التي عايشوها معهم في بداية حياتهم أو من احتكاكهم بهم - ولذا جاءت كلماتهم توصيف لهذه الجماعة بعيد عن الانحياز والكره لبعض المواقف التي حدثت له مع الجماعة فأراد أن يصب جام غضبه عليها.

يقول الوزير عثمان أحمد عثمان: كان ارتباطي الروحي بالإخوان سببًا في أن أترك لهم باب شركتي مفتوحًا على مصرعيه لكل من يريد منهم أن يعمل معي؛ حيث كان الإخوان المسلمين لهم دور كبير في تطوير الشركة وبنائها، وحيثما وجد أي منهم في أي مكان فإنه يؤدي واجبة على الوجه الاكمل، فهم يخافون الله.

الغريب أنه كما ذكرت من أن أصحاب وأذناب السلطان إذا قال البعض مادحًا الإخوان تجد أقلامهم منصوبة له بالاتهام ككونة أحد الإخوان حتى ولو لم يكن في يوم من الأيام إخوانًا أو كان في صفوفهم ثم انقلب عليهم والشواهد كثيرة جدًّا في أيام عبدالناصر وأيامنا هذه، كما يفعل.

وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي في حلقة إذاعية حينما سئل عن الإخوان: الإخوان المسلمون شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء جزى الله خيرا من زرعها وحافظ عليها.

غير أنه لم يأخذ المعارضون للإخوان إلا ما قاله الشيخ في الإخوان بما يتناسب مع ما يريدون، والحقيقة أن الشيخ قال كلمة الحق في الإخوان كما انتقد أيضًا الإخوان.

بل بلغ بالإخوان أن عملوا على نصرة البوسنة والهرسك حتى كتب رئيسها ومحررها من الغزو الصربي علي عزت بيجوفيتش في مذكراته: لولا الإخوان لضاعت البوسنة والهرسك.

وهذا حسين الشافعي – نائب عبد الناصر وأحد الضباط الأحرار – يقول: قيام دعوة الإخوان كان ضرورة تطلبها البلاد في وقت انعدم فيه الوازع الديني وأصبحت الوصولية هي الهدف والأنانية هي المنطق الإباحية والحياة التافهة التي تتركز في الاستمتاع الرخيص هي كل ما يفكر فيه شباب الأمة جميعا.

وكما هو معتاد من مناهضي الإخوان من اجتزاء الكلمات ووضعها في سياق يتماشى مع ما يريدون ويتجاهلون ما قاله نفس الشخص في الجماعة، فهذا نموذج للشيخ العالم محمد الغزالي الذي كتب بعض الكلمات وقت خلافه مع الإخوان في عام 1954م إلا أنه عاد بعدها وبعد أن ذهبت أسباب الخلاف قال الحقيقة التي عاشها سنوات طويلة مع الإخوان حتى مماته، فنراه يقول: كنت وما زلت تلميذًا لحسن البنا، أذكر دروسه وأترسم خطاه، وأفيد من تجاربه، وأنا مستبشر بدعائه لي ورضائه عني.. ونظرتي إلى ذلك الإمام الشهيد أنه من قمم الفقه الإسلامي، ومن بناة أمتنا الفقيرة إلى الرجال، بل هو بلا ريب مجدد القرن الرابع عشر الهجري، وأشهد بأن له – بعد الله – الفضل الأول في توجيهي وتثقيفي.

وهذا الكاتب أنيس منصور والذي لم يتوان عن أن يكتب في الإخوان دون أن يمالي الحاكم، فكتب يومًا قوله: هل الإخوان المسلمون – وهي حركة تحريرية إسلامية – مجرمون؟
مجرمون في حق من؟ في حق مصر؟ الجواب: لا.
هل مجرمون في حق الإسلام؟ الجواب: لا.
هل من الضروري أن نوزع الخيانة على كل من يطلّ برأسه ويقول لا؟!
هل من العدل أن نصف المظلومين بأنهم ظالمون خونة؟.

وهذا خالد محمد خالد – الذي كان يختلف ويتفق مع الإخوان ورفض كل الضغوط عليه من أجل الكتابة عنهم بسوء وهم في المعتقلات – وما كتبه عن الإخوان قوله: كان من العسير أن تجد بيتًا واحدًا في مصر ليس فيه واحدٌ منهم.

ويقول الدكتور العلامة أحمد شلبي: إن هذه الجماعة لعبت دورًا إسلاميًّا رائعًا في حياة الصبيان والشباب والرجال، وغرست أخلاق الإسلام في الملايين، وجعلت الانتساب للإسلام مفخرةً يعتز بها الكثيرون، ودفعت إلى المكاتب والمصانع والوظائف جماعاتٍ تعرف اللهَ وتخافه، وبالتالي تنتج بجد، وتعمل دون رقيب من الناس ولا تمتد لها الشبهات ولا يمسها الانحراف، وكانت كلمة من "الإخوان المسلمين" طابعًا للتنزه عن الصغائر، والبُعد عن الرشوة وعن الإهمال، والحرص على أداء الواجب، وحيثما رأيت الآن رجلًا يبرز به هذا الطابع فاعرف أنه غالبًا كان منتسبًا إلى جماعة الإخوان المسلمين.

لقد عبر البرلماني السابق مصطفى النجار عن حقيقة الاتهامات التي يقولها خصوم الإخوان المسلمين في حقهم والتي اعتبرها مكايدة سياسية– وليس نقدا بنّاءً- "تكتفي كثير من القوى السياسية بالهجوم المستمر على جماعة الإخوان المسلمين وحزبها دون أن تبذل نفس الجهد للتعرف على طبيعة الإخوان وسر تميزهم التنظيمي، الذي انعكس على نتائجهم الإيجابية في كل الانتخابات التي يخوضونها حتى تَنَدَّرَ أحدهم، قائلًا: الطريق الذي في بدايته انتخابات يكون في نهايته الإخوان!".
وذلك تعبيرًا عن أن أيَّ انتخابات ديمقراطية ستجرى سيحقق الإخوان فوزًا كبيرًا لمكانتهم عند الناس.

لقد خطَّ الإمام البنا بقلمه وأفعاله سطورًا موضحة حقيقة من هم الإخوان المسلمين؛ حيث قال: يقول الناس: ما أنتم أيها الإخوان المسلمون؟.. إننا لم نفهمكم بعد .. فافهمونا أنفسكم وضعوا لنفسكم عنوانًا نعرفكم به.. كما تعرف الهيئات بالعناوين.

هل أنتم طريقة صوفية؟ أم أنتم جمعية خيرية؟ أم مؤسسة اجتماعية؟ أم حزب سياسي؟ كونوا واحدًا من هذه الأسماء والمسميات لنعرفكم بأسمائكم وصفتكم. فقولوا لهؤلاء المتسائلين:

نحن دعوة القرآن الحق الشاملة الجامعة.. طريقة صوفية نقية لإصلاح النفوس وتطهير الأرواح وجمع القلوب على الله العلي الكبير.. وجمعية خيرية نافعة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتواسي المكروب وتبر بالسائل والمحروم وتصلح بين المتخاصمين.. ومؤسسه اجتماعية قائمة تحارب الجهل والفقر والمرض والرذيلة في أية صورة من الصور.. وحزب سياسي نظيف يجمع الكلمة ويبرأ من الغرض.. ويحدد الغاية ويحسن القيادة والتوجيه وقد يقولون بعد هذا كله.. ما زلتم غامضين فأجيبوهم: لأنه ليس في يدكم مفتاح النور الذي تبصروننا على ضوئه نحن الإسلام أيها الناس.. فمن فهمه على وجه الصحيح فقد عرفنا كما يعرف نفسه فافهموا الإسلام أو قولوا عنا بعد ذلك ما تريدون.
لقد رصدنا الكثير مما قيل عن الإخوان لكتاب وعظماء كثيرين، غير أن الحيادية جعلتني أحجم عن وضع ما لا مصدر له؛ حيث اعتمد فحسب على ما هو موثوق وله مصدر في الكتب أو الصحف.