نزح 39 ألفا من محافظة إدلب السورية، في يوم واحد، باتجاه الحدود التركية؛ جراء القصف المتواصل لقوات النظام وروسيا.

وقال محمد حلاج، مدير "منسقو الاستجابة المدنية في الشمال السوري"، المعنية بجمع البيانات عن النازحين، إن 39 ألفا و 377 نزحوا من المحافظة الواقعة شمال غربي سوريا، في الساعات الـ24 الأخيرة، باتجاه الحدود مع تركيا.

وأضاف حلاج، للأناضول، أن حوادث النزوح الأخيرة تركزت من مدن أريحا وسراقب وجبل الزاوية بسبب قصف النظام وحلفائه.

وأشار إلى أن قسما من اللاجئين توجهوا إلى منطقة المخيمات على الحدود التركية، والقسم الآخر إلى منطقة "درع الفرات" و"غصن الزيتون".

واضطر 541 ألف للنزوح من منازلهم في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي والجنوبي، منذ نوفمبر الماضي، حسب حلاج.

وأشار حلاج إلى استمرار عمليات النزوح من مناطق دارة عزة وأتارب وحريتان وحيان وعندان وعين جارة بريف حلب الغربي والجنوبي.

نزوح مستمر
يستمر الأهالي في النزوح من ريف إدلب الشرقي والجنوبي مع توسع رقعة قصف قوات النظام وروسيا بالتزامن مع العمليات العسكرية البرية لقوات النظام والمليشيات الموالية له والتي تهدف للسيطرة على مدينتي معرة النعمان وسراقب الاستراتيجيتين لأهميتهما الجغرافية الكبيرة.

كما شمل التصعيد معظم مدن وبلدات ريف إدلب مما خلف عددا كبيرا من النازحين تجاوز عددهم 400 ألف نسمة اتجهوا إلى مخيمات الشمال السوري والمدن الأقل قصفا، بحسب إحصائيات المنظمات المحلية، منذ بداية الحملة العسكرية على ريف إدلب التي أطلقتها قوات النظام في أكتوبر  الماضي. في حين قال النظام عبر وسائل إعلامه إنه فتح معابر آمنة لخروج الأهالي من ريف إدلب إلى مناطق سيطرته، وهذا ما نفته المعارضة قائلة إن النظام يحاول إظهار صورة ملمعة له وهو يقتل السوريين.

معاناة مستمرة
لم تقتصر عمليات النظام على ريف إدلب فقط، بل طالت ريف حلب الغربي بشكل مكثف لتزيد أعداد الضحايا والنازحين، وقال فريق "منسقو الاستجابة" إن 84 شخصا قتلوا منذ إعلان روسيا وتركيا الاتفاق على وقف إطلاق النار في إدلب.

كما أحصى الفريق أكثر من 70 ألف نازح من ريف إدلب وحلب منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، وتقول المعارضة إن قوات النظام وروسيا خرقت الاتفاق كغيره من الاتفاقات بقصفهما الجوي الذي لم يتوقف عن استهداف المدن والمنشآت الحيوية والنازحين.

وقال فريق "منسقو الاستجابة" عبر بيان له إن "الاستخدام المتكرر للقوة العسكرية من قبل النظام وروسيا وإيران يبرز عدم جدية تلك الأطراف في الالتزام باتفاق إدلب، مما ساهم في تشريد عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن"، وأضاف البيان "نطالب المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها اتجاه المدنيين في مناطق شمالي غربي سوريا".


عشرات العائلات التجأت إلى محلات تجارية لا تتوفر فيها أدنى مقومات السكن (الجزيرة نت)
عشرات العائلات التجأت إلى محلات تجارية لا تتوفر فيها أدنى مقومات السكن 

عجز محلي
ويرى ناشطون أن حركة النزوح الكبيرة إلى ريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة الجيش الوطني، باتت تعقد الأمور أكثر كون المنطقة ذات طابع ريفي ومدنها وبلداتها صغيرة نسبيا، مما سبب اكتظاظا سكانيا كبيرا، ولكن لا خيار آخر أما النازحين فإما الهرب من القصف وإما المعارك.

ويقول رئيس لجنة إعادة الاستقرار منذر سلال إن "منطقة ريف حلب الشمالي لا تتحمل أعداد النازحين الوافدة إليها بسبب ضعف البنى التحتية وعدم وجود مبان سكنية كبيرة". وأضاف "المنظمات المحلية غيرة قادرة على تلبية احتياجات النازحين، وحتى المبادرات الفردية من الأهالي غير قادرة على تلبية تلك المطالب".

ويبقى النزوح في الشمال السوري أكبر المعضلات، فلا مفر أمام النازحين إلا مناطق النظام أو مناطق سيطرة الوحدات الكردية أو الخروج من سوريا، لهذا يرى الأهالي أنهم باتوا محاصرين وأن النظام يسعى إلى زجهم في منطقة صغيرة عقوبة لمعارضتهم حكمه.