تتعاظم في هذه الفترة من كل عام، معاناة اللاجئين السوريين، الذين يعيشون في أقسى الظروف الحياتية في مدينة عرسال شمال شرقي محافظة البقاع اللبنانية، مع اشتداد الثلوج والأمطار.

وتهدد هذه الثلوج والأمطار، حياة اللاجئين السوريين الذين لا يملكون ما يقيهم من البرد القارس سوى الخيام، وخاصة الأطفال والمرضى وكبار السن منهم.

وتتصدر مأساة اللاجئين السوريين، منذ أعوام، عناوين وسائل الإعلام اللبنانية والدولية، لكن من دون حلول لهذه الأزمة الإنسانية المتواصلة.

وزادت موجة الصقيع التي تضرب لبنان، من معاناة اللاجئ السوري، في ظل غياب شبه تام لمواد التدفئة، حيث تحاصر الثلوج المخيمات، ما يمنع اللاجئين من التحرك بسهولة.

وشهدت المنطقة، خلال الأيام الماضية، تساقطًا لثلوج غمرت أجزاءً واسعة من مخيمات اللجوء، التي تفتقر أساسًا لمقومات الحياة الضرورية.

وكشف هذا الوضع قصص مأساوية، إذ يعاني اللاجئون من البرد الشديد، مع غياب خطط حكومية جدية منذ سنوات لمعاجلة تلك المأساة، خاصة وأن لبنان يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، إضافة إلى أوضاع سياسية مضطربة في البلاد مع تعنت النخبة الحاكمة أمام الاحتجاجات المستمرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ويحمل الأطفال في مخيمات عرسال، ما توفر أمامهم ليشعلونه للتدفئة من مواد بلاستيكة، وأكياس، وحتى الملابس والأحذية التالفة تُحرق هنا.

وسكّان هذه المخيمات هم لاجئون من مناطق مختلفة في سوريو، لكنّ أغلبيتهم من مدينة القصير في ريف حمص الغربي، ومحافظة دير الزور شرقي سوريو، التي تشهد حربًا منذ عام 2011.

وتضرب لبنان موجة برد قارس حتى الثلاثاء، ومن المتوقع أن تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون معدلاتها بحوالي 10 درجات مؤوية، وتكون أجواءً جليدية في بقاع وجبل لبنان.

حالة مأساوية

قال المدير التنفيذي في جمعية الوعي والمواساة الخيرية (غير حكومية)، محمد يحيى، إن "مواد التدفئة، كما التغذية، شبه غائبة عن مخيمات عرسال، والحالة مأساوية للغاية".

وأضاف يحيي للأناضول: "هناك تقريبا 120 مخيمًا في المدينة، وتضمّ أكثر من 60 ألف لاجئ سوري".

وشدّد على أن حجم الكارثة في المخيمات أكبر بكثير من قدرة الجمعيات على المساعدة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة يمرّ بها لبنان وغلاء مستفحل.