اعتدى ضابط  بالأمن الوطني الحكومة الانقلاب بالضرب على الصحفية علياء عواد، خلال جلسة محاكمتها الأخيرة في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ"كتائب حلوان"، رغم تدهور حالتها الصحية وتعرضها للإهمال الطبي المتعمد، حسب مصادر حقوقية.

وأفادت المصادر بأن الضابط تهجَّم على علياء خلال الجلسة، وقام بصفعها على وجهها، بعد أن عثر على ورقة مكتوب عليها اسمها، متهمًا إياها بأنها مصدر تلك الورقة، وهو ما نفته الصحفية المعتقلة.

وطلبت هيئة الدفاع عن المعتقلة علياء عواد، من المحكمة خلال جلسة سماع أقوال موكلتها في ما تعرضت له من اعتداء بالضرب من قبل قوات الأمن؛ حيث أوضحت هيئة دفاعها أنها تعرضت للضرب من قبل ضابط الأمن الوطني "أمن الدولة"، وقد تسبب هذا في سوء حالتها النفسية والجسدية.

وطلبت هيئة الدفاع عنها التحقيق في الواقعة لبيان من قام بالاعتداء عليها، واتخاذ الإجراءات القانونية ضده؛ الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل المحكمة التي قالت إنها ليست مختصة بالموضوع.

وبحسب محامية علياء المعتدى عليها، فإن حالة موكلتها الصحية والنفسية تدهورت منذ لحظة القبض عليها للمرة الثانية يوم 23 أكتوبر 2017؛ حيث أصيبت بورم في الرحم وتم استئصاله يوم 27 يونيو 2018، وتمت إزالة خراج فيما بعد، وتعاني علياء الآن من ناسور شرجي، وهي في حاجة عاجلة للتدخل الجراحي.

وفي هذا السياق، يرى خلف بيومي مدير مركز "الشهاب" لحقوق الإنسان أن سلوك الضابط ليس مستغربًا في ظل اطمئنانهم لعدم المساءلة أو العقاب تجاه ما يرتكبونه من تجاوزات، وهو ما أظهره وأكده رد فعل هيئة القضاء على طلب دفاع الصحفية بالتحقيق في الواقعة.

وأضاف بأنه في ظل ذلك باتت هذه الممارسات ديدنًا لضباط الشرطة في التعامل مع المواطنين عامة، ومع المعتقلين وذويهم خاصة، ويشمل الأمر جميع أشكال التجاوز والاعتداء من ضرب وسب وتلفيق قضايا، إضافة إلى التعذيب والقتل.

ولفت إلى أنه حتى في حال نجح الضغط في إجبار النيابة العامة على فتح تحقيق مثلاً، فإنه يتم العمل على حفظه سريعًا أو عدم إجرائه بالشكل الصحيح الذي يحفظ حق المعتدى عليه.

وحسب المصادر الحقوقية، فقد تدهورت الحالة الصحية لعلياء داخل محبسها بسجن القناطر للنساء؛ نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بحقها، ورفض إدارة السجن توفير الرعاية الطبية لها رغم حاجتها لتدخل جراحي عاجل وتعرضها لنزف مستمر.

وتعرضت علياء للإغماء داخل قفص الاتهام خلال جلسة محاكمتها السابقة؛ ما دعا رئيس المحكمة إلى استدعاء الإسعاف وإعداد تقرير بحالتها، كشف عن أنها "تعاني من خرَّاج واشتباه فى إصابتها بناسور في الظهر".

وأجرت الصحفية المعتقلة ثلاث جراحات داخل محبسها لاستئصال أورام على الرحم، إضافةً إلى وجود حصوات في الكلى، إلا أن حالتها الصحية تدهورت بسبب الإهمال الطبي.

واعتقلت علياء في سبتمبر 2014 واختفت قسريًا مدة شهر، ثم ظهرت على ذمة القضية المعروفة إعلاميًّا بـ"كتائب حلوان".

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد أخلت سبيلها في مارس 2016 على ذمة القضية، وخلال حضورها إحدى جلسات المحاكمة، في أكتوبر 2017 ألقت قوات الأمن القبض عليها وأودعتها سجن القناطر.