قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صالح العاروري: إن دولاً عربية شاركت في صياغة "صفقة القرن"، التي طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية الصراع الفلسطيني-االصهيوني وعرفت انحيازاً إلى "الكيان المحتل"، وإجحافاً بحقوق الفلسطينيين التاريخية.

وأوضح "العاروري"، خلال حوار مع قناة الأقصى الفضائية، مساء السبت: "لدينا معلومات تفيد بأن دولاً عربية شاركت في صياغة الصفقة ومطَّلعة عليها منذ زمن"، لافتًا إلى أن "هناك دولاً عربية تشارك بفاعلية في تمرير صفقة القرن، وضغطت على القيادات الفلسطينية من أجل القبول بها".

وشاركت دول خليجية (الإمارات والبحرين وعُمان) في مراسم الإعلان عن "صفقة القرن" بالبيت الأبيض، أواخر يناير الماضي، كما رحبت السعودية من خلال وزارة خارجيتها بالخطة الأمريكية، ودعت إلى مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية.

وبيَّن أن حوارات رئيس الحركة إسماعيل هنية مع القادة والرؤساء الذين التقاهم بجولته الخارجية، تركزت على "صفقة القرن" وسبل مواجهتها وحصار غزة، موضحاً أن هنية سيتوجه إلى روسيا مطلع مارس المقبل، في تأكيد لما كشفه "الخليج أونلاين" في وقت سابق من اليوم.

ولفت إلى أن "مصر وجهت دعوة إلى قيادة الحركة لزيارة القاهرة، لبحث تطوير العلاقات الثنائية الإيجابية المستقرة، وكذلك مناقشة التفاهمات مع الاحتلال، في ظل تزايد التوتر".

كذلك، أكد العاروري أن السلطات السعودية ستبدأ بمحاكمة فلسطينيين بتهمة العمل الخيري رغم قانونية ما يقومون به، لافتاً إلى عدم وجود أي اتصالات مع المملكة حول ملفهم.

وعن لقاء الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي، مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بيَّن "العاروري" أنه جرى ترتيبه برعاية دول عربية، ودُفعت الأموال من أجل أن تكون للاحتلال علاقات مع الدول العربية.

وأشار إلى أن نتنياهو يكذب في بيانات التطبيع؛ من أجل تحسين أوضاعه الانتخابية وللتأثير على روح المقاومة في الأمة.

ووجَّه "العاروري" رسالة إلى كل المطبّعين، قائلاً: "أنتم واهمون إذا اعتقدتم أن دولة الاحتلال يمكن أن تكون صديقاً لأحد، فهي العدو الأول لأمتنا".

وأشاد القيادي في حركة "حماس"، بموقف الدول الرافضة لـ"صفقة القرن"، مشيراً إلى أنه تحدث قبل أيام قليلة مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وأكد استعداده التام للعمل المشترك لمواجهة "صفقة القرن".

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، 28 يناير الماضي، خطة تتضمن إقامة دولة فلسطينية في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لـ"الكيان الصهيوني".