فقدت الأمة الإسلامية عالما من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، رئيس وقف الجامع الأخضر في إسطنبول الداعية عبدالله أسطة عثمان أوغلو عن عمر ناهز الـ84 عاماً، قضى منها 42 عاماً في خدمة القرآن الكريم.

وشيعت جموع غفيرة جنازة الشيخ الراحل.

نبذة عن الراحل

ولد الشيخ الجليل في أوف بطرابزون عام 1936، وبعد إتمام حفظه للقرآن الكريم بدأ يتلقى دروس التعلم واللغة العربية، وفي عام 1957 عمل كإمام وخطيب فخري للجامع المركزي في كوجوكوي.

وفي عام 1963 تم تعيينه كخطيب وإمام فخري لجامع يشيل ببيرم باشا.

وفي عام 1973 كان في الهيئة التي أنشأت أول معهد لتحفيظ القرآن في قبرص، وإنشاء 5 جوامع؛ منها الجامع المركزي في ألماتة العاصمة الكازاخستانية آنذاك.

تقاعد في عام 2001 بعد 42 عاماً و5 أشهر في تعليم القرآن والإمامة والخطابة، ولديه ابن وابنة حافظان للقرآن.

ونعاه عدد من الهيئات الإسلامية والعلماء والدعاة، ففي بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جاء فيه: "فقد تلقينا بقلوب مفعمة بقضاء الله وقدره نبأ وفاة العالم الجليل والمربي الفاضل فضيلة الشيخ أسطة عثمان أوغلو، وكان رحمه الله من الدعاة الناشطين، نذر حياته لله وخدمة الإسلام، وتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه للصغار والكبار، وقد تخرج على يديه المئات من الحُفاظ والحافظات لكتاب الله عز وجل".

وتابع: "ويُعد رحمه الله أول المؤسسين لمدرسة تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه في جامع Yeşil Cami في مدينة بورصة التركية".

مضيفاً: "وقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً من علمائها المخلصين الأفاضل، نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان، إنه نعم المولى ونعم المجيب".

 

 

وقال عنه أستاذ مقاصد الشريعة د. وصفي أبو زيد: وقف حياته لله ولتحفيظ وتعليم كتابه العزيز، وتخرج من بين يديه مئات الحفاظ والحافظات.

 

 

وقال عمر المطوع: رحم الله خادم القرآن في تركيا الشيخ عبدالله أوغلو.

 

 

 

نبذة عن الجامع الأخضر

يقع الجامع الأخضر في الجانب الشرقي من مدينة بورصة، ويتسع لحوالي 2000 مصل، وهو جزء من كلية مجموعة كبيرة من أبنية تتكون من مسجد ومقام ومدرسة، واسمه في تركيا "يشيل جامع"، ويُعرف أيضاً باسم "جامع السلطان محمد الأول (جلبي)" الذي أنشأ هذا المسجد بعد أن وَحَّدَ الدولة العثمانية عقب الحروب الأهلية (عهد الفترة) التي تلت موت أبيه السلطان بايزيد الأول في الأسر التي استمرت 11 عاماً، بعد وفاة السلطان محمد الأول (جلبي)، قام ابنه السلطان مراد الثاني بإكمال بناء الجامع.

وهو مبنى تاريخي أحد أهم الأمثلة على العمارة العثمانية جاءت تسمية الجامع "بالأخضر" نِسبة إلى استخدام اللون الأخضر في نقوش زينته والبلاط الخزفيّ الأخضر على جدرانه الداخلية، كما كانت زخرفة القباب والجدران الخارجية قديماً باللون الأخضر حتى حدوث زلزال بورصة الكبير عام 1855م والترميم الذي أعقبه.

ويقع الجامع الأخضر في موقع مُدرج على قوائم اليونسكو للتراث العالمي عام 2014م.