أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن تقديرها لمبادرة زعيم جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) عبد الملك الحوثي لمبادلة أسرى سعوديين مع معتقلين فلسطينيين، وكان قيادي من الحركة كشف قبل يومين عن اتصالات تجريها حماس لإطلاق معتقلين فلسطينيين وجهت لهم السلطات السعودية اتهامات بدعم كيانات إرهابية.

وجددت حركة حماس -في تصريح صحفي- مطالبتها السلطات السعودية بالإفراج العاجل عن كل المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، وقالت الحركة "إنها لم تألُ جهدا في التواصل مع القيادة السعودية طيلة عام كامل للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين ممن لم يسببوا أي ضرر للمملكة".

وكان عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس باسم نعيم كشف قبل يومين -في مقابلة مع وكالة الأناضول- عن أن الحركة تجري اتصالات مباشرة، وعبر وسطاء، مع السعودية لإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين وجهت لهم اتهامات بدعم الإرهاب.

وأعلن عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة "أنصار الله"، مبادرة لإطلاق سراح خمسة أسرى سعوديين، مقابل إفراج المملكة عن معتقلين فلسطينيين لديها يتبعون لحركة "حماس".

ففي حين يرى مؤيدون للجماعة أن المبادرة ترجمة حقيقية لدعم "الحوثيين" للقضية الفلسطينية التي تعد قضية مركزية لدى الشعب اليمني، يعتقد آخرون أن الهدف من الطرح تجميل صورة الجماعة أمام اليمنيين.

وقال الحوثي، في خطاب له الخميس، "نعلن استعدادنا الإفراج عن أحد الطيارين السعوديين وأربعة من ضباط وجنود النظام السعودي، مقابل الإفراج عن المعتقلين المظلومين من أعضاء حركة حماس في السعودية".

وأضاف: "نؤكد جاهزيتنا التامة لإنجاز عملية تبادل الأسرى التي دأب العدوان على التنصل منها".

والسعوديون هم عسكريون وقعوا في الأسر لدى جماعة الحوثي، في أوقات سابقة، فيما لا يعرف إجمالي عدد الأسرى السعوديين لدى الجماعة.

ولم يصدر على الفور تعليق من قبل الجانب السعودي حول العرض، فيما أعربت حركة "حماس" عن شكرها لمبادرة الحوثي، وجددت دعوتها للرياض للإفراج عن الفلسطينيين المعتقلين لديها.

وكانت "حماس" قد أعلنت في أوقات سابقة، أن الرياض تحاكم عددًا من أعضائها، بدعوى "الانتماء لتنظيم إرهابي، وجمع الأموال".

في 9 سبتمبر 2019، أعلنت "حماس" اعتقال السعودية للفلسطيني محمد الخضري ونجله، وقالت إنه كان مسؤولا عن إدارة "العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة".

وأضافت أن اعتقاله يأتي "ضمن حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية"، دون مزيد من الإيضاحات.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، في بيان أصدره يوم 6 سبتمبر 2019، إن السعودية تخفي قسريا 60 فلسطينيا؛ من بينهم الخضري ونجله.

ولم تصدر الرياض، منذ بدء الحديث عن قضية المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، أي تعقيب أو إيضاحات.

جدير بالذكر أن اليمن يعاني، للعام السادس، من حرب مستمرة بين القوات الموالية للحكومة، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، من جهة، وبين الحوثيين، المدعومين من إيران، من جهة أخرى، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.