أستاذي وأبي وأخي المهندس خيرت.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن كان يقول لك الآخرون في مثل هذه الظروف والمناسبات من كلمات تدعو إلى الثبات والصبر والاحتساب عند الله فهذا ما نفعله كل يوم في دعائنا، ولكني أبعث إليك برسائل من القلب، جالت بخاطري هذه الأيام، سامحني إن كانت مرتجلةً ولكنها تعبر عمَّا في قلبي.

 

رسالة حب.. لم أكن أدري أن حبك في قلوب الناس بهذا الحجم وهذا الكمّ ما شاء الله، وإنني لأحسب أن هذا الحبَّ كلَّه لله وفي الله، وعن نفسي فوالله إنَّ حبي لك في الله لا يعلمه إلا الله، وإنه يزداد ويتدفَّق كالنهر الجاري، يملأ كل كياني، هذا الحب الذي كان وما زال صادقًا لا أبتغي به إلا الله.

 

رسالة عز.. لقد تابعْتُ وتابعَت الأمةُ كلها بل والعالم كلماتِك الجريئةَ وأنت تصدع بالحق ولا تخشى إلا الله، لقد أدمعتنا كثيرًا ونحن نسمع دعاءك على الظالمين، وأقنعت العالم بزيف الباطل.. شاهدنا كلَّ الفيديو الذي نُشر لك، وكأني أسمع وأرى حمزة أسد الله، وكأني أسمع الحسن بن علي عندما هُدِّد بالوعيد والقتل وهو مقيَّدٌ ومكبَّلٌ بالسلاسل، فانتفض في وجه الجلاَّد والظالمين: أتتوعَّدني بالقتل يا ابن الطلقاء، فإن القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة.

 

تذكرت كلمات علي بن أبي طالب وهو يقول: والله ما عزَّ ذو باطل ولو طلع القمر بين عينيه، والله ما ذلَّ ذو حق ولو قامت الدنيا عليه.

 

تذكَّرت قول الله في كتابه: ﴿الَّذِيْنَ يُبَلِّغُوْنَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ﴾ (الأحزاب: من الآية 39).

 

ورسالة فخر.. أستاذي، صدقني الكل يفخر بكم، الكل يقدِّركم، ما قابلت أحدًا ممن كان في الصفِّ أو كان في غيره إلا ويشعر بأن في الأمة رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وسيبقى بها إلى يوم الدين، إننا نفخر بأن نائب مرشدنا أول من يضحي بماله وصحته وحياته ويضرب النموذج والمثال لأبنائه وتلاميذه ولمن سيجيء من بعدهم.

 

رسالة أمل.. إن الفجر قريب، بل وقريب جدًّا إن شاء الله، ستعود إلينا وسنلتقي كما التقينا، وستعود البسمة من جديد، وإن لم تكن فارقتنا رغم كل الصعاب.

 

أستاذي.. اسمح لي أن أقبِّل يديك ورأسَك اعتزازًا وإكرامًا وتقديرًا واحترامًا على ما تبذل في سبيل الله وعلى ما تضحِّي من أجل الدعوة.

 

أسأل الله أن يُخلص كلَّ عملك وعمل إخوانك لله وحده لا شريك له.

-----------

* أبو يوسف- مواطن عربي.