لا تزال ملفات الشرق الأوسط الأكثر تناولاً في صحف العالم؛ لكونها الأشد تفاعلاً والأقوى تأثيرًا على المستوى الدولي، وعلى هذا الأساس كان تركيز الكثير من الصحف الصادرة اليوم الأحد 24/6/2007م على الواقع الراهن في الأراضي الفلسطينية وخاصةً في قطاع غزة، إلى جانب معالم التراجع الأمريكي في العراق.

 

وبالنسبة للأوضاع الفلسطينية اهتمت الصحف بالتعرف على الواقع الأمني في القطاع بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس عليه، على اعتبار أن الحالة الأمنية هي مقياس نجاح الحركة في تحقيق أهدافها من التخلص من التيار الانقلابي في فتح، وقد نشرت الـ(أوبزرفر) حديثًا أجراه مراسلها ميتشل بروتيرو مع أبو عبيدة القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) أوضح فيها رؤيته لما جرى ويجري في القطاع، إلا أن الجريدة حرصت على أن تفرِّق بينه وبين أبو عبيدة المتحدث باسم الكتائب، داعيةً القارئ إلى عدم الخلط بين الاثنين.

 

في البداية وصفت الجريدة أبو عبيدة بأنه "الرجل الذي يسيطر على قطاع غزة" وأشارت إلى أنه سوف يطرح في حديثه رؤيتَه لكيفية تحقيق السلام في القطاع.

 

يشير أبو عبيدة إلى أن الهدف الرئيسي لعملية حماس ضد مقرات الأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة في القطاع كانت لتطهير الأجهزة الأمنية من عناصر التيار الانقلابي لا لقتل عناصر فتح، مشيرًا إلى واقعةٍ جَرَت أثناء القتال؛ حيث هدَّد أحد القياديين في فتح- ويُدعى أبو خالد- بأنه "سوف ينتحر" إذا ما اقتحمت حماس المقرَّ الأمنيَّ الذي كان موجودًا فيه.

 

 الصورة غير متاحة

كتائب القسام تكشف بالوثائق فظائع الأمن الوقائي

 إلا أن أبو عبيدة- يقول التقرير- طالَب أبو خالد بألا يرتكب خطيئةَ الانتحار، واعدًا إياه بأنه سوف يلقَى معاملةً طيبةً إذا ما استسلم، ويؤكد القيادي في القسام أن ذلك هو ما جرى فعلاً مع أبو خالد وغيره من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي سلمت نفسَها للقسام، وذكر التقرير أن مصادر في فتح أكدت تلك القصة، إلا أنها طالبت بألا يتم عرض اسم أبو خالد الحقيقي خوفًا من التشهير به.

 

وقال أبو عبيدة إن المسلَّحين من عناصر فتح هم إخوةٌ لحماس، إلا أنه شدَّد على أن ما وَضَعَ الطرفَين في المواجهة هو أن القرارات التي كانت تحرِّك عناصر فتح لم تكن وطنيةً، وجاءت من أطراف لا تدرك أي شيء عن الواقع في قطاع غزة، فكانت تصدر من رام الله أو من الكيان الصهيوني أو من الولايات المتحدة، وأكد أنه ليس فخورًا بما جرى من اقتتال بين الفلسطينيين، موضحًا أن ما حدث كان بسبب ممارسات التيار الفاسد الذي كان يسيطر على الأجهزة الأمنية بقيادة محمد دحلان، الذي أَمَر بعمليات الاعتقال والاختطاف وعمليات الإعدام والاعتداءات المتكررة ضد عناصر حماس.

 

وأكد أبو عبيدة أيضًا أن الكيان الصهيوني هو الذي دفع بالساحة الفلسطينية إلى الاقتتال، مشيرًا إلى أن القسام لا تفكِّر على الإطلاق في تكرار ما حدث؛ لأن "المواطن الفلسطيني يحتاج إلى الدعم، كالوظائف والمال والأمن لا إلى اقتتال بين الإخوة"، ويوضح أن السرَّ في الانتصار السريع الذي تحقَّق لحماس في المواجهات هو فرارُ قادة الأجهزة الأمنية إلى مصر باستخدام سيارات الإسعاف، تاركين رجالهم خلفهم.

 

ويؤكد أبو عبيدة أن عناصر فتح يتميزون بالشجاعة في القتال، إلا أن فرار القادة خذلهم، متسائلاً: "من يمكنه أن يقاتل في سبيل قائد هارب؟!" وتوضح تلك الجملة أن عناصر فتح لم يقاتلوا من أجل انتماء وطني، بل قاتلوا وفق أجندة شخصية لقادة التيار الانقلابي.