سأل هشام بن عبد الملك أبا النجم: هل زوجت بناتك؟ قال: نعم؛ زوجت اثنتين، قال: فما وصيت به الأولى؟ وكانت تسمى "برة", قال:
أوصيتُ من برةَ قلبًا حُرّا بالكلب خيرًا والحماة شرّا
لا تسأمي ضربًا لها وجرّا حتى يروا حُلوَ الحياة مُرّا
وإن كستك ذهبًا ودرّا والحيَّ عُميهم بشر طرّا
فضحك هشام وقال: فما قلت للأخرى؟ قال: قلت:
سُبي الحماة وابهتي عليها وإن رنتْ فازْدلفي إليها
وأوجعي بالفهر ركبتيها ومرفقيها واضربي جنبيها
لا تخبري الدهر بذاك ابنيها
فضحك هشام حتى بدت نواجذهُ ثمّ قال :ما قلت في الثالثه وفي تأخير تزويجها؟ قال: قلت:
كأن ظلامة أخت شيبانْ يتيمةٌ ووالداها حيَّان
الجيدُ منها عطلٌ والآذان وليس في الرجلين إلا خيطان
فهي التي يذعر منها الشيطان
فقال هشام لحاجبه: ما فعلت بالدنانير المختومة التي أمرتك بقبضها؟
قال: ها هي عندي ووزنها خمسمائة.
قال: فادفعها إلى أبي النجم ليجعلها في رجلي ظلامة مكان الخيطين.