يُروى عن أشعب أنه استأذن على قوم يأكلون حيتانًا، فقال أحدهم: إن من عادة أشعب أن يبسط يده إلى أحسن الطعام؛ فاجعلوا الحيتان الكبيرة بعيدةً عنه ليأكل من صغار السمك..
ففعلوا، فلما دخل قالوا له: كيف رأيك في الحيتان؟

 

فقال: إن لي عليها حقدًا شديدًا، لأن أبي مات في البحر، وأكلته الحيتان.

 

قالوا له: هلمّ خذ بثأرك منها.

 

فجلس ومدَّ يده إلى حوت صغير، ثم وضعه على أذنه، وقد نظر إلى الصحفة التي فيها الحيتان الكبار في ركن المائدة، وقال: أتدرون ما يقول هذا الحوت الصغير؟

 

قالوا: لا، قال: إنه يقول: إنه لم يحضر موت أبي، ولا أدركه؛ لأن سنه يصغر عن ذلك، وقال لي: عليك بتلك الحيتان الكبار، التي في ركن المائدة، التي أدركت أباك وأكلته.