هاهى أيام الخير المعطرة بنفحات الايمان والتقوى تمضى ..حاملة معها جهد الصائمين ، وسهر المتهجدين ، وبذل المتصدقين ، وصبر الصابرين ، وجهاد الأحرار الصامدين ، لتسطر لهم فى سجلات الكرم الإلهى صفحات من نور يفرحون بها يوم يؤتى كل منهم كتابه فيعلنها فرحا فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) الحاقة تلك الفرحة الكبرى للصائم التى أخبرنا بها الحبيب المصطفى "صلى الله عليه وسلم".


أما المجرمون القتلة ، الذين لم يردعهم شهر الصيام عن قتل النفوس البريئة بغير ذنب ، وتعذيب الأجساد المؤمنة بشتى ألوان العذاب ، وحرمان الزوجات والأمهات والأطفال من الزوج والإبن و الوالد ، فحتما سيقولون يومها وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26)الحاقة.


أما الفرحة الصغرى فهى فرحتنا اليوم بتوفيق الله لنا لصيام رمضان وقيامه رغم كل الظروف والأحوال فلاحرج على الجميع أن يفرحوا بتوفيق الله لهم " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) " يونس
فلكل مسلم فرحته الخاصة فى الدنيا وله أن يفرح بها متى تحققت مهما كانت الأحوال، وللأمة مجتمعة فرحة مؤجلة ، يعمل لها الأحرار الصادقون فى حبهم لوطنهم ، وسعيهم لحفظ أراضيه ، و تحرير إرادته واستعادة شرعيته ، وتطهيره من الظلم والفساد والخيانة.


وحتما سيأتى ذلك اليوم وسيكون يومها العيد الحقيقى الذى تعم الفرحة فيه الجميع، لذا يتقدم الإخوان المسلمون بخالص التهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك للشعب المصرى الكريم بكل طوائفه وفئاته وإلى الأمة الإسلامية فى كل بقاع الدنيا
ونخص بالتهنئة السيد الدكتور محمد مرسى (الرئيس الشرعى لمصر)، وقادتنا وإخوتنا الكرام الأبطال الصامدين فى سجون الظالمين يدفعون ثمن الحرية لنا وللوطن.


كما نخص بالتهنئة أسرالشهداء – من 25 يناير إلى اليوم – وأسر الأحرار المحبوسين ظلما وعدوانا، ونخص الثوار والثائرات الأحرار الذين لم تخل منهم الميادين يوما واحدا منذ الانقلاب الغادر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوحد شعبنا بكل أطيافه على إرادة الحرية والكرامة والعدالة.


والله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون
29 رمضان 1438 هـ الموافق 24يونيو 2017 م