تتقدم جماعة الإخوان المسلمين بأسمى معاني التهنئة إلى جميع الناجحين من طلاب وطالبات الثانوية العامة في مصر - وأهليهم الكرام- الذين سهروا وجدّوا واجتهدوا واستعانوا بالله، ثم نالوا من الله مراتب النجاح والتفوق.


اعلموا أيها الشباب والشابات أنكم الكنز الحقيقي لهذا الوطن العظيم، وأن تميزكم وتفوقكم هو طاعة لله جل وعلا ورفعة لوطنكم ورد لبعض جميل آبائكم وأمهاتكم.


ونوصيكم ببعض الوصايا التي نسأل الله أن ينفعكم بها:
* تعلموا أن المكاسب في هذه الحياة تأتي على قدر الاجتهاد، وأن "الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً"، وأن آلام العمل تذهب ولا يبقى سوى لذة النجاح، وابدءوا حياتكم الجديدة في هذه المرحلة بالمزيد من الحرص على التحصيل العلمي والثقافي الواسع والبحث العلمي والتدريب العملي.


* إن أهليكم ووطنكم اليوم في أشد الحاجة إلى أن ترتقوا وتدركوا معاني العدل والكرامة وقيمة الإنسان، فأنتم القوة الكامنة التي يمكن تخرج بهذا الوطن من ظلمات الجهل والفقر وغياب الحق والعدل إلى نور العلم والتطور والتحضر الإنساني وتحقيق النهضة التي تقرؤن عنها في تاريخ الدول العظمى وكيف نشأت وقامت واستمرت بالعلم والعمل والعدل.


* أحسنوا اختيار تخصصاتكم بناء على ما يناسب قدراتكم ومواهبكم، واعلموا أن العالم يحتاج المتميزين في كل التخصصات، وأن التصنيف الطبقي بين التخصصات هو من الجهل المتوارث الذي لا صحة له ولا أساس.


* مارسوا جميع حقوقكم الطلابية واستثمروا هذه السنوات القليلة من عمركم، ولا تسمحوا لأحد أن يكبت حريتكم أو يقلل من قدركم، واعلموا أن حدود الحرية تنتهي حين ننتهك حرية الآخرين.


* حافظوا على مكارم الأخلاق ولا تنجروا لأصحاب السوء ومواطنهم، واصنعوا المزيد من الخير، واعلموا أن جميع أبناء مصر إخوةٌ لا يفرق بينهم عرق ولا نسب ولا لون ولا انتماء ولا دين.


وإننا إذ نُهنئ جميع طلاب الثانوية العامة في مصر، نخص بالتهنئة أبناء الشهداء والمعتقلين والمصابين في مصر - منذ ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ حتى يومنا هذا- الذين ضحوا بأنفسهم لكي يحيا أبناؤهم في وطن كريم، ونقول لهم إن تفوقكم رغم ما تعانونه من ظروف هو أجمل رسالة ترسلونها للشهداء بل وللوطن كله بثباتكم وتقدمكم، ونوصيكم بالسير على درب آبائكم الأبطال، وأن تتخذوا منهم قدوةً حسنة تفتخرون بها أمام العالم أجمع.

والله أكبر ولله الحمد

إيمان محمود
المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين
١٢ يوليو ٢٠١٧ م= الموافق ١٧ شوال ١٤٣٨ هـ