تصاعدت الخلافات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمنشقين عنها؛ ما أدَّى إلى مقتل شخصين في أحد مراكز الاقتراع، واعتقال العشرات من أعضاء الحركة الشعبية للتغيير التي يتزعمها لام أكول المنشق عن الحركة الأم.

 

وهدد لام أكول المرشح لمنصب رئيس حكومة جنوب السودان ومنافس سلفا كير؛ بعدم المشاركة في انتخابات وصفها بالباطلة؛ نتيجة استمرار عمليات القتل والاعتقال والمطاردة لمنسوبيه في الجنوب على أيدي ضباط الحركة (الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية).

 

وعدَّد أكول الانتهاكات التي تعرَّض لها أنصاره في اليوم الثالث للانتخابات، موضحًا أن منطقة رياك التابعة لولاية الوحدة شهدت أحداث عنف دامية؛ حيث دخل ضباط وجنود الجيش الشعبي، وأطلقوا الرصاص في أماكن متفرقة؛ ما أسفر عن قتل اثنين من مناصري أكول، واختفاء اثنين آخرين من أنصاره، إضافة إلى استيلاء الجيش الشعبي على سيارتين إحداهما للمؤتمر الوطني الحاكم والأخرى لـ"الشعبية للتغيير".

 الصورة غير متاحة

 لام أكول

 

وأوضح في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الثلاثاء أن مسلحي الجيش الشعبي اختفوا في الغابات المجاورة عقب الهجوم، مضيفًا أن الجنوب السوداني يقع تحت سيطرة الحركة الشعبية بالكامل مع غياب ممثلي المفوضية والمراقبين؛ ما سهل على الجيش هناك عملية الاستيلاء على مراكز الاقتراع.

 

من جانبه، أكد مدير عام قوات الشرطة بالسودان الفريق أول هاشم عثمان حسين في تصريحات صحفية أنه لا توجد تهديدات للعملية الانتخابية في جميع ولايات الشمال السوداني، وأن عملية تأمين الجنوب تقع على عاتق حكومة الجنوب، مؤكدًا أن هناك أكثر من 100 ألف جندي يشاركون في تأمين العملية الانتخابية.

 

هذا وقد واصل الناخبون السودانيون ترددهم على مراكز الاقتراع لليوم الرابع على التوالي في أول انتخابات شاملة تشهدها البلاد منذ عام 1986م، ولم يرصد المراقبون الدوليون أو المفوضية القومية للانتخابات تجاوزات فادحة لليوم الثالث للانتخابات، باستثناء المشاكل الفنية التي انحصرت بشكل كبير في اليوم الثالث.

 

وقد سجلت اللجان العليا للانتخابات في الولايات زيادة نسب مشاركة النساء، خاصة في ولاية الخرطوم التي تضم 3 محافظات هي الخرطوم وأم درمان وبحري، وسجلت نسبًا مرتفعة جدًّا خلال الأيام الثلاثة الماضية؛ حيث بلغت في الخرطوم بحري 63%، وفي الخرطوم الجنوبية 60%، وفي الخرطوم الغربية 52%، وفي أم درمان الجنوبية 61%، وفي أم درمان الغربية 68%، وفي أم درمان الشمالية 70.5% من إجمالي المشاركين في عملية التصويت.

 

 الصورة غير متاحة

مواطن سوداني يطالع الكشوف الانتخابية قبل الإدلاء بصوته

بينما وصلت نسبة التصويت بشكل عام مع نهاية اليوم الثالث، وطبقًا للإحصائيات التي تمكنت اللجان العليا حصرها حوالي 45% من نسبة المسجلة أسمائهم في كشوف الانتخابات، وجاء إقليم دارفور بولاياته الثلاثة في المرتبة الأولى من حيث نسبة التصويت، تليهم ولاية الخرطوم التي تضم أكثر من 800 مركز انتخابي.

 

كما شهدت الانتخابات خلال الأيام الثلاثة الماضية 100 بلاغ حول ممارسات فاسدة لبعض المرشحين والأحزاب المشاركة في الانتخابات، منهم 45 بلاغًا في ولاية النيل الأبيض.

 

وكانت المفوضية القومية للانتخابات قد قررت تجميد الانتخابات في (9) دوائر ولائية، و(6) قومية بولايات السودان كافة، على أن تجري الانتخابات في مدة لا تتجاوز الـ(60) يومًا.

 

هذا وقد كشف مصدر في المفوضية القومية للانتخابات أن الحبر الذي استخدمته المفوضية مستورد من دولة الدنمارك، وأنه يحتوي على نترات الفضة بحسب المواصفات المطلوبة، وقال إن الحبر بهذه المواصفات لن يخرج من أصبع الناخب إلا ومعه (الجلد).

 

فيما أكدت التجارب التي أجراها عدد من الخبراء المحليين أنه من السهل جدًّا خروجه من أصبع الناخب حتى بالماء.

طالع ملف الانتخابات السودانية