هل يجوز لفتاة تلبس النقاب أن تجلس مع خطيبها أكثر من مرة دون نقاب حتى إذا طالت فترة الخطوبة، وخطيبها يأتي للبيت كل أسبوع؟

 

يجيب عن السؤال فضيلة الشيخ سعد الدسوقي من علماء الأزهر الشريف:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

فإنه يسن للخاطب أن يرى مخطوبته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" (رواه ابن ماجه)، ولأنه أحرى إلى أن يسعد الزوجان في حياتهما فيرى كل ما يدعوه إلى الإقدام على خطبتها والاستمرار فيها؛ كالوجه والكفين والقدمين، ولها هي أيضًا أن تنظر إلى ما ظهر منه كوجهه وكفيه وقدميه ورقبته ورأسه؛ لأن كلا الطرفين يحتاج إلى أن ينظر للآخر، لكن يشترط ألا يكون خلوة، وألا يكون شهوة، وإذا طلب أن ينظر إليها مرةً أخرى فله ذلك إذا لم يكن استقصى في المرة الأولى.

 

وليعلم الخطيبان أن الخطيبة بالنسبة للخاطب أجنبية منه لا تحل له، وهي معه كغيره من الرجال، فلا يجوز أن يجلس وحده معها كخلوة لأن الكثير يتهاون في هذه المسألة بحجة أنه خطيبها، وسوف يتزوجا، وأنهما لبعضهما.. إلخ.. ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ (الطلاق: من الآية 1).

 

ولنعلم أن النقاب قد اختلفوا في حكمه فأوجبه بعضهم مطلقًا، وأوجبه بعضهم في حقِّ مَن يخشى منها الفتنة، وأباح بعضهم للمرأة أن تظهر وجهها وكفيها مطلقًا، ولكِ أن تأخذي بهذا القول الأخير مع هذا الخاطب الذي يجب أن يرى وجه خطيبته كلما جاء لزيارتها في منزل أهلها حتى لا يغضب، وحتى لا يتهمكم بالتزمت، ولا سيما إذا كنتم رضيتم به، واتفقتم معه على إتمام إجراءات الزواج.

 

وعلى هذا الرأي الأخير يجوز له أن ينظر إلى وجه مخطوبته وكفيها كلما أراد ذلك بحيث لا يزيد على ذلك؛ كأن يطلب منها أن يرى شعرها مثلاً أو ساقيها من فوق الكعبين فهذا غير جائز، وليس من حقه، والأولى الإسراع بالعقد.

 

زادكم الله حرصًا على تطبيق قواعد الإسلام، والوقوف عند حدوده، وجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.