* هل يجوز أن أزوِّج ابنتي شابًّا يبيع السجائر ويدخنها؟

** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ سعد الدسوقي "من علماء الأزهرالشريف" يقول:

الحمد لله وكفى وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى وبعد..

الدخان لم يكن معروفًا في بلاد المسلمين إلا في القرن الحادي عشر من الهجرة،
وقد تكلَّم فيه العلماء وقت ظهوره واختلفوا في حلِّه وحرمته؛ لعدم وجود النص القاطع في الحِل أو الحرمة، لكن بعد أن ظهرت أضراره الجسيمة على الصحة، فلا يسعنا إلا أن نفتي كما أفتى علماؤنا الأجلاء من أهل الثقة والورع بحرمته، ونوصي جميع المسلمين بالكف عن زراعته وصناعته وبيعه وتعاطيه، ونعتمد في هذه الفتوى على أدلة كثيرة من القرآن والسنة:

فقد قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾ (المائدة: من الآية 4).

 

والدخان ليس من الطيبات؛ لأنه بالغ الضرر ولا منفعة فيه، وهو خبيث الطعم والرائحة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة: من الآية 195).

 

ولا شك أن تعاطي الدخان مهلك لأجهزة الصدر والقلب وغيرها، وأضراره معروفة لا تخفى على أحد ولا سيما من يتعاطاه.

 

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مالك في الموطأ: "لا ضرر ولا ضرار".

 

وصانع الدخان وبائعه ومتعاطيه يضر نفسه ويضر غيره، وقد ذكر الأطباء أن رائحة الدخان المنبعثة من السجائر وغيرها تضر من يستنشقها ضررًا بالغًا قد لا يقل عن ضرر الشارب له.

 

ثم إن في تعاطي الدخان إسراف للمال في غير وجهه، وبلا داعٍ يقتضيه والله عزَّ وجلَّ يقول:

﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف: من الآية31)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)﴾ (الإسراء).

 

ونقول للأخ السائل: إذا تقدَّم إلى ابنتك أو أختك مدخن أو صانع الدخان أو متعاطيه فقدم له النصيحة الخالصة وخذ عليه العهد والميثاق بالامتناع عن هذا الخبث، فإن وجدت منه الجدية والقبول فتوكل على الله، وإلا فدعه وشأنه وعليك كما قال صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

 

نسأل الله أن يطهِّر ظواهرنا وبواطننا من كل مكروه وسوء، وأن يرزقنا الحلال وأن يبارك لنا فيه.

والله تعالى أعلم