بعد التقرير البريطاني المهم الذي شهد لجماعة الإخوان المسلمين بأنها تقف حائط صدِّ مهمًّا ضد التطرف والعنف، بينما تتعرض الجماعة لحملة قمع غير مسبوقة في مصر على يد الانقلاب العسكري.. يرى كثير من المراقبين أن جماعة الإخوان المسلمين تواجه تحولات مهمة في سياق النظرة الدولية لها؛ ما أثار تساؤلات حول مستقبل الجماعة ورهاناتها القادمة.


وقال أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة حمد بن خليفة بقطر، محمد بن مختار الشنقيطي: إن جماعة الإخوان المسلمين "ظاهرة عابرة للحدود، وتمثل الخيار الأكثر ملاءمة للمجتمعات والشعوب حاليًّا، باعتبارها حركة ديمقراطية معتدلة".


وقال الشنقيطي لـ"عربي21" إنه "لا يوجد أمر تتمسك به الشعوب اليوم أكثر من الإسلام والحرية السياسية"، مؤكدًا أن "الإخوان جمعت الاثنين معًا، باعتبارها حركة تتمسك بهذين المبدأين اللذين يعبران عن وجدان الشعوب في هذه اللحظة بالذات".


ورأى الشنقيطي أن جماعة الإخوان "سيكون لها مستقبل سياسي بارز"، مؤكدًا أن "من المستحيل تجاوزها، بوصفها البديل عن جماعات التطرف والعنف التي تتجاوز الخروج على الاستبداد؛ إلى الخروج على المجتمعات ذاتها".


وتابع: "مهما كانت المواقف الدولية تجاه الإخوان متباينة وحادة؛ فإن المستقبل سيكون لصالحها، ما دامت تتمسك بالهوية الإسلامية والحرية، وتصالح بين هذين المبدأين".


وبيّن أن "المجتمع الدولي والإقليمي سيدرك في نهاية المطاف أنه بتوريطه القوى الإسلامية المعتدلة، وأهمها الإخوان المسلمون؛ يفتح الباب للفوضى التي ستبتلع الجميع، بما في ذلك أنصار ومؤيدو وداعمو الثورة المضادة".


ولفت الشنقيطي إلى أن "البشر أحيانًا لا يتبنون الخيار الصحيح إلا بعد أن يجربوا كل الخيارات الخاطئة، وهذا هو حال مجتمعاتنا مع الإخوان ومع الثورات"، مضيفًا أنه "ما على الإخوان سوى المراهنة على الزمن، حتى تستنزف المجتمعات العربية خياراتها الخاطئة".


مستقبل الجماعة
واعتبر البرلماني السابق والقيادي الإخواني في الأردن، محمد عقل، أن "الجماعة تمثل الامتداد الطبيعي لروح الإسلام الإيجابية"، مؤكدًا أنها "لم يخالطها التطرف يومًا، وبقيت تمثل جوهر حركة إطارها الشعبي، وأن ما يحدث لها هو من جملة ما تتعرض له الشعوب من ظلم واستبداد".


وقال: إن "منهج الجماعة سلمي وتفاعلي، يسير مع حركة الشعوب باتجاه حالة التوافق المجتمعي، ووفقًا لإطار العقد الاجتماعي، بعيدًا عن محاولات إقحامها في سياقات عنفية بهدف استبعادها من المشهد العمومي".


وأضاف أن "المخاض الذي تتعرض له الجماعة إيجابي ومثمر على مستوى ثباتها وقدرتها على تجاوز الأزمات والتحديات"، مؤكدًا أنها "استطاعت برسوخها أن توصل رسالتها لحلفاء الاستبداد".


ورأى عقل أن الجماعة ما زالت وستبقى تعوّل على "الوعي الجمعي"، كما أن "مستقبلها مرتبط بمستقبل هذه الشعوب التي ستنتصر حتمًا".