الحمد لله فقد شاءت إرادة الله الغالبة وإرادة شعب مصر الرائدة نجاح الدكتور محمد مرسي؛ ليكون رئيسًا لمصر الثورة، الحمد لله فقد شاءت إرادة الله الغالبة وإرادة المصريين الرائدة أن يسقط شفيق مرشح العسكري كبير بقايا النظام,

 

الحمد الله انتهت الانتخابات الرئاسية التي حوَّلها العسكري بمؤسسات الدولة العميقة وبقايا النظام البائد إلى معركةٍ بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، معركة استباح لنفسه فيها كل الأسلحة الثقيلة والخفيفة، خاصةً قسم الشائعات بجهاز المخابرات الذي فرض على المصريين وحياتهم اليومية أجواء حروب ومعارك الاستنزاف المعنوي والنفسي التي عشناها في نهاية ستينيات القرن الماضي بعد هزيمة 67، انتهت الانتخابات الرئاسية تاركةً لنا ولغيرنا حزمة كبيرة من النتائج والدلالات، بل المطالب والاحتياجات المهمة.

 

نتائج ودلالات

** الساعات القليلة قبل إعلان فوز محمد مرسي كانت أشبه ما تكون بحالة الاحتضار، لخروج الروح الشريرة من جسد الأمة المصرية لتحل محلها روح جديدة طاهرة طيبة تسري في الجسد المصري لتعيد له القوة والعافية والسلامة.

 

** صبر وصمود شعب مصر العظيم أمام معارك الاستنزاف المادي والمعنوي المتعمد التي عانها خلال الانتخابات، خاصةً جولة الإعادة، حين اجتمعت عليه كل شائعات الدنيا أملاً أن تقهره أو تهزمه نفسيًّا، نعم كانت معاناة لكن الصبر والتجلد والصمود كان أكبر وأشد.

 

** الثورة مستمرة تتقدم إلى الأمام وتحقق يوميًّا نجاحات رغم كم الحواجز والسدود وحقول الألغام المزروعة في الطريق.

 

** نجاح محمد مرسي هو أحد الثمار الناضجة لشجرة الثورة الطيبة التي حاول الكثيرون اجتثاثها بل وإعادة إنتاج الشجرة الخبيثة للنظام البائد.

 

** أن الشعب المصري كان وما زال يريد الحياة؛ لذا فرض إرادته على كل مؤسسات الدولة العميقة التي اصطفت في صعيدٍ واحدٍ في مربع إعادة إنتاج النظام، لكنها فشلت أمام الإرادة الشعبية المبهرة.

 

** نجاح محمد مرسي مرشح الثورة فرض منتجًا مصريًّا خالصًا أنتجته يد الثورة المصرية الرائعة، منتج سلميًّا ديمقراطيًّا لم يُطرح في أسواق السياسة والثورات العالمية من قبل؛ ليقدم المصريون قيمةً مضافةً في ثورتهم السلمية، وأيضًا قيمة مضافة وسيناريو جديد كمخرج للثورة على خلاف ما رسمه البعض أو توقعه البعض من سيناريوهات الجزائر وأوكرانيا ورومانيا.

 

** نعم قوتنا في وحدتنا، شعار حملة مرسي في جولة الإعادة، وواقعًا عمليًّا عشناه مع العديد من القوى الوطنية والائتلافات الثورية التي اصطفَّت في مربع الثورة ضد مربع إجهاض الثورة، درس عملي يحتاج لتعزيز وتقوية واستكمال.

 

** تعزيز الثقة في القضاء المصري- لجنة الانتخابات- التي عانت هي الأخرى معنا أشد المعاناة في أجواء فُرضت علينا من فقدان الثقة والتشويه والتشكيك المتعمد.

 

** إصرار بقايا النظام على الكذب والتدليس للدقائق الأخيرة "راجع تسريبات أقلام وألسن وفضائيات بقايا النظام التي ظلَّت تُروِّج لنجاح شفيق للحظات الأخيرة، تسريبات بتهنئة كبار رجال الدولة لشفيق، وأن البورصة حققت أرباح بالمليارات في الدقائق التي رُوِّج فيها لنجاح شفيق وأن الحرس الجمهوري يحرس بيت شفيق"، وأشياء أخرى من هذا القبيل.

 

** رسالة التطمين السريعة التي أرسلتها جماعة الإخوان والحزب للمجتمع المصري "راجع التصريحات الخاصة بانتهاء عضوية محمد مرسي من الجماعة واستقالته من رئاسة الحزب، وأن الحكومة القادمة سيكون 70% منها من خارج الحزب".

 

خلاصة الطرح..

نجاح محمد مرسي هو نجاح الشعب المصري في منح قبلة الحياة لثورته الرائعة، والتي كانت مهددةً بالإجهاض من مربع بقايا النظام الذي قال أحد كبارهم: الثورة ماتت والغسل والدفن يومي التصويت، وشهادة الوفاة يوم إعلان النتيجة، لكن الشعب كان له قول آخر.. نعم نجح محمد مرسي ويحيا الشعب.

--------

* كاتب مصري