بعد أن فشلت محاولات إقصاء مرشح الإخوان عن الرئاسة.. جاءت خطة إقصاء الإخوان عن الرئيس!

 

بعد أن فشلت محاولات إقصاء محمد مرسي عن سباق الرئاسة، جاءت خطة اختطاف الرئيس.

 

حيثما.. وأينما.. ووقتما سمعت آذناك حديثًا عن الشأن المصري تسمع من يقول: مرسي يجب أن يكون رئيسًا لكل  المصريين.. مطلوب نواب ومساعدين للرئيس من غير الإخوان.. كل الطاقم الرئاسي يجب أن يكون من غير الإخوان.. رئيس الوزراء لا يكون من الإخوان.. الإخوان لا تزيد حصتهم في الوزارة عن الثلث.. بل الثلث كثير.. خلي الثلث لهم ولحزب النور.. الإخوان لا يأخذون سوى وزارتين فقط.

 

في الخلاصة.. مطلوب من مرسي أن يسير على نهج سلفه، بل أسلافه، ويقصي الإخوان.. وليحمد الإخوان ربهم أن مرسي أقصاهم فحسب ولم يجعلهم جماعةً محظورةً ولم يزج بهم في السجون.. ألم يكن عبد الناصر في الإخوان ثم فعل بهم ما فعل؟!

 

مطلوب من القوة السياسية الأولى في مصر والحزب صاحب الأغلبية أن ينزوي من أجل أن يتقدم آخرون لمجرد أنهم لا يريدونه شريكًا.

 

مَن جاهد 80 سنة من أجل وصول مصر لما هي عليه الآن يقال له ابعد من هنا، ومن بدأ عمله السياسي قبل أشهر يرى أن من حقه أن يتصدر المشهد.. لا بل حتى من وقف مع النظام البائد ضد الثورة من حقه أن يحصل على النصيب الأوفى!

 

منطق غريب لا علاقةَ له بالسياسة لا نظريًّا ولا عمليًّا.

 

منطق استغربه رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر، فانتقد مطالبة مرسي بالتخلي عن حزب الحرية والعدالة الذي هو مرشحه في الانتخابات، وزاد عجبه فقال "إنهم لم يكتفوا بذلك، بل طلبوا منه عدم تشكيل فريقٍ رئاسي منه..  بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث طلبوا منه عدم تشكيل حكومة من أغلبيه حزبه".

 

هل قيل يومًا لأوباما أو لـ43 رئيسًا أمريكيًّا سبقوه مثل هذا الطلب؟ هل قيل في فرنسا .. في الهند.. في أي دولةٍ ديمقراطية؟

 

والغريب كما يقول رئيس وزراء كندا أن مرسي استجاب وترك الحزب.. والغريب أن الإخوان يستجيبون ولا يتمسكون بحقهم السياسي الطبيعي في أن تكون لهم الأغلبية.
والأشد غرابةً أن الآخرين غير قانعين، وكلما أعطاهم الإخوان فرصةً زادَ نهمهم، وكلما قدَّم مرسي وعدًا طلبوا عشرة.

 

مطلوب من الإخوان أن ينسوا أن محمد مرسي كان منهم، ومطلوب من مرسي أن ينبذ مَن دفعوا به للمنصب وصمدوا خلفه وتحملوا من أجل ذلك ما تنوء بحمله الجبال.

 

مطلوب أن يبقى الرئيس معلقًا في الهواء دون ظهرٍ يحميه أو قوةٍ تُعينه.. معزولاً عن الإخوان.. غير مرغوبٍ فيه من المجلس العسكري وسائر أطراف الدولة العميقة.. موضع طمع مَن يرغبون في أن يشاركوه السلطة.. مطلوب رئيس رهن الاختطاف.