هلْ وَدَّعَ الشعراءُ نَجمًا زاهـــــــــرًا       أمْ  وَدَّعَ الأدباءُ ركنًا ظاهـــــــــــرا

أم ودَّعَ الإخوانُ قلبًا طاهــــــــــــرًا       إذ ودَّعوا اليومَ القُمَيْحَةَ جابـــــــــرا

قد كان ضدَّ الظلمِ يُشهرُ سَيفَـــــــــه       سيفَ القريضِ مُزلزِلاً  ومُعَبِّــــرا

ما خاف مِن جُندِ الطُّغاةِ وإنّمـــــــا        قد كان بالحقِّ الصريحِ مُجاهـِــــــرا

كم كان يُلقي في المَحافلِ شِعـــــــرَه       فيُثيرُ وجدانًا  لنا وضَمائــــــــــــرا

فإذا تحدَّثَ في الرقائقِ يرتقـــــــــي       بكَ للعُلا فهو الرقيقُ مَشاعِــــــــــرا

وإذا توجَّهَ  للطُّغاةِ تخالُـــــــــــــــه       كالليثِ يهجمُ في المعاركِ كاســـــرا

ولقد تبنَّي الشعرَ والأدبَ الرَّفيـــــ       ــعَ  رِسالةً  وأمانةً وتَحَضُّــــــــرا

قد كان نعمَ الجارِ إذْ جاورتـُــــــــــه       فوجدتُه نِعمَ الوفيِّ مُجــــــــــــــاوِرا

إن زرتَه تجد الكرامَ لديه  قــــــــــد       جلسوا إليه مُحدِّثًا ومُسامِـــــــــــرا

يَصِلُ القديمَ مع الحديثِ تمازُجــــــا       وطرائفًا ونوادرًا وخواطـــــــــرا

جُدرانُ منزلِه اكتستْ برفوفهـــــــــا       كُتُبًا تَري فيها الكنوزَ جواهـــــــــرا

فاضتْ علي الرُّدُهاتِ فامتلأت بهــا       طُرُقاتُ بيتٍ بالذخائر عُمِّــــــــــرا

ويَزيدُ مِن كَرمِ الضِّيافةِ عنـــــــــده       أُنسُ الحديثِ بشاشةً وتذاكـُــــــــرا

كم كان يَسعدُ إن رأي طُلابـَــــــــــه       نَبَغُوا فهذا غرسُه قد أثمــــــــــــــرا

كم كان يَسعدُ إنْ رأَي في غَرســــه       نبتًا جديدًا قد يُرَشَّحُ شاعـــــــــــــرا

وتراه يكتشفُ المَواهبَ حولــــــــه       ويَضُمُّها رَحِمًا إليه مُفاخِــــــــــــرا

نِعمَ المُعلِّمُ إذ يُشجِّعُ طالبـًـــــــا       ويُرَي لِمَنْ بدأَ الطريقَ مُــــــؤازِرَا

كم كان يشتاقُ الأحبَّة كلَّهـــــــــــــم       عنهم يُداومُ في السؤالِ مُكَــــــــرِّرا

ويقولُ هل زار المقطَّمَ زائــــــــــرٌ       ياليتني كنتُ المصاحبَ زائـــــــــرا

قد كنتُ أعرض ما كتبتُ عليــــه إذ       دوماً أراه مُرحِّبًا ومُبَشِّــــــــــــــرا

رغم اشتدادِ السقم كان بِفَنـِّــــــــــــه       أبدًا شغوفًا ناصحًا ومُؤَثـِّــــــــــــرا

وتَراهُ يأتي للمُصَلَّي جاهــــــــــــدًا       مُتحمِّلاً مُتحامِلاً ومُصابِـــــــــــــرا

يأتي ويُنصت للخطيبِ مُتابعًــــــــا       بهدوئه أو بعضَ حينٍ  ثائـــــــــــرا

يُعطي النصيحة للخطيبِ لعلـــــــــه       يزدادُ علمًا إذ تقلد منبـــــــــــــــــرا

نَستودِعُ اللهَ القُمَيْحَةَ جابِــــــــــــــرَا       ربًّا عَفُوًّا مُستجيبًا غـــــــــــــــــافرا

**

11-11-2012   [email protected]