- إعلام الفلول وراء مفاجأة موافقة الأقصر على الدستور!

- وزعنا 250 ألف نسخة والموافقة تدعم الشرعية والاستقرار

- أطالب جبهة الإنقاذ بالعودة لرشدها

- آن الأوان لتنفيذ مشروع النهضة

حوار: أحمد هزاع

 

أسفرت نتيجة الاستفتاء على الدستور بارتفاع شعبية الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية خاصة بعد أن صوتت المحافظات التي لم تؤيد الرئيس في الانتخابات الرئاسية للموافقة على الدستور، ومن بين هذه المحافظات "الأقصر" التي اختارت مرشح الفلول في مرحلتي الانتخابات الرئاسية.

 

الدكتور عبد الموجود راجح الدريدي عضو مجلس الشعب السابق والقيادي البارز بحزب الحرية والعدالة بمحافظة الأقصر كشف لـ(إخوان أون لاين) أسرار التغيير الكبير الذي شهدته المحافظة التي حققت نسبة مفاجئة في موافقتها على الدستور والتحول إلى دعم الشرعية والاستقرار.

 

بداية يشيد الدكتور عبد الموجود راجح الدريدي بأهالي مراكز ومدن وقرى المحافظة على مشاركتهم الإيجابية في المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور وإعلان موافقتهم على أول دستور يضعه الشعب.

 

ويرى د. راجح أن الشعب الأقصري يتسم بالوعي ولم يتأثر بمحاولات التشويه من قبل بعض القوى السياسية، مضيفًا أن أهالي الأقصر حرصوا على قراءة الدستور بعناية وقالوا كلمتهم بحرية وكانت الموافقة بنسبة 76.7%.

 

ويوضح أنه رغم عدم تصويت الأقصر للرئيس محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة في الانتخابات الرئاسية السابقة في جولتيها إلا أنه بعد حوارات وندوات مكثفة لعرض الدستور وشرحه وتفسيره بحيادة تامة من قبل بعض كوادر الأقصر الوطنية، وافق أكثر من ثلاثة أرباع شعب الأقصر على الدستور.

 

ويضيف: إن القوى الإسلامية بالأقصر بجانب الحركات الثورية المؤيدة لمشروع الدستور حرصت على التفاعل والتواصل مع الشارع الأقصري على مدار أكثر شهرين منذ إصدار الوثيقة الأولية للدستور وهو ما قابله أهالي الأقصر بترحاب شديد وتفاعلوا معه بإيجابية، مقدمًا التحية لكل مدن المحافظة وفي مقدمتهم "الأقصر، أرمنت، القرنة، إسنا، طيبة" على مشاركتهم الايجابية وتوصيتهم لصالح دستور مصر الجديد.

 

ويقول د. راجح: نحن حزب الحرية والعدالة ومعنا القوى الإسلامية قمنا بتوزيع أكثر من 250 ألف نسخة من الدستور على المواطنين، ونظمنا ما يقارب 50 مؤتمرًا جماهيريًّا في كل مدن الأقصر والعديد من قراها، فضلاً عن تنظيم العشرات من المسيرات بشكل مستمر لمقاومة تشويه الإعلام وفبركة مواد من الدستور على غير الحقيقة.

 

ويشيد بزيارة الدكتور محمد البلتاجي عضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ومقرر لجنة المقترحات والحوارات المجتمعية للأقصر وتجاوبه مع مقترحات المواطنين الذين قدموا أكثر من 450 مقترحًا كان لها الأثر الواضح على إدخال تعديلات جوهرية على مسودة الدستور الأولى خاصة في باب الحقوق والحريات.

 

ويشدد د. راجح على أن المواطنين في الأقصر لديهم رغبة شديدة في الاستقرار بسبب طبيعة عملهم حيث يعد أهم طرق عودة النشاط السياحي خاصة بعد أن قلت نسبة الإشغالات في فنادق المحافظة من 60% إلى 20% بعد أحداث الاتحادية والتحرير والمظاهرات التي لا داعي لها في الوقت الحالي.

 

ويتوقع أن ترتفع نسبة الإشغالات في احتفالات رأس السنة إلى 50% بعد إقرار الدستور الذي يعد الخطوة الأساسية للاستقرار في الشارع المصري بصفة عامة وفي الأقصر بصفة خاصة، مشيرًا إلى أن هناك أفرادًا من الأحزاب والحركات السياسية الرافضة للدستور بالأقصر أبدت موافقتها على المسودة النهائية بعد قراءة عميقة لها.

 

ويقدم راجح الشكر لوسائل الإعلام التابعة لفلول الحزب الوطني المنحل لأنهم السبب الأول في التصويت لصالح الدستور من قبل أهالي الأقصر رغم التدليس والتزوير، حيث أقبل المواطنون على قراءة الدستور الأصلي لمعرفة حقيقة الدستور واكتشفوا كذب الإعلام.

 

ويوضح أن العاملين في السياحة انقسموا إلى قسمين بالنسبة للموافقة والاعتراض على الدستور الجديد حيث رفض معظم مالكي الفنادق وثيقة الدستور بينما وافق جميع العاملين في القطاع ودعوا ذويهم وأسرهم إلى التصويت لصالح الدستور الذي يدعم السياحة ويهدف إلى الاستقرار.

 

وعن سير عملية الاستفتاء يؤكد د. عبد الموجود راجح أنها كانت في معظمها تسير بسلاسة مع وجود مخالفات لا تؤثر في مجمل اليوم الانتخابي ولا تعوق عملية التصويت، مشددًا على أن جميع المراقبين للاستفتاء سواء المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية شهدت بسلامة ونزاهة الاستفتاء.

 

وينفي بشدة اتهام جبهة الإنقاذ بأن نتيجة الاستفتاء خاصة في المحافظات التي صوتت لصالح مرشح الفلول في الانتخايات الرئاسية السابقة ومن بينها "الأقصر" بأنها مزورة وكان جميع المراقبين تابعين للتيار الإسلامي، مؤكدًا أن المراقبين يضمون كافة القوى السياسية وأنه لا تخلو لجنة في محافظة الأقصر إلا وبها مراقبون معارضون للدستور، لافتا إلى أنه في لجنته التي أدلي بها برأيه على الدستور كان يوجد اثنان من حركة السادس من إبريل الرافضة للدستور.

 

ويخاطب جبهة الإنقاذ والمعارضين للدستور قائلاً: "كفى ما فعلتموه قبل التصويت على الاستفتاء وكنتم سببًا في إراقة الدماء بين المصريين"، محذرًا إياهم من غضبة الشعب المصري الذي لم يرحم من انتهك حقوقه وسعى لخراب البلاد كما يفعلون الآن.

 

ويستطرد د. راجح قائلاً: "إذا كانت جبهة الإنقاذ لا تعترف بالدستور وترفض ما قاله الشعب الذي وافق عليه بنسبة تخطت الـ60% فعليهم إعادة ترتيب أوراقهم لأن هذا يعد إفلاسًا سياسيًّا وانحلالاً أخلاقيًّا"، مضيفًا أن من حق الجميع الاعتراض ولكن المعارضين الآن يريدون النقد والتجريح لمؤسسات منتخبة ويسعون للقضاء على الشرعية.

 

ويؤكد أن ما تفعله جبهة الإنقاذ هذه الأيام ليست معارضة، خاصة بعد تحالف شخصيات كانت محسوبة على الثورة لمعسكر الفلول وأعداء الوطن، وإنما يقومون بمؤامرة للقضاء على المشروع الإصلاحي ومن ثم إسقاط مصرنا الحبيبة، قائلاً: ادعت جبهة الإنقاذ أنها تتحدث باسم الشعب ورفض الشعب عن طريق الصندوق جميع قراراتها ألا يعود هؤلاء إلى رشدهم والعمل من أجل مصر؟!

 

ويوجه كلامه للدكتور مرسي قائلاً: "أطالب الرئيس محمد مرسي يتنمية شاملة لصعيد مصر وفي مقدمته الأقصر، وأقول له إن الأقصر ما زالت في انتظارك ويجب رد الجميل لأنهم وقفوا مع الحق والشرعية ودعموا الاستقرار وفي انتظار قرارات تخدم الفقراء منهم"، مشيرًا إلى أن الحالة الصحية والتعليمية في الأقصر لا ترقي للمستوى الآدمي وهو ما يجب على الرئيس علمه جيدًا والعمل على تحسين الحالة المعيشية للمواطن الأقصري في القريب العاجل.

 

ويطالب الدكتور مرسي بتخصيص أرض لجامعة الأقصر لحاجة الطلاب بالمحافظة إليها، وجذب الاستثمارات السياحية والزراعية حيث تمتلك الأقصر ظهيرًا صحراويًّا كبيرًا يكفل بعد استصلاحه حياة كريمة للمواطنين في المحافظة.

 

ويلفت إلى أن الطاقة الشمسية بالأقصر توجد بصفة دائمة على مدار العام وتعد أرضًا خصبةً لمشاريع عملاقة بالطاقة الشمسية، كما أنها تمتلك أجود الطماطم في العالم ويجب استثمارها.

 

كما يطالب الرئيس مرسي بتطهير شامل للهياكل الإدارية التي ما زالت تعمل لصالح تحقيق منافع شخصية، والعمل الجاد على تنمية العشوائيات والاستمرار في حل مشاكل المواطنين من الغاز والخبز وتنفيذ مشروع النهضة بشكل كامل حتي يشعر المواطن البسيط بالتغيير على أرض الواقع.