- السلطة تسعى إلى الإخوان وليس العكس  

- الإعلام يشوه الحقائق لتحقيق مآرب شخصية  

- أقدر الشاطر ولديه الحق في تقييم الحكومة 

- العريان قيمة كبيرة وشاب متحمس وفخر للإخوان 

- على المعارضة تغليب المصلحة العليا للوطن  

- د. مرسي رئيسًا لكل المصريين ويعمل لنهضة البلاد 

- لا يعنينا الهجوم فالأهم تحقيق العدل والحق والكرامة 

 

حوار: أحمد هزاع 

الدكتور فريد عبد الخالق أحد الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين وعضو الهيئة التأسيسية للجماعة, دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كونه أكبر باحث في السن يحصل على درجة الدكتوراه في العالم؛ حيث نال الدكتوراه من قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة عام 2009، وعمره 94 عامًا، وكان عنوان الرسالة "الاحتساب على ذوي الجاه والسلطان"، وله مؤلفات أخرى سابقة مهمة منها "في الفقه السياسي الإسلامي" و"الإخوان المسلمون في ميزان الحق" و"تأملات في الدين والحياة".  

 

أجرت معه جريدة "الوطن" حديثًا مؤخرًا نسبت فيه أقوالاً إليه لم يصرح بها وآراء لم يقلها وشوهت كلمات الحديث بصورة تسيء للإخوان وقياداتها.  

 

(إخوان أون لاين) حاور الأستاذ الجليل ليتعرف عن حقيقة ما أدلى به وآرائه في السياسة والإعلام في الوضع الراهن. 

 

* بداية نشرت جريدة "الوطن" على لسانكم حوار جاء فيه عنوان "لو أن البنا حي لطالب المرشد بالابتعاد عن مصر وعن مرسي".. لماذا الهجوم على الرئيس والإخوان؟ 

 

** أنا لم أقل هذا الكلام إطلاقًا، وجريدة "الوطن" شوهت تصريحاتي بل قلبتها رأسًا على عقب وبدلت الحقائق وأنا أتعجب للصحفي الذي يغير الحقائق ولا ينقل المعلومة كما هي ولا يبدل ولا يحرف فيها لأنها أمانة سيسأل عنها، فضلاً عن أنه يعد بمثابة ضمير ينقل المعلومة للمواطنين ليعلم رجل الشارع الحقيقة ويحكم على الشخص من خلالها.  

 

أنا استعجب لهذا، ولا أصدق ما نشر عني ولم أتخيل يومًا أن الصحافة تعمل بهذه الصورة لمهاجمة الإخوان وتشويه صورة التيار الإسلامي ككل، فأنا أدعو جميع الصحفيين والإعلاميين إلى تحري الدقة ونشر الحقائق كما هي دون تزييف أو تحريف أو زيادة أو نقصان.  

 

* وماذا قلتم بالتحديد؟ 

** ما قلته هو ما قاله الإمام البنا منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين هو أن الإخوان لا يسعون للسلطة بل السلطة هي التي تسعى إليهم هذا عن الوضع العام، أما عن الدكتور مرسي فقلت إنه كان رئيسًا لحزب الإخوان والشعب المصري يعلم بكامله أن الرئيس المصري الحالي ابن من أبناء جماعة الإخوان وعلى هذا الأساس تم انتخابه بحرية من الشعب المصري الواعي وعليه فإن الإخوان نالوا ثقة الشعب. 

 

* "الوطن" ذكرت ما يوحي بموافقة ضمنية على مزاعم البعض عن تدخل الإخوان وفي مقدمتهم المرشد العام في مؤسسة الرئاسة؟ 

** أنا لم أقل ذلك مضمونًا أو صراحة ما قلته بالضبط أن الإخوان جماعة دعوية أساسها الدعوة إلى الله وبناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة كما هو معلوم لدي الجميع، وأن السياسة جزء من الدعوة وليست الأصل ودخولنا معترك السياسة هو تحقيق المصلحة العليا ونشر العدل نمو الاقتصاد وبناء دولة حديثة مدنية على غرار ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة عند تأسيس دولة الإسلام الأولى.  

 

وبالنسبة لجزئية ابتعاد المرشد عن الرئيس كما قلت هو "تزييف للحقائق" وتقولني كلامًا لم أنطق به، أنا قلت بأن الرئيس من الإخوان ولكن هناك حزبًا سياسيًّا مختصًا بالأعمال السياسية وتقديم المقترحات والمشاريع التنموية والجماعة مهمتها الأولى هو التربية الإسلامية وبناء المسلم على صفات وأخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وليس معنى ذلك الابتعاد عن السياسة ولا معناه أيضًا ألا يتدخل الحزب في أعمال الدعوة.

 

 

أخونة الدولة 

* بعض القوى السياسية الآن ضد الرئيس مرسي بزعم مقاومة "أخونة الدولة"؟ 

** أنا لا أعلم ما معنى أخونة ولا أدري ماذا يقصدون بها، فالشعب انتخب الرئيس محمد مرسي وهو يعلم تمامًا أنه من أبناء الإخوان المسلمين تلك الجماعة التي تريد تطبيق شرع الله في كل مناحي الحياة ليسعد الإنسان في الدنيا والآخرة ويعيش حياة هنية ثم يفوز بالجنة في الآخرة، وأنا اسأل من يقولون أخونة هل يأتي الرئيس مرسي برجل من خارج الإخوان ليحكم هو بدلاً منه رغم أن الشعب انتخب الرئيس مرسي ولم ينتخب أحدًا غيره بداعي أن الدكتور مرسي من الإخوان، هذا يعد إفلاسًا سياسيًّا لا يمت بصلة بالعمل الوطني وهؤلاء لا يريدون الخير لمصر عن طريق الانقلاب على الشرعية التي أولاها الشعب للإخوان في أول انتخابات حرة نزيهة.  

* وهل ترى سياسة الإخوان قائمة على الإقصاء كما يقول المعارضون لكم في الإعلام؟ 

 

** بداية أنا أريد إرسال رسالة للإعلام الذي له دور حقيقي في بناء الأمة ونهضتها إذا أراد وله أيضًا دورًا فعالاً إذا أراد هدم الدولة وعرقلة نموها، لذلك عليهم أن يتحروا الدقة لأن الكلمة مسئولية وأمانة على حاملها أن يؤديها بائتمان ولا يزيف الحقائق ويبدل الواقع، فأنا عندما أرى الصحف وأشاهد القنوات أجد أخبارًا ليس لها أي صلة بالواقع وكأني أسمع أخبار دولة أخرى غير مصر.  


 
أما عن سياسة الإخوان فليس هناك إقصاء في منهجهم ولا انفراد بالحكم في أهدافهم، فمنهج الإخوان قائم على التعاون مع الجميع منذ اليوم الأول لنشأة الجماعة أيام الإمام حسن البنا رحمه الله، فالإخوان يقدمون أيديهم لجميع المصريين دون النظر إلى ديانتهم أو انتمائهم السياسي، فالمصريون سواء كانوا أقباطًا أو مسلمين ليبراليين أو علمانيين أو إسلاميين الجميع في مركب واحد وسفينة واحدة يقودها رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي الذي أولاه الشعب ثقته كأول رئيس مدني منتخب. 
 

 

 
* وبم تفسر حالة الهجوم المعلن على الإخوان والرئيس مرسي منذ اليوم الأول لانتخابه؟  

** الهجوم على الإخوان اعتدنا عليه منذ الملك فاروق ولم ينجو الإخوان من النقد والتجريح والتشويه بصورة أو بأخرى لأن لديهم منهجًا إصلاحيًّا شاملاً منبثقا عن الدين الإسلامي بمفهومه الشامل الكامل، لذلك فأصحاب المصالح الدنيوية والساعون للسلطة بطريقة غير شرعية لنهب ثروات الوطن لن يتركوا الإصلاحيين وفي مقدمتهم الإخوان المسلمين ينفذون برامجهم الإصلاحية والتنموية.

 

* ومتى كان النقد لاذعًا؟ 

** نحن نرحب بالنقد البناء لأنه لا يوجد إنسان كامل وليست الإخوان لا تخطأ بل الجميع يصيب ويخطئ ويأخذ منه ويرد عليه، أما ما تلاقيه جماعة الإخوان على مر تاريخها هو تجريح وتشويه وليس نقدا بناء، وكما قلت لك بأن الجماعة على مر تاريخها تتعرض لحملة شرسة ضد قياداتها وأفكارها ومنهجها الإصلاحي الوسطي الجامع ولكن في الفترة الحالية تتعرض لأشرس حملة في تاريخها ونحن لا نتألم إطلاقًا لذلك ولا نخاف من الهجوم لأننا لا نريد دنيا ولا نسعى إلى سلطة فالسلطة هي من تأتي راغمةً إلينا. 

 

 رصيد الإخوان 

* لكن تشويه الإخوان ومهاجمتهم يخصم من رصيدهم في الشارع؟ 

** من قال ذلك؟ هذا ليس صحيحًا على الإطلاق فكلما هوجمت الإخوان زادت شعبيتها ودائمًا ما يأتي التشويه وتزييف الحقائق بنتيجة عكسية والجميع رأي بعينه ذلك في الآونة الأخيرة حيث فاز الإخوان بالأغلبية في البرلمان رغم الحملة المضادة ثم فازوا بالرئاسة التي كانت مفاجأة مدوية للمغرضين والذين يكرسون أموالهم وجهدهم في مهاجمة الإخوان على غير الحقيقة، وأيضًا في الاستفتاء على الدستور عندما اتهموا الإخوان بفبركة، أو سلق الدستور الذي شارك في وضعه جميع المصريين وأرادوا إسقاط الدولة المصرية والانقلاب على الشرعية لكن الشعب المصري دائمًا ما يثبت جدارته وذكاءه ووعيه ويعطيه ثقته للإخوان.

 

* في رأيكم هل ستستمر الهجوم على الإخوان طويلاً حتى بعد إقرار الدستور؟ 

** النقد موجود والهجوم أيضًا قائم وهذه هي الحياة يوجد بها أشياء نحبها وصفات لا نرغبها، ولكن القضية ليست في ذلك ولم تتقدم مصر بحزب أو جماعة بعينها ولكنها ستتقدم بالجميع مسلميها وأقباطها شبابها ونسائها وحتى أطفالها وعلى الجميع وضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار لأن لدينا حملاً كبيرًا وتركةً ثقيلةً تركتها لنا الأنظمة السابقة منذ أكثر من 60 عامًا، ومنها على سبيل المثال وجود 40 مليون أمي و50 مليونًا تحت خط الفقر وهذه المشكلات والآلام مسئولية المصريين جميعهم وعلى الرئيس احتضان الجميع لأنه يحكم المصريين بمختلف انتماءاتهم السياسية والدينية وعليه أن يكون الأخ الأكبر لهم.  

 

* لكن عندما دعا الرئيس لجلسات حوار وطني موسعة لم يشارك فيها بعض المعارضة، ماذا سيفعل الرئيس إذا؟ 

** أولاً أريد أن أكمل جزئية الأمية والجهل في مصر، فأنا أدعو الرئيس مرسي بإنشاء هيئة مستقلة للقضاء على الأمية والقيام بحملة قومية موسعة ووضع خطة زمنية للقضاء على الأمية لأنه لا يعقل إطلاقًا أن تكون أرض الكنانة بها 40 مليون شخص لا يعرف القراءة والكتابة.  

 

وأنا أجدد دعوتي لرئيس الجمهورية لاحتضان كافة أبناء الشعب المصري لأن الإسلام ومنهج الإخوان المستمد من الكتاب والسنة هو العدل والوحدة والاصطفاف والوطني لمشاركة الجميع في بناء مصر التي تحتاج مجهود الجميع دون إقصاء أحد، أما من يرفض الحوار لتحقيق مآرب شخصية وأهداف تتضر بالصالح العام فعلي الرئيس أيضًا حماية الوطن وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء أحد لأن العدل أساس الملك والوحدة والاصطفاف لا بد منهما ولكن إذا أضر شخص بأمن الوطن يجب محاسبته لأن مصر فوق الجميع.  

الصبر والعمل 

* وكيف ترون تقدم مصر في ظل التشاجرات السياسية الحالية؟ 

** منهج الإخوان منذ البداية قائم على كيفية مواجهة التحديات وذلك عن طريق الصبر والعمل والاستعانة بالله وتحالفنا مع كل من يريد مصلحة الوطن وأمته، وأنا على يقين بالله عز وجل أن الرئيس مرسي سيقود البلاد لنهضة حقيقية يشهد بها الجميع وسيشعر المواطن المصري بأثر على أرض الواقع بعد الانتخابات البرلمانية القادمة واكتمال مؤسسات الدولة، أما المهاجمون للإصلاح ومحاربة الرئيس قبل أن يتولي السلطة ويقلبون الحقائق أمام الرأي العام فإن الشعب المصري يعي جيدًا من الذي يريد مصلحته ومن يسعى لمصالح وتحقيق أهداف شخصية والنتيجة ظهرت في الانتخابات البرلمانية السابقة في مجلسي الشعب والشورى وفي انتخابات الرئاسة وفي الاستفتاء الأخير على الدستور المصري الذي أنفقت الأموال لقطع الطريق أمام الاستقرار وتشويه الدستور الجديد.  

* الإخوان أكدوا أن لديهم رؤية لحل جميع المشكلات والوصول إلى نهضة مصر، وحتى الآن لم يشعر المواطن البسيط بتغيير حقيقي؟ 

** الدولة لا تبني في يوم وليلة ولا تحل المشكلات في غمض عين لأن التركة ثقيلة والفساد مستشرٍ في جميع المؤسسات والتحديدات كبيرة والمهاجمون للإخوان والمعارضون لتقدم مصر ينفقون المليارات لعدم تحقيق النهضة المرجوة والتي يتبناها الإخوان بمشروعهم الإصلاحي الكبير، فالإخوان بالفعل لديهم رؤية ومشروع جاد لتحقيق تقدم مصر وبنائها على أسس حديثة، والرئيس مرسي وحكومته يبذلون كثيرًا من الجهد لتحقيق ما وعدوا الشعب به وبالفعل هناك آثار إيجابية لم يذكرها الإعلام، والمواطن سيشعر بتغيير شامل بإذن الله بعد انتخاب مجلس النواب الجديد وتشكيل وزارة جديدة طبقًا للدستور.  

 "الوطن" تكذب 

* برأيكم، هل يطمع المهندس خيرت الشاطر كما قلتم في الوزارة الجديدة؟ 

** يا أستاذ أنا قلت لك منذ بداية حديثي إن جميع ما كتبته جريدة "الوطن" ملفق وغير صحيح، فأنا لم أقل إطلاقًا بأن المهندس خيرت الشطر لديه "أطماع" في الوزارة كما نشرت الجريدة، ما قلته بهذا الشأن أن الأخ خيرت من الممكن أن يكون لديه رؤية لأنه مصري وللجميع الحق في تقديم رؤيته والحكم على أداء حكومة الدكتور هشام قنديل، فمن الممكن أن يكون الشاطر لديه تحفظ على أداء الحكومة الحالية ولديه رؤى إصلاحية أخرى غير التي تتبناها الحكومة الحالية وهذا ليس عيبًا ولكل مصري الحديث كيفما شاء والحكم على حكومته كيفا أراد فإذا كان الأخ خيرت يرى أن أداء الحكومة غير جيد فهذا رأيه وإذا كان يراها جيدة فأيضًا هذا رأيه، أما عن الأطماع وغير ذلك فإن الإخوان المسلمين ومن بينهم الشاطر لا يسعون إلى سلطة ويقدمون مقترحاتهم التي تفيد الاقتصاد المصري وتصب في الصالح العام لأي حكومة أو مسئول سواء كان إخوانًا أو ليس من الإخوان لأن المنهج الإخواني هو العمل من أجل مصر ومن أجل الأمة وليس العمل مع أشخاص بعينهم. 

 

* وماذا عن تصريحاتكم بشأن الدكتور عصام العريان؟ 

** أنا أعتز بالدكتور عصام العريان منذ أن كان شابًا، فقد كان لديه وعي سياسي مبكر جدًّا وكان يريد أن يكون نائبًا عن الأمة عام 1984، فأثناء تكليفي من الأستاذ عمر التلمساني بالذهاب إلى فؤاد سراج الدين وكان معنا الأخ حسني عبد الدايم للتنسيق مع حزب الوفد في الانتخابات البرلمانية وكان العريان لديه حماسة غير معهودة في الشباب آنذاك وكان شابًا طموحًا لا يخشى المتاعب ولديه استعداد لتحمل المسئولية، وعندها كنت سعيدًا جدًّا به وفخورًا بأن الإخوان لديهم شباب أمثال العريان ولكنني في الوقت ذاته أشفقت عليه من المسئولية الشاقة وآثرت ألا يشارك في الانتخابات وقتها خشية عليه وليس تقليلاً من شأنه. 

 

وإذا كنا لا نثق في الأخ العريان كما نشرت الجريدة فلماذا أصبح الآن من كوادر الإخوان ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، فالأخ العريان لديه حنكة سياسية وكفاءة علمية وقدرات تؤهله ليتولي أكبر المناصب في الدولة وها هو الآن يرأس الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشورى الذي يتولى سلطة التشريع حاليًا، كما أن وجود أمثال العريان في صفوف الإخوان ونبوغه منذ زمن طويل يدل على أن جماعة الإخوان تمتلك الكثير من الشباب ذوي الكفاءة العالية وأن الإخوان يهتمون بالنشء ويعلمون جيدًا كيف تكون التربية والرقي بقدرات أبنائها للمشاركة الوطنية الفعالة، وليعلم الجميع أن الإخوان محضن دعوي وتربوي وفكري وسياسي وعلمي يهتم بالشباب وينمي قدراتهم ويجعلهم في خدمة وطنهم وأمتهم. 

 

* من الواضح أن جريدة "الوطن" قلبت حديثكم معها رأسًا على عقب؟ 

** بالطبع فأنا عندما قرأت الحوار وجدت كلامًا لم أتلفظ به ولم أقله سواء تصريحًا أو مضمونًا، وتعجبت كثيرًا من حجم الكذب والتلفيق لكلامي، ومع ذلك فأنا لا أحمل بغيضة لأحد ولم أقاض الجريدة فهم إخواني والمحرر ابني ولا أحمل شيئًا في صدره سواء ناحية المحرر الذي أجري معي الحوار أو أي من الصحفيين سواء في جريدة "الوطن" أو خارجها، ولكنني أدعوهم إلى كلمة سواء ونقل الحقيقة كما هي دون تزييف أو نقصان ويتركوا الحكم في النهاية للجمهور يقول كيفما شاء أما أن يقولوني كلامًا لم أتفوه بكلمة منه فهو افتراء لا يمت بالأخلاق بصلة. 

الرد على الاتهامات

 

* المعارضة المصرية تتهم الرئيس بالموالاة للإخوان، ما ردكم؟ 

** حقيقة الأمر لو أخذنا نرد على الاتهامات الموجهة للإخوان ما تقدمت مصر ولن يستطيع الإخوان تحقيق مشروعهم الإصلاحي الإسلامي لعودة الكرامة والعزة لمصر وللأمة كلها، ولكنني أقول بأن الرئيس مرسي رئيسًا لكل المصريين الإسلام يأمره بالاهتمام بمصالح المصريين على مختلف انتماءاتهم وأفكارهم، والإخوان على مر تاريخهم يعملون ليل نهار لرفع راية الإسلام عالية خفاقة ولا يعنيهم شيء سوى مصلحة مصر وتحقيق الحق والعدل بين أبناء الوطن الواحد.  

* وماذا عن التنظيم السري للإخوان؟ 

** لا يوجد تنظيم سري للإخوان فهم يعملون في العلن ومعلومون لدى الجميع ليس بعد الثورة أو في عهد الرئيس محمد مرسي بحسب بل منذ زمن طويل، فالإخوان أهدافهم وأفكارهم معروفة لدى الجميع وليس من بينها أسرار أو أهداف باطنية فالهدف معروف لدى القاصي والداني وهو تطبيق شرع الله وعودة الخلافة الإسلامية من جديد بطريقة حسنة (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (النحل: من الآية 125).  

 

* يعني الإخوان يريدون قطع اليد ورجم الأشخاص؟ 

** هذا هو المفهوم الضيق وغير الصحيح للشريعة الإسلامية يروجها الإعلام الباطل لتشويه صورة الإسلاميين، فمنذ البداية أنشأ الرسول الكريم دولة مدنية بمعنى الكلمة في المدينة بعدما هاجر من مكة أي أن الحديث عن الدولة الدينية هي اختلاق للمعارضين للحكم الإسلامي يريدون به حماية مصالحهم وإدخال الذعر لدي المواطن البسيط، أيضًا الدين الإسلامي ضد ولاية الفقيه التي يحاول أعداء الوطن نشرها بأن الإخوان يريدون حكم مصر تحت ولاية حاكم ناهٍ آمر ليس لأحد التعقيب على آرائه أو مهاجمة أفعاله، ولكن منهج الإخوان المسلمين المستمد من الشريعة الإسلامية السمحة هو بناء الدولة الإسلامية المدنية الوسطية عن طريق القضاء على البطالة ومحاربة الفوضى ونشر العدل بين الناس وإعمال مبدأ الكفاءة والأخذ بالتعددية الفكرية وأخذ القرار عن طريق الشورى واستقلال تام للقضاء وتوفير جو ديمقراطي لجميع القوى السياسية للتنافس الشريف في الانتخابات المختلفة بهدف مصلحة الوطن فهذا هو منهج الإخوان وهذا هو الإسلام.

 

أما عن الحدود فهذه أوامر من الله (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة: من الآية 44)، لأن السارق يقطع يده جزاءً لما اقترف من ذنب لحفظ مال العباد ولكن الحدود لا تطبق إلا بتحقيق حياة اجتماعية كريمة للمواطنين، والإسلام دين دولة ومنهاج حياة وليس دين حدود كما يظن أو يدعي البعض، والإسلام دين جامع شامل لكل مناحي الحياة يهدف لبناء مصر على أسس حديثة وتحقيق كرامة للمواطنين وتوفير حياة اقتصادية ملائمة لينعم الإنسان بخيري الدنيا والآخرة.  

 

* وما ردكم على من يتهم الإخوان بأنهم أصحاب شعارات فقط ولا يقدمون شيئًا على أرض الواقع؟ 

** نحن نعمل لله عز وجل وبعنا أعراضنا وأوقاتنا لله تعالى، وكما ذكرت من قبل بأن الإخوان من زمن الملك فاروق يتهمون بأشياء غير حقيقية وكل يوم نسمع اتهامات أخرى لا نعلم على أي شيء يستند أصحابها، والإخوان بفضل الله لديهم رؤية إسلامية ليس من صنعهم ولكنهم يأخذون القرآن دستورًا لهم ولديهم مشروع شامل لنهضة مصر والنتيجة ستظهر في القريب العاجل، وبعد أن وصل الإخوان إلى حكم مصر عن طريق اختيار الشعب لهم لديهم فرصة حقيقية لنشر العدل ودفع مصر والأمة نحو التقدم وعودة العزة والكرامة والوحدة العربية والإسلامية من جديد 

 

ومن يتهمنا بالشعارات لم يقدموا هم شيئًا لمصر على مر تاريخهم، على عكس الإخوان الذين قدموا التضحيات وجاهدوا في سبيل الله لعودة العزة والكرامة ومقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين، فضلاً عن مشاركتهم الجادة في بناء مصر عن طريق مشروعهم القومي الذي يحمله الدكتور محمد مرسي وفوق كل ذلك فإن الإخوان أتوا عن طريق صندوق الانتخابات ولم يأتوا رغمًا عن الشعب كما كان يفعل سابقوهم. 

 

* هل قرأتم الدستور الجديد؟ 

** نعم قرأته كاملاً وأعلم ما فيه عن وعي وإدراك. 

* وما مدى مطابقته للشريعة الإسلامية؟ 

** الشريعة الإسلامية منهاج واضح بها أسس وقواعد وأوامر ونواه والدستور والقانون يأتون مفسرين لهم فلا تعارض بين الدستور والشريعة الإسلامية، والفرق بينهم أن المصدر الرئيسي للشريعة هو القرآن الكريم الذي لا لبس فيه ولا اعوجاج أما الدستور فهو من صنع البشر من الممكن الصواب به لا يخلو من الخطأ، وأنا لم أجد نصًّا يخالف الشريعة الإسلامية في الدستور الجديد، وإذا كان هناك عدة مواد خلافية فليقدم الجميع مقترحاته وليتشاور الكل لتغيرها للأفضل.  

 

* ذكرتم في حديثكم أن من أهداف الإخوان عودة الخلافة الإسلامية، فما الآلية التي يتحقق بها ذلك؟ 

** ليس معنى الخلافة الإسلامية هو إعادة فتح البلاد الإسلامية والعربية من جديد كما كان يحدث في القرون الأولى، فالخلافة شكلاً ومضمونًا والإخوان يريدونها مضمونًا وليس شكلاً فمن الممكن أن تعود الخلافة مثلاً كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي بتوحيد حكومات البلاد العربية والإسلامية لتكون كلمتهم وقراراتهم سواء لتعود العزة والكرامة للمسلمين مرة أخرى، وأولى هذه الخطوات هو لم الشمل العربي والدفاع عن القضايا الأساسية وفي مقدمتها فلسطين وسوريا لوقف نزيف الدماء هناك.  

 

* عندما وقف الرئيس مرسي ضد العدوان الصهيوني الأخير على غزة، اتهمته المعارضة بالانشغال بالقضايا الخارجية على حساب القضايا الداخلية؟ 

** الدكتور مرسي أعانه الله يعمل جاهدًا لإنهاء الفساد الداخلي المصري لتحقيق النهضة المرجوة وبناء مصر على أسس ديمقراطية حديثة يتحقق فيها الأمن والأمان والحرية لكل إنسان وتوفير حياة كريمة للمواطنين، ونحن لا يمكن أن نتخلى عن أمتنا العربية والإسلامية ونعيش في نأي عن الواقع بحجة الانشغال بالواقع الداخلي، نعم الرئيس لديه مشكلات عدة في الداخل، لكن لا بد من التوازن في الداخل والخارج واستغلال القدرات العربية وكيفية استغلالها لتعود الكرامة العربية من جديد فلو اتحد العرب لأصبحوا أغنى دول العالم وحققوا اكتفاءً ذاتيًّا من الاحتياجات الأساسية فمثلاً لو تم استغلال أرض  السودان الخصبة لاكتفت الدول العربية من الغذاء.  

* كلمة أخيرة تقدمها للشعب المصري وللإخوان؟ 

** على الإخوان التمسك بدعوتهم ودعوة الناس بالحسنى والاهتمام بتربية وتنشئة الفرد المسلم والمساهمة الفعالة في بناء الوطن، كما أدعو المعارضة وجميع القوى السياسية بتغليب المصالحة العامة على المصلحة الخاصة لترتفع الراية المصرية عالية خفاقة.