أمة الله- مصر:

أسابيع قليلة وسوف يتم زفافي إن شاء الله، وكأي فتاة في مثل ظروفي تحتاج إلى حنان الأم ونصيحتها، ولكني حرمت هذا الحنان بعد انفصال أبي عن أمي أكثر من خمسة عشر عامًا، لذلك أخشى أن تتكرر مأساة أمي مع أبي، مع العلم أنني أحب زوجي ولكني أخاف من الغد، أريد مشورتكم؟

تجيب عليها عزة الدمرداش الكاتبة الصحفية..

ابنتي الحبيبة لا أجد أغلى ولا أثمن من نصيحة قرأتها عن السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي- صلى الله عليه وسلم- لإحدى الصحابيات في ليلة عرسها وهي (كوني أمته يكون عبدك).

ابنتي: الحياة الزوجية ليست ميدان صراع بين الزوجين أو حبلاً كل فرد يجذبه تجاهه فيظل الحبل مشدودًا، أي هفوة تقطعه، واعلمي أن المرأة هي أساس السعادة الزوجية فهي التي تضفي على البيت المرح والحب والحنان، ولا توجد هناك خطوط أو نظريات تسير عليها الزوجة حتى تخلق السعادة لبيتها وإنما كل زوجة حسب ذكائها وظروفها أقدر على التعرف على الأشياء التي تسعد زوجها.

عزيزتي: أكثر شيء يسعد الزوج هو الحنان، أغرقيه في بحر الحنان والعطف، فالرجل يحب المرأة العطوف التي تذكره بحنان أمه عليه، كوني طفلته المدللة التي يلهو ويسعد معها.

حاولي عند خروجه من المنزل بقدر الإمكان أن تودعيه وتدعي له بالخير وعند وصوله تسرعي إليه وتقابليه بابتسامة صافية على وجهك ونظرة حنان وحب من العينين، وإياك والوجه العبوس، فإن ذلك أكثر ما يغضب الزوج، حاولي أن تعرفي ما يحبه من ملابسك وتسريحة شعرك ووضع (مكياجك) وتجملي له وحده فإن الزوج يحب أن تتزين له امرأته، واعطيه دائمًا الإحساس بأنه فارس أحلامك وبأنه من أكثر نعم الله عليك أن رزقك به وأنه سر سعادتك وراحتك في هذه الدنيا، وأنه عيناك اللتان ترين يهما جمال الدنيا وهو النبضات التي يعيش قلبك من خلالها.

ابنتي: أشعريه بصدق أنه كل شيء لك في هذه الحياة، وإياك أن تفشى له سرًا أو تحدثي أحدًا عما يحدث بينكما إلا في أمور بسيطة جدًا ولأقرب الناس إليك، وشاركيه اهتماماته وهواياته، وإذا رأيت منه عيبًا أو خطأ حاولي أن تحدثيه فيه وتعالجيه معه بمنتهى الهدوء، ولا تحدثي أحدًا عن عيوبه أو أخطائه، وأهم شيء الحب والثقة والإخلاص، كل هذا سيسعد زوجك ويشعره بالسعادة لوجودك بجانبه ويسعد بالعودة إلى المنزل للقائك.

وأخيرًا: اجعليه المرآة التي تحببن أن ترى نفسك فيها..... وإن شاء الله سيكتب الله لكما السعادة ولن تتكرر معك مشكلة والديك.