تزوجت منذ سبع سنوات ورزقت بطفل معاق، ومن يومها تحولت حياتي مع زوجي إلى جحيم وكأنه يتهمني بأنني السبب في هذه الإعاقة لدرجة أنه لا يطيق الطفل وخلافاتنا لا تنتهي لدرجة أنه ترك البيت وانتقل يعيش بمفرده في مكان آخر وتركني وابني المعاق نعيش وحدنا. علمًا بأنني أحب هذا الطفل البريء وأعامله معاملة حسنة وألحقته بمدرسة خاصة حتى لا يشعر بأي نقص وهو طفل ذكي، ولكنني لا أستطيع تربيته وحدي بعد أن تخلى عنا والده فماذا أفعل؟

 

تجيب عليها عزة الدمرادش خبيرة العلاقات الزوجية:

 

عزيزتي: ليس أمامك إلا الرضاء بقضاء الله وهذا اختبار من الله سبحانه وتعالى، وعليك أن تتعايشي مع هذا الواقع ولا ترفضيه أنت أيضًا كما فعل الأب وكأنه يختار من قضاء الله ما يعجبه ويرفض ما يزعجه، فالآن العبء كله يقع عليك وإن شاء الله يوضع لك في ميزان حسناتك.

 

وحول كيفية التعامل مع طفلك المعاق، فلقد تحدثت مع طبيب أطفال متخصص في هذا المجال وقد نصحني بالآتي:

 

احرصي أن تجعليه معتمدًا على نفسه، وتدريبه على متطلبات الحياة بمعنى أن تعلميه كيف يأكل ويشرب ويدخل الحمام ويبدل ملابسه ويحضر لنفسه الماء إذا أراد الشرب، ويرى الطبيب ضرورة عدم المبالغة في التدليل والعكس عدم رفضه أو السخط عليه وأن تسلمي بالأمر الواقع، وبما أنه طفل غير عادي فلا تقارنيه برفاقه الذين في مثل سنه حتى لا تظلمي الطفل أو تنتظري منه أن يفعل أشياء يفعلها من هم في مثل سنه، مهمتك ألا تتركيه مع أحد الغرباء حتى لا يتعرض لأذى من أي نوع من الأنواع، ويقول الطبيب أيضًا لا توهمي نفسك وتجعليه في المدرسة التي ذكرتيها في رسالتك، لأنه بالطبع لن يندمج مع الأطفال ومن المحتمل أن يسيئوا معاملته مما يزيد الأمر تعقيدًا، بل عليك أن تنقليه إلى مدرسة بها تلاميذ من نفس نوعية إعاقته حتى يشعر أنه طبيعي مع رفاقه.

 

وأنصحك بالمتابعة مع الطبيب المتخصص حتى يشير عليك بالغذاء والنشاط الذي يجب أن يقوم به.

 

وأوجه كلمة للأب لعلها تأتي معه بفائدة وأساله: هل تملك من أمر نفسك شيئًا؟ هل تضمن سلامة عضو من أعضائك؟ اتق الله وعد إلى ابنك. هل يرضيك إذا أصابك الله بمكروه أن يتركك ابنك كما فعلت؟، أرجو أن تعلم أنه ليس العيب من زوجتك ولكنها (جينات وكرموزومات) زادت أعدادها أو نقصت مما أدى إلى ذلك فلا تلم زوجتك واتق الله، ولعل رعايتك لهذا الطفل ورضاك بقضاء الله يعتقك من النار ويفتح عليك أبواب الخير (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم).

 

ارجع الى ابنك وزوجتك فهم في أشد الحاجة اليك اليوم وربما تكون أنت في اشد الحاجة اليهما غدا