نظمت لجنة الأسرة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية دورة بعنوان (سلسلة شريك حياتي) يحاضر فيها الدكتور أسامة يحيى الاستشاري الاجتماعي والأسري بقاعة المحاضرات بمسجد عماد راغب بمدينة 6 أكتوبر.

 

وأشار الدكتور أسامة في بداية كلمته إلى أن الكثير من المشكلات الزوجية بسبب عدم فهم الزوجة والزوج طبيعة الطرف الآخر، فتعامل الزوجة زوجها على أنه امرأة، وكذلك الرجل يعامل زوجته على أنها رجل مثله.

 

الاختلافات بين الرجل والمرأة

وقال: إن بين الرجال والنساء ما يتجاوز بمراحل ألفي اختلاف ما بين شكلي وتشريحي وفسيولوجي ونفسي، وذلك لقوله تعالى (ليس الذكر كالأنثى) فطرائق الرجل في التفكير والحوار والأولويات والعطاءات وعناصر القوة وأساليب العداوة وتشكيل الرأي واتخاذ القرار والتماس الراحة وإجراء التغيير والتطوير والتعبير عن الحب والغيرة والاحتياجات العاطفية والانجذاب العاطفي وآليات العلاقة الجنسية، كلها تقف على الطرف النقيض من تلك المرأة من أجل ذلك كان تطابق عقل الرجل مع عقل المرأة أمرًا مستحيلاً.

 

وأضاف أن هناك ما هو أروع وأبدع من هذا التطابق المستحيل، إنه التكامل الجميل الذي يشعر المرء بعجزه عن الحياة دون شريك يقاسمه الحياة، تكامل يشعر كل طرف أنه لا غناء له عن الطرف الآخر، تكامل يجلب المودة والأنس والحب والسكينة والراحة والاستقرار والألفة والأمان.

 

معايير التوافق

وأشار إلى أنه لتحقيق التوافق بين الزوجين لا بد أن يكون الرجل داخل بيته على غير حالته خارجه، بمعنى عند قدوم الرجل إلى منزله يجب أن يخلع الكثير من الصفات الخشنة للرجال على عتبه بابه وهي الصفات التي تدعم نجاحه في عمله خارج بيته من خشونة وغلظة وتحكم في العواطف وغلبة السلوك التنافسي وسيادة روح الصراع، أما عندما يدخل البيت فعليه ارتداء بعض من الصفات التي تناسب التعامل مع الإناث من لين الجانب ورقة العبارة وفيض المشاعر، وهذا ما صنعه أمير المؤمنين عمربن الخطاب الذي قال ما معناه( أكون مع أهلي كالصبي فإذا التمسوا ما عندي وجدوني رجلاً)

 

أهمية الحوار

وأكد أهمية الحوار الهادف بين الزوجين يضفي على الحياة الزوجية روحًا خلاقة متجددة مع مراعاة وجود لغة الحب والألفة في الحوار.

 

دور المرأة

واختتم كلمته بدور المرأة في تجديد الحياة الزوجية قائلاً: إنها تستطيع العمل بأكثر من شيء لأن عقلها عاطفي توسعي، وبالتالي فهي تذاكر للأبناء وتطهي وتتحدث في الهاتف معًا، بينما الرجل عقلاني لا يستطيع القيام بأكثر من عمل، لذلك أفضل عمل للمرأة داخل بيتها وسط أبنائها، لأنه يتناسب مع طبيعتها الأنثوية، موضحًا أن المرأة التي تخرج من بيتها لأجل عمل تتكسب منه تضطر أن تخلع كثيرًا من صفات الإناث التي تدعم نجاحها في بيتها كأنثى رائعة لزوجها من لطف ودلال وابتسامة وإظهار جمال، وعليها في الوقت نفسه ارتداء بعض من صفات الرجال فور خروجها من باب بيتها وهي الصفات التي تجعلها تصارع وتنافس وتطاحن وتزاحم في عملها خارج بيتها، وتترك دلالها وتنسى رقتها وتتجاهل لطفها ولا تظهر جمالها، وكل ذلك أمور تتضرر منها أنوثتها فتتنافى لديها الخشونة والغلظة وجفاف المشاعر وروح التنافس والصراع مما يضفي على حياتها أنواعًا من الضغوط والتوترات، لذلك كان لمكث المرأة في بيتها دور فاعل في إثراء أنوثتها.