متزوجة ولدي طفلان، كنت قبل الزواج أرى في زوجي أجمل الأشياء والصفات، وبعد الزواج بدأ يهرب الانسجام والود تدريجيًّا بيننا، يخرج للعمل صباحًا، وبعد عودته أمام التليفزيون، لا يسألني عن الأولاد أو مشكلاتهم، وعندما أتحدث إليه يرد عليًّ في فتور وكلمتين فقط، فشعرت بالملل والفتور رغم حبي له، هل هناك أسلوب لإعادة الود بيننا؟

 

تجيب عليها إيمان بكير خبيرة العلاقات الزوجية..

ابنتي الحبيبة..

سلام الله عليك ورحمته وبركاته...

أشكر لك حرصك على علاقتك بزوجك والبحث عن وسائل لإثراء العلاقة بينكما.

 

ابنتي يقع كثير من الناس رجالاً ونساء في تخيل الحياة الزوجية قبل الزواج بأنها حياة مثالية بعيدة عن المشكلات كلها رومانسية وكلام معسول، وينسون أو يتناسون واقعية الحياة من عمل وتعب ومشكلات ومتطلبات حياة وتوفير احتياجات، فيرسمون حياة تبعد عن الواقعية ويعيشون في هذا الخيال ولا يقبلون غيره ويتخيلون أن شريك حياتهم تغير بعد الزواج ولكن بداية المشكلة في تصورهم الخيالي عن الحياة.

 

حبيبتي أنت تقري أن لزوجك كثيرًا من الصفات الحميدة والجميلة ومن تكن به صفات لا تتغير بين يوم وليلة ولكن تظل الصفة ملازمة حتى وإن كانت خاملة أو غير ظاهرة.

 

الود والحب في الزواج يأخذ أشكالاً مختلفة فمثلاً من الود والحب أن يكون الزوج حريصًا على توفير طلبات الزواج، وكذلك حرصه أن يكون موجودًا في المنزل، وذلك لإحساسه أن هذا المكان هو الذي يجد فيه الراحة والاطمئنان.

 

بداية تعالى نتفهم الحياة بينكما: أنت طوال اليوم مشغولة مع أولادك تنتظرين حضور زوجك من عمله حتى يشاركك مشكلات الأولاد وهمومهم.

 

وهو في عمله مجهد وفي عودته تقابله زحمة المواصلات والطرق، ويعود منهكًا يريد من تسري عليه تعبه ومشكلاته.

 

فكل منكما ينتظر من الآخر أن يشعر به ويسري عنه.

 

عليك حبيبتي أن تهيئي له المنزل وعلى الأولاد أن يبالغوا في الترحيب بوالدهم ويسألوا عن عمله.

 

وكذلك أنت تزيني له وابتكري في وسائل الزينة المختلفة، ثم ابدئي أنت بسؤال عن أحواله وعمله ومشكلاته وتعمدي ألا تخبريه بمشكلات الأولاد قبل أن يرتاح.. أو من الممكن أن يكون على الإفطار في اليوم الثاني.

 

خذي رأيه في المشكلات المهمة فقط والمشكلات العادية دورك أنت أن تحليها.

 

شاركيه اهتمامه في مشاهدة برنامج معه والتعليق عليه فيكون لديكم حوار مشترك.

 

احرصي على أن تخرجا سويًّا في الإجازة الأسبوعية ولو لمدة ساعتين إما مع الأولاد وإما دونهم.

 

ذكريه بأيام الخطوبة والعقد وكيف كنت ترين فيه الصفات الجميلة والحميدة.

 

أحسنى استقباله بعد العودة من العمل وبالغي في ذلك.

 

أشعريه أنه الأهم في حياتك حتى عن الأولاد.

 

تعمدي محادثته في المواضيع التي يهتم هو بها.

 

وتأكدي يا ابنتي أن المودة والرحمة والحب بينكما موجود ولكنه يعبر عنه بشيء مختلف عن أيام العقد والخطوبة.

 

أدام الله بينكما الحب والسعادة.