العميد الزيات: تأميم الحياة السياسية في مصر عقب ثورة 25 يناير

علاء أبو النصر: حماية إمبراطورية المصالح التي كونها "العسكر"

د.مجدي قرقر: عمل العسكريين بالسياسة يدفع الجيش نحو الانقسام

 

تحقيق: محمد إبراهيم

أثارت تصريحات اللواء سامح سيف اليزل، وثيق الصلة بالقوات المسلحة، استياء الكثير من الحزبيين والسياسيين، والتي أكد فيها أن القوات المسلحة مولت عددًا من الأحزاب السياسية بملايين الجنيهات من أموال الشعب المصري لمواجهة ومنافسة جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية.

 

وأضاف أن المجلس العسكري تعمد إطالة الفترة الانتقالية لمصلحة أحزاب وحركات سياسية، ودعمهم بالمال لكي يستطيعوا منافسة حزب الحرية والعدالة في الانتخابات البرلمانية.

 

وأشار سيف اليزل، إلى أن ذلك حدث بسبب أنه لم تكن هناك أحزاب حقيقية على أرض الواقع تستطيع الوقوف أمام كيان الإخوان الأقوى في الشارع المصري.

 

http://www.youtube.com/watch?v=FA5xI2xhHyU#t=50

 

حماية المصالح

من جانبه قال علاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية لـ(إخوان أون لاين) إن ما أعلنه سيف اليزل من تمويل المجلس العسكري لأحزاب وحركات سياسية علمانية لمواجهة الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية، وبعدها منذ ثورة يناير ليس بجديد، بل إن الأجهزة المخابراتية صنعت حركات سياسية مثل "تمرد" وأنفقت عليها ودعمتها.

 

وأضاف أبو النصر أن هذه الحركات وغيرها من الأحزاب العلمانية التي دعمتها القوات المسلحة، كانت ولا تزال هي الغطاء السياسي للجيش، مشيرًا إلى أن معظم أحزاب جبهة الإنقاذ تلقت دعمًا ماديًّا من القوات المسلحة، برغم ادعائها المدنية والليبرالية، وهو ما ظهر جليًّا من خلال تأييدهم للانقلاب العسكري.

 

وأكد أن غالبية الأحزاب الإسلامية أثبتت أمام العالم أنها صاحبة المبادئ الديمقراطية الحقيقية، وأنهم أصحاب التجربة الحقيقية في الحكم المدني.

 

وأرجع أسباب لجوء العسكر لدعم بعض الأحزاب والحركات السياسية، لتوفير غطاء سياسي وهمي للانقلاب على الشرعية، ولحماية إمبراطورية المصالح التي كونها "العسكر" خلال الـ 60 عامًا الماضية.

 

وأوضح أن العسكر يسيطرون على أكثر من 40% من اقتصاد البلاد ويحتكرون ثرواتها ومواردها، فضلاً عن سيطرتهم على أكثر من 80% من الإدارة التنفيذية من رؤساء مدن ومحافظين ورؤساء مصالح شركات، مبينًا أن كل التحركات التي اتخذها العسكر بداية من دعم بعض الأحزاب والحركات السياسية إلى انقلابهم العسكري تهدف إلى حماية المصالح المتراكمة التي حققوها ومن الصعب أن يفرطوا فيها بسهولة.

 

وأشار إلى أن العسكر استخدموا هذه الأحزاب والحركات، بل الشخصيات البرادعي وحمدين صباحي وأحمد ماهر وأحمد دومة وعلاء عبد الفتاح الذين كانوا من أكبر داعمي الانقلاب العسكري والمروجين له، الذين تم استغلالهم ثم التضحية بهم فيما بعد، مشيرًا إلى أن ذلك يكشف عن غباء الحركات المدعية المدنية.

 

انقسام الجيش

واستنكر الدكتور مجدي قرقر أمين عام حزب الاستقلال تدخل الجيش في الشأن ودعمه لحركات وأحزاب بعينها في مواجهة قوى أخرى، مشيرًا إلى أن ذلك يضر ضررًا بالغًا بالجيش المصري ويدفع به نحو الانقسام فيما بعد.

 

وأضاف أن انتقاء الجيش لحركات وقوى معينة ودعمها ماديًّا، على حساب قوى أخرى من شأنه إضعاف كل القوى السياسية، وخلق واقع سياسي مشوه في مصر.

 

وأوضح أن اتجاه الجيش إلى هذا المنحى يأتي ليصب في صالح أشخاص بعينهم داخل المؤسسة العسكرية، ومن أجل إضعاف قوى سياسية كبيرة، بدعم حركات وأحزاب.

 

وأشار إلى أن ممارسات القوات المسلحة هذه وإقحام نفسها داخل الحياة السياسية يهدف إلى جعل الجيش هو المرجعية الوحيدة في البلاد، ووضعه في مكانه فوق الدولة.

 

تأميم الحياة السياسية

اتهم الخبير العسكري العميد صفوت الزيات، العسكر بتأميم الحياة السياسية في مصر عقب ثورة 25 يناير، وتسخير أموال الدولة لشراء نخب سياسية داعمة لوجوده في صدارة المشهد السياسي بعكس ما تعلنه شعارات تلك الأحزاب الداعية للدولة المدنية، معتبرًا أن هذا الأمر يهزّ من فكرة الدولة، ومفهوم الدولة المدنية الحديثة والعلاقات العسكرية المدنية.

 

وأضاف الزيات- تعقيبًا على حديث سامح سيف اليزل بتمويل الجيش للأحزاب السياسية- أن هذا الأمر يمثل خطورة كبيرة، وأن الرد كان مطلوبًا في الدقائق الأولى بعد هذا التصريح، لأن الأولى بشأن المؤسسة العسكرية الآن ليس الشأن السياسي بقدر ما هو شأن إعادة ترتيب العلاقات المدنية العسكرية.

 

وقال إن هذا ما فشلنا فيه حتى الآن حتى حدثت كارثة 3 يوليو الماضي، وأن السياسيين قد تراجعوا للخلف، وبعد ذلك وجدت القوات المسلحة ضرورة أن يفوضه الشعب لإنهاء ما سُمي بالعنف والإرهاب المحتمل، مضيفًا أن كل هذا بلا شك يمثل درجة كبيرة من الخطورة.

 

وأكد أن مصر في 12 أغسطس 2012 كانت قد بدأت تلامس السحاب عندما عيّن الرئيس المنتخب وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، وبدت الأمور في أوج النضج، وكنا جميعًا مستبشرين لأننا ندخل للدولة المدنية الحديثة ونقترب من الدول المتقدمة.

 

وأضاف العميد الزيات أن الصندوق الأسود في ثورة 25 يناير وأحداث 30 يونيو و3 يوليو يحتاج زمنًا طويلاً حتى نتعرف على هذه المفردات والأحداث التي مرت بها.