إخواننا الأحباب..

إليكم كلمات أحسسناها بقلوبنا، وأثَّرت فينا، فكانت لنا نعم الكلمات؛ نهديها لكل حبيب من أحبابنا فنقول له:

- طهِّر قلبك من الحسد، ونقِّه من الحقد، وأخرج منه البغضاء، وأزل عنه الشحناء.

- عليك بالمشي والرياضة، واجتنب الكسل والخمول، واهجر الفراغ والبطالة الدعوية.

- عش مع القرآن حفظًا وتلاوةً وسماعًا ونذيرًا.

- توكَّل على الله، وفوِّض الأمر إليه، وارضَ بحكمه، والجأْ إليه، واعتمدْ عليه؛ فهو حسبك وكافيك.

- أحسن إلى الناس، وقدِّم الخير للبشر؛ لتلقى السعادة؛ من عيادة مريض، وإعطاء فقير، والرحمة بيتيم.

- اجتنب سوء الظن، واطرح الأوهام والخيالات الفاسدة والأفكار المريضة التي تساعد على الانقسام والفُرْقة.

- حافظ على تكبيرة الإحرام جماعةً، وأكثِر من المُكْث في المسجد، وعوِّد نفسك المبادرة للصلاة لتجد اللذة والسرور.

- حافظ على أذكار الصباح والمساء، وكذلك أذكار المناسبات والأحوال.

- تيقَّن أن كل من تعاملهم، من أخٍ وابنٍ وزوجةٍ وقريبٍ وصديقٍ، لا يخلو من عيب؛ فوطِّن نفسك على تقبُّل الجميع.

- إياك وتجريح الأشخاص، وكن سليم اللسان، طيبَ الكلام، عذب الألفاظ.

- انفرد بنفسك ساعةً تتدبَّر فيها أمورك، وتراجعُ فيها نفسك وتتفكرُ في آخرتك، وتصلح بها دنياك.

- احذر "سوف" وتأخير الأعمال؛ فإن هذا عنوان الفشل.

- إن لم تسعَ إلى النجاح فاعلم أنك في قمة الفشل، اترك التردُّد في اتخاذ القرار، وإياك والتذبذب في الموقف، بل اجزم واعزم وتقدم.

- لا تحطمْك التوافه، ولا تعطِ المسألة أكبر من حجمها.

- كن واسع الأفق، وإياك ومحاولة الانتقام، ولا توقد فرنًا في صدرك من العداوات والأحقاد وبغض الناس وكره الآخرين.

- كن مهذَّبًا في مجلسك، صموتًا إلا في خير، طلق الوجه، محترمًا لجلسائك، منصتًا لحديثهم، ولا تقاطعْهم أثناء الكلام.

- اجعل لمطالبك الدنيوية حدًّا ترجع إليه، وإلا تشتَّت قلبُك، وضاق صدرُك، وتنغَّص عيشُك، وساء حالُك.

- العبادة سعادة، والصلاح نجاح، والأذكار والاستغفار والافتقار إلى الله حداء الأبرار.

- ابعث رسائل وقت السحر، مدادها الدمع، وقراطيسها الخدود، وبريدها القَبول، ووجهتها العرش.. وانتظر الجواب.

- ابتعد عن الجدل العقيم، وكن ليِّنًا لإخوانك تكن سديد الرأي.

وبعد.. فكلنا هنا في سعادة وسرور، وجزاكم الله عنا كل خير.

 

وقفة مع أحكام المحكمة العسكرية

لا بد لي من وقفةٍ مع الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية التي قضت على ثلة من خيرة الإخوان المسلمين بعشرات من السنين، لا سيما أن دَمَها لا يزال ينزف، ومآسيها حية ماثلة لم تبارح المخيلة، ولعناتها تنزل على الظالمين المستبدين، الذين لا يحكمهم دين ولا عقل؛ فقد فقدوا كل رشد، وإلا فقل لي بربك: كيف يبرئهم القضاء مرات ويُحكم عليهم بعشرات السنين وهم الأحرار الشرفاء بناة الوطن، وحرَّاسُه الأمناء، وقد جاءت كل التقارير من الجهات الحكومية المسئولة لتبرئتهم من كل التهم المالية التي لفَّقتها الدولة؟!.

 

أيها الظالمون المفسدون..

اعلموا أن قاعة المحاكمة بكل من فيها وما فيها ترفع وتستقر بين يدي الحَكَم العدل؛ ليقضيَ فيها بأمره، وبيننا من حكمتم عليهم بالإعدام وظلُّوا من بعد حكمكم أحياء، ومنهم قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.

 

واعلموا أن دعوة المظلوم سيفٌ قاطعٌ، وسهمٌ نافذٌ؛ تُفتَح لها أبواب السماء لتقف بين يدي الجبار ويقول لها: "لأنصرنك ولو بعد حين"، ولعل إذلال الله للجبَّارين وقصمهم كان نصرةً لدعوات المظلومين، ولعل في شارون عبرة لمن كان له قلب وعقل.

 

واعلموا أن كلَّ طفل سجنتم أباه، وكلَّ أب وأمٍ حُرما من ابنهما، وكلَّ زوجة فصلتموها عن زوجها، وكلَّ من سجنتموهم لأنهم يؤمنون بالله العزيز الحميد، وكل الإخوان المسلمين، بل كل المسلمين في العالم.. يدعون ليل نهار، ولن تفلتوا من سهامهم، ولن تنجوا من عقاب المنتقم الجبار.

 

واعلموا أن سجنكم لن يرهبنا ولا نخشاه؛ لأن الإخوان المسلمين لا يخافون إلا الله، ولا يخشون أحدًا سواه، وكيف لا وقد قال لنا: (إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 175)، وقال لنا: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا) (المائدة: من الآية 3).

 

واعلموا أن ما تقضون به مجالُه الحياة الدنيا، وهي ليست غايةً لنا؛ لأن الله غايتنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا؛ ولذا نقول لكم ما قاله السحرة لفرعون حين هدَّدهم بالقتل والصلب: ?قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا? (طه: 72).

 

واعلموا أن الإخوان لن يُستفَزُّوا بسوء صنيعكم، وسوف يواصلون العمل في سبيل إصلاح هذا البلد، والقضاء على الفساد والمفسدين بكل الوسائل المشروعة، وليس من بينها القتل أو التخريب.

 

واعلموا أننا لا نؤمن بمبدأ "الغاية تبرِّر الوسيلة"، ولكننا نؤمن بأن الغايات النبيلة لا سبيل لتحقيقها إلا بالوسائل النبيلة.

 

واعلمي أيتها الأبواق الإعلامية المضلِّلة والأقلام المأجورة أن الله سوف يسألكم عما تقولون وما تفترون من كذبٍ على الشرفاء الأطهار لتحسين صنيع الحكومة وتبرير ظلمها وفسادها، ولا تكونوا من الذين ظلُّوا يكذبون وهم يعلمون أنهم كذَّابون حتى باتوا من كثرة الكذب يحسبون أنهم صادقون!.

 

واعلموا أن الإخوان المسلمين سوف يظلون في عملهم الدءوب لدعم اقتصاد مصر، وبناء البلد وتعميره، ولن يوقفهم ما تصنعون من مصادرةٍ لأموالهم وإغلاقٍ لشركاتهم ومؤسساتهم.

 

تحيةَ إكبار وإجلال

وأما أنتم أيها المسلمون المظلومون في كل سجون العالم فصبر جميل؛ فمثوبتكم عظيمة، وأجركم كبير، ومنزلتكم رفيعة، وموعدكم الجنة والفرج القريب العاجل، والنصر والتمكين في الأرض (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55)، (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينََ) (الصف: 13).

 

واعلموا أن السجن وسام شرف على جبين الشرفاء الأطهار؛ يرفع الهامات لتطال السماء، وحقيق لأن يفخر به الأمهات والآباء والأبناء، وما دمنا نعمل لنصرة ديننا فلن يضيِّعَنا الله أبدًا.. (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود: من الآية 88).

-------

* من سجن المحكوم.