من الحوادث الشهيرة في التاريخ التعليمي المصري، حادثة العدس حين غضب المستشار الإنجليزي على أبناء دار العلوم إبان الحرب العالمية الأولى عام 1915م، وفي نظارة عبد الرحيم أحمد بك، فما كان منه إلا ان قطع المكافأة التي كانت تصرف للطلبة وهي عبارة عن جنيه كامل، واستبدل الجنيه بوجبة الغذاء الدسم، غذاء من العدس والفول والطعمية، حين أن مدرسة القضاء بقيت مكافأتها وغذاؤها كما كانا.

 

فثار طلبة الدار لكرامتهم واضربوا عن تناول الطعام، فغضب الناظر لذلك وتوعد الطلبة، وخاصة من توهم فيهم الزعامة بالفصل، وشجعه على ذلك المستشار الإنجليزي لدار العلوم مستر استيفنس.

 

ولكي تقوم الدار بعمل حاسم يطفئ الثورة ويقضي عليها في مهدها قررت الوزارة فصل اثنين من الطلبة هما محمد الشافعي البدوي ومحمود إبراهيم عسقلاني، وقد عادا إلى المدرسة بعد مدة ذاقا فيها من صنوف الآلام وأنواع العذاب.

 

وقد ذاعت شهرة الطالب- الشاعر الكبير بعد ذلك- أحمد أبو النجاة بين طلاب الدار في هذه الحادثة، بمرثيته للجنيه على سبيل الفكاهة:

وقفٌ عليك دموعي ثم أشجاني          ياذا الجنيه! لقد جددت أحزاني

قطعُ الوريد ولا قطع الجنيه ولو       خُيِّرتُ كان الفدا روحي وجثماني

---------

 المصدر: العدد الماسي من تقويم دار العلوم.