كثيرة هي الأبيات التي تقطر مرارةً وأسى التي خطَّها شاعر البؤس "عبد الحميد الديب" المولود بمصر عام 1898م، ورغم ما اتسم به شعره من شكوى وألم، إلا أنه تمتع بكثيرٍ من الطرافة المتمثلة في السخرية اللاذعة من الفقر والمعاناة في المعيشة.

 

ومن روائعه تصويره لغرفته المتواضعة التي يقول فيها:

أفي غرفتي يا رب أم أنا في لحدي؟    ألا شد ما ألقى من الزمن الوغدِ

وهل أنا حيٌّ أم قُبضتُ؟ وهذه           إهابة إسرافيل تبعثني وحدي

لقد كنتُ أرجو غرفةً فأصبتها          بناءً قديمَ العهدِ أضيقَ من جلدي

تراني بها كل الأثاث، فمعطفي          فراشٌ لنومي أو وقاءٌ من البردِ

وأما وسادتي بها فجريدةٌ               تُجدَّدُ إذ تبلى على حجر صلدِ

تعلمتُ فيها صبرَ "أيوب" في الضنَى    وذقت هزال الجوع أكثر من "غندي"