"إلغاء كامب ديفيد، معناه أن ندخل حربًا، نروح فيها في ستين داهية، وترجع مصر مليون سنة إلى الوراء".

*****

 

ورد هذا الكلام الصادم وغير اللائق في حديث اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء الحالي ومدير المخابرات الحربية السابق، المنشور في جريدة (الشروق) يوم 24 يوليو الجاري في سياق حديث شامل عن سيناء وبدو سيناء.

*****

 

ومصدر الصدمة أنه صادر من مسئول رسمي مصري، ويتضمن تقريرًا صريحًا بأن مصر إن حاربت الكيان الصهيوني ستهزم (هتروح في ستين داهية)، وستكون هزيمتها منكرة (هترجع مليون سنة للوراء).

 

كما أنه ليس أي مسئول؛ فهو المدير السابق للمخابرات الحربية.

 

ناهيك عن أن كلامه غير صحيح، فإلغاء "كامب ديفيد" لا يعني دخول حرب مع الكيان الصهيوني، إلا إذا كانت هناك نصوص سرية في المعاهدة لا نعلمها، تفيد هذا المعنى، وفي هذه الحالة؛ فإننا نكون بصدد معاهدة سلام بالإكراه، وهو ما يبطلها فورًا بموجب قواعد القانون الدولي.

 

كما أن الجميع في مصر على اختلاف توجهاتهم أصبحوا يجمعون الآن على ضرورة التحرر من القيود التي فرضتها هذه المعاهدة على السيادة المصرية؛ خاصةً المتعلقة بالترتيبات الأمنية في سيناء التي تحظر على قواتنا المسلحة التواجد في ثلثي سيناء، وتخضعها لرقابة وتفتيش قوات الأمريكان وحلفائهم فيما يُعرف باسم "القوات متعددة الجنسية".

 

ونحن عندما نطالب بتحرير سيناء من هذه القيود التي فرضها الكيان الصهيوني علينا؛ فإننا لا نهدف إلى شن حرب عليها، وإنما إلى امتلاك حق الدفاع عن مصر وسيناء، في مواجهة أي عدوان صهيوني جديد مماثل لما حدث في 1956 و1967م.

 

والسيد/ موافي ذاته اعترف في نفس الحديث المذكور أن الكيان الصهيوني هو العدو؛ حين قال إن هناك أطماعًا كبيرة في سيناء هو يعلمها، ولو تكلم عنها ستنقلب الدنيا ولن تقعد.

*****

 

ونعود إلى التعبير الصادم الوارد في حديث السيد اللواء المحافظ؛ لنقول لسيادته إنه بصرف النظر عن اختلافنا مع الموقف الرسمي المصري في كل ما يتعلَّق بالعدو الصهيوني؛ فإنه لا يصح على أي وجه أن يصرِّح أي مسئول في أي بلد في العالم أنه خائف من عدو يتربص به.
وحتى إن مسه الخوف لا قدر الله، فعليه أن يستتر.

--------------

* [email protected]