كان ابن هرمة من أبخل الناس على ادعائه الكرم في شعره، فأتاه يومًا جماعة فقال: ما جاء بكم؟ فقالوا: شعرك، حيث تقول:

أغشى الطريق بقبتي ورُواقها         وأحلُّ في قبب الربى وأقيم

إني امرؤ جعل الطريق لبيته           طنبًا وأنكر حقَّه للئيم

فنظر إلينا وقال: ما على الأرض عُصبة أسخف منكم عقولاً!.

 

أما سمعتم قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)﴾ (الشعراء) في الشعراء؟

 

والله إني لأقولُ ما لا أفعل، وأنتم تريدون أن أفعل ما أقول, والله لا عصيت ربِّي في رضاكم!.