الشاعر أبو الهندي هو غالب بن عبد القدوس اليربوعي، شاعر مطبوع، أدرك الدولتين الأموية والعباسية، أقام في سجستان بخراسان، وكان يُتَّهم بفساد الدين، واستفرغ شعره في وصف الخمر التي عكف على شربها، وهو أول من تفنَّن في وصفها من شعراء الإسلام.

 

وفي الأبيات التالية يتحدث عن طعام الأعراب المفضل من الضباب والقديد والتمر والسمن وكبد الأنعام، ويتحدث باشمئزاز عن البهط الذي أورثه الأمراض.

 

ولا تذهبنَّ بك الظنون وتعتقد أن البهط هو البط المعروف اليوم، ولكن بهط الشاعر هو طعام كان يُطبخ من الأرز واللبن والسمن دون ماء، أو هو الأرز المطبوخ بالماء، حسب المعجم الذي تبحث فيه عن هذه الوجبة!.

 

أكلتُ الضِّبابَ فما عِفْتُها                وإنِّي لأهْوَى قَدِيدَ الغَنَمْ

ورَكَّبْتُ زُبْدًا على تمرةٍ                  فنعمَ الطعامُ ونعمَ الأدم

وسمن السِّلاءِ وكمْءُ القصيصِ       وزَيْنُ السَّدِيفِ كُبُودِ النَّعَم

ولحم الخروفِ حَنِيذًا وقد              أتَيْتُ به فائرًا في الشَّبَم

فأمَّا البَهَطُّ وحيانُكُم                  فما زلتُ منها كثيرَ السَّقَم

وقد نلت ذاك كما نلتمُ                  فلم أرَ فيها كضبٍّ هَرِم

وما في البيوضِ كبيضِ الدجا    جِ وبيضُ الجرادِ شفاءُ القَرَم

ومَكن الضِّبابِ طعام العُرَيْبِ          ولا تشتهيه نفوسُ العجم