- أنا مصري ينتمي للحضارة العربية العريقة

- الطمع تسبب في انسحاب أحزاب من التحالف

- سنتصدى للفلول من خلال توعية الناخبين

 

حوار- شيماء جلال:

 

أمين إسكندر.. أمين عام حزب الكرامةوأحد القيادات الوطنية والسياسية، وله مواقفه السياسية والوطنية المشرفة.. اعتقلته قوات الأمن في أول يوم خرجت فيه شرارة ثورة 25 يناير 2011م، وأفرج عنه بعدها بثلاثة أيام.

 

شارك أمين إسكندر في مظاهرات الخبز عام 1977م، وتعرض للاعتقال عدة مرات كان أولها عام 1978 بتهمة قلب نظام الحكم، وكان وقتها مجندًا في الجيش، كما تولَّى مسئولية عدة مواقع وأعمال جبهوية، من بينها منسق حملة الدفاع عن سليمان خاطر، ومنسق الحملة الشعبية ضد التطبيع والصهيونية، كما يعد واحدًا من النشطاء الستة الذين أسسوا ورتبوا لبدايات حركة كفاية.

 

وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير انضم إسكندر للتحالف الديمقراطي وترشح على قوائم حزب الحرية والعدالة ليقيم جسرًا في بناء الوحدة الوطنية.

 

(إخوان أون لاين) التقى به في حوار حول الانتخابات وترشحه كقبطي على قوائم "الحرية والعدالة" بالدائرة الانتخابية الأولى، مؤكدًا في حواره أنه يرفض تصنيفه تبعًا لديانته وأنه بالأساس مصري عربي، فإلى تفاصيل الحوار:

 

* فيما تراقب الأعين برلمان الثورة، تؤيد اللجنة العليا للانتخابات ترشح الفلول.. فكيف ترى القرار؟

** أود أن أشير إلى أن القضاء لا يصنع حقائق سياسية، بل هو مَن يقوم بتطبيق القانون، وقد كان من المفترض أن يتولى المجلس العسكري الذي أخذ شرعية الثورة مسئولية الدفاع عن هذه الحقائق، ولكنه لم يفعل ذلك وأحال جميع الملفات الهامة سياسيًّا إلى القضاء، فهو الذي حل المحليات والحزب الوطني وأخرج منه 7 أحزاب فلول أخرى، والقضاء أيضًا هو الذي حكم في المنصورة بعدم جواز ترشح الفلول، ثم انحازت الإدارية العليا لترشح الفلول، وقد كان من المفترض أن يأخذ المجلس العسكري القرار بمنع ترشح الفلول، وبالتالي من الطبيعي جدًّا أن ندخل صراعًا معهم بأيدينا وأظافرنا لحماية ثورتنا.

 

* وما الدور المنوط بكم الآن في مواجهة الفلول؟

** دورنا هو بمثابة معركة تتمثل في توعية الناخبين وإجراء قوائم السوداء، فنحن سنموت أمام الصناديق لحمايتها وسنبذل كل ما نملك لحماية الأصوات من التزوير من جانب الفلول.

 

* عرفت منذ فترة طويلة بأنك مناضل ثوري، ولكنك لم تترشح من قبل للبرلمان، حدثنا عن الدافع للترشح في أول برلمان بعد الثورة؟

** أقول عن نفسي دومًا أنا أريد أن أكون نائبًا سياسيًّا يهتم بحرية الوطن والمواطن وبتداول السلطة، وبالسعي والعمل على بناء دولة مدنية وديمقراطية حديثة؛ قائلاً: "إني أنحاز للفقراء في هذا الوطن، ولقضية العدل الاجتماعي التي تعد أهم قضية مسيطرة على اهتماماتي".

 

وأضيف أنني مع تحديد حد أدنى للأجور مع العمل على استعادة جميع الأراضي التي نهبت من مصر واستعادة ملكيتها للشعب مرة أخرى.

 

* تصنف دائرة شبرا على أنها دائرة متكدسة بالمشاكل، وخاصةً الخدمات، فما أبرز مشكلات الدائرة من وجهة نظركم؟

** بالفعل تتسم دائرة شبرا بكثرة العشوائيات وبانتشار الباعة الجائلين، فضلاً عن أنها من أعلى الدوائر في نسب الفقر، وتلك المشكلة التي أضرت بصحة المواطن المصري وكرامته وبكل مناحي الحياة، ولم يعد في عالم اليوم الخيار بين عدل اجتماعي وعدل يمثله الرأس مال.

 

يُضاف أيضًا للمشاكل التي تظهر بالدائرة غياب الاهتمام الصحي والخدمات الصحية فلا يوجد مستشفى عام خدمي يخدم أهالي الحي، وهو ما يكلفه الكثير حينما يتوجه لأي مستشفيات خاصة أو استثمارية.

 

ليس هذه المشاكل فحسب، بل إنَّ من أبرز المشاكل بالدائرة أزمة النظافة والعشوائيات كمنطقة عزبة جرجس أسفل كوبري الصنائع، ومشكلة العشوائيات في شبرا تحتاج لإعادة هيكلة.

 

وبالطبع أزمة النظافة تحتاج إلى عناية خاصة، وسأبذل قصارى جهدي في حلِّ أزمة القمامة، وتنظيف الشوارع بالتنسيق مع المحليات والحي، وإذا لم يتم التحرك من جانبهم، سأقود حملةً شعبيةً لمنع دفع رسوم النظافة المقررة على فواتير الكهرباء.

 

* بصفتك قياديًّا في الكرامة وعضوًا في التحالف الديمقراطي، هل ستتطبق برنامج التحالف أم حزبك الذي تنتمي له؟

** برنامج التحالف هو إطار عام وشامل، وكذلك الوضع بالنسبة لبرنامج حزب الكرامة، ولكني خلال عملي بالدائرة سأختار ما يناسب دائرتي سواء سياسيًّا أو اجتماعيًّا من كلا البرنامجين.

 

* وما الدافع الأساسي وراء انضمامكم للتحالف الديمقراطي؟ وما الفائدة الوطنية المرجوة منه؟

** أعمل في السياسة منذ فترة طويلة؛ وذلك كوني أحد مؤسسي حزب الكرامة ووكيل للمؤسسين، وكنت ومجموعة من الوطنيين نستهدف بناء كتلة وطنية جامعة لإحداث حالة من التغيير، وقد وضعنا معًا آليات عديدة لتحقيق ذلك من قبل الثورة، منها حركة (كفاية)، و(الجمعية الوطنية من أجل التغيير)، و(لجان الدفاع عن سليمان خاطر)، فنحن نسعى لإنتاج ما يمثل جسرًا يعبر عليه الوطن.

 

أما بعد ثورة 25 يناير التي أظهرت بوضوح فكرة الوطنية الجامعة، أكدنا ضرورة الخروج من عنق الزجاجة؛ وذلك من خلال كتلة وطنية، ورفعنا شعار برلمان الثورة للثوار ودعونا للتحالف الديمقراطي ودخل 40 حزبًا للتحالف الديمقراطي، وحدثت بعض المشكلات أدَّت لانسحاب عدد من الأحزاب ليصير عدد أحزاب التحالف حتى الآن 11 حزبًا.

 

* وبرأيكم ما السبب الأساسي في انسحاب كثيرٍ من الأحزاب من التحالف الديمقراطي؟

** أرجع انسحاب كثير من الأحزاب من التحالف إلى ظهور حالة من الطمع والطموح الكبير لدى عددٍ من الأحزاب في الحصول على عددٍ من المقاعد لا توازي قوته الحقيقية على أرض الواقع، هذا بالإضافة إلى عدم مرونة حزب الحرية والعدالة في محاولة استيعابهم، وأتفهم ذلك الموقف كون حزب الحرية والعدالة عانى رجاله وقياداته الكثير والكثير خلال اعتقالاتهم والضربات التي كانت توجه لهم من النظام.

 

* وماذا عن انسحاب حزب الوفد؟

** قصة انسحاب الوفد ترجع إلى رغبة الوفد في الحصول على نسبة مقاعد تساوي مقاعد الحرية والعدالة، فضلاً عن ضم قوائم حزب الوفد لفلول الحزب الوطني، وهو ما رفضه الحرية والعدالة ورفضناه جميعًا، فلا يمكن القبول بترشح فلول على قوائمنا، أو على مقاعدنا الفردية.

 

* يروج البعض أن السبب الرئيسي لترشحكم على قوائم الحرية والعدالة هو رغبة الأخير في الحصول على أصوات المسيحيين بدائرة شبرا كونك مرشحًا قبطيًّا.. فما رأيكم؟

** أولاً أرفض أن يتم تصنيفي تبعًا لديانتي، فنحن جميعًا مصريون، أنا مصري أناضل من أجل مصر دخل السجن كثيرًا ولم أقدم نفسي في أي موقف على أني مصري مسيحي.

 

أنا مصري عربي أنتمي لمشروع الحضارة العربية العريق، أرى مستقبل البلد في دولة مدنية حديثة يحكمها الدستور الذي يحقق سيادة القانون والمساواة في المواطنة.

 

ومن يختارني كأمين إسكندر المصري فأهلاً وسهلاً به، وأود أن أشير إلى أن الكتلة التصويتية المسيحية التي يزعم البعض أن الحرية والعدالة ضموني لكي أفوز بها لم نشاهدها في أية انتخابات أُجريت من قبل، فلماذا الآن؟!!.

 

وأؤكد مرةً ثانية أن دوري في الترشح على قوائم الحرية والعدالة أن ابني جسورًا مشتركةً لعبور الوطن لبر الأمان، وأن ننقذ هذا الوطن من خندقة الفتنة الطائفية التي يروج لها البعض.

 

* وماذا عن الانتقادات التي يثيرها مرشح "المصريين الأحرار" تجاهك بنفس الدائرة؟

** لا يهمني ما يقوله ولا أعيره له اهتمامًا فأنا وهبت نفسي للوطن.

 

* ومَن المسئول عن الفتنة الطائفية التي أشرت لها؟

** الدولة والنظام الفاسد هو المسئول الأول عن إثارة هذه المسألة. ولكن في الدولة الحديثة سيتغير هذا المكان، فالمواطنة هي الأساس وهي التي ستبني الأمة.

 

* وماذا عن أدواركم وشكل التحالف الديمقراطي عقب إجراء الانتخابات البرلمانية؟

** سيستمر التحالف السياسي عقب الانتخابات فهي أهداف وطنية واحدة ستجمع القوى السياسية والثورية تحت قبة البرلمان، وهناك قواسم مشتركة يجب أن نقف جميعًا حولها لكي نخرج مصر من هذه المرحلة الحرجة، دخول الفلول يعتبر رغبة في سرقة الثورة.

 

* وما توقعاتكم لتشكيلة برلمان عام 2011م؟

** أتوقع أن يستحوذ الإسلاميون على أكثر من 40% من مقاعد البرلمان، أما الفلول فقد تصل نسبتهم إلى 15%، والباقي ستكون مقسمة بين باقي القوى والأحزاب والائتلافات الوطنية.

 

* هناك مَن يسعى لإثارة بلبلة حول المادة الثانية للدستور.. فما رأيكم؟

** أود أن أوضح أن فكرة فصل الدين عن الدولة غير واردة على الإطلاق، وأوضاع المسيحيين مقننة بوجود المادة الثانية، وهي متفق عليها وليس هناك خلاف عليها، ويمكن إضافة جزء صغير بأنه يمكن للطوائف الأخرى أن يحتكموا لشرائعهم في أمورهم ومشاكلهم.

 

* خلال جولاتك مع الناخبين ما الذي يطلبونه منك؟

** خلال جولاتي هناك سؤال متكرر من الناخبين، وهو السبب حول انضمامي لقوائم الحرية والعدالة، وأقول لهم ما قلته من قبل وهو سعي لإقامة جسر وطني مشترك يشارك في بناء الوطن والنهوض بمصر.

 

* وما الرسالة التي توجهها لجموع الناخبين؟

** أدعو جميع الناخبين للتوجه لصناديق الاقتراع وإعطاء صوتهم للأصلح وممارسة عملية التصويت في جوٍّ من الديمقراطية والحرية.