- أحترم كل المنافسين ولا نبغي سوى مصلحة الوطن

- "عز" أفسد الدائرة، ولن نسمح بعودة أيامه من جديد

- أقول لأبناء دائرتي: انظروا إلى تاريخنا واحكموا عليه

 

حوار: وجيه عاشور

 

هو الخصم اللدود للمحبوس حاليًّا أحمد عز، الأمين السابق للحزب الوطني المنحل، حين واجهه مرتين الأولى في انتخابات برلمان 2005م والتي بدا من مؤشراتها الأولية التفوق الصريح للمهندس إبراهيم حجاج، مرشح الإخوان المسلمين، على مهندس التزوير أحمد عز، إلا أن جماعة الإخوان استجابت في ذلك الحين لآراء سياسية عديدة بسحب مرشحها أمام عز، طمعًا في توفير بعض الحياد الأمني للعملية الانتخابية كلها، في ظل الإشراف القضائي عليها.

 

وكانت المواجهة الثانية في انتخابات 2010م والتي تم تزويرها بأكلمها لصالح الحزب الوطني المنحل وأتباع النظام، وهو البرلمان الذي لم ينعقد سوى جلستين قبل أن تطيح به ثورة 25 يناير، ليرشح حزب الحرية والعدالة الذي أسسه الإخوان المسلمون، المهندس إبراهيم حجاج، على مقعد الفئات بدائرة "منوف- السادات- سرس الليان" بمحافظة المنوفية، وتعطيه لجنة الانتخابات رمز التمساح.

 

"إخوان أون لاين" التقى المهندس إبراهيم حجاج ليكون معه هذا الحوار..

* كيف ترى المنافسة بدائرة منوف بعد أن خلت من أمين تنظيم "المنحل"؟

** دائرتنا ظلت عشر سنوات مرهون مقعد الفئات فيها لأحمد عز، والذي بالرغم من نفوذه وسلطاته، لم يعر اهتمامًا لدائرته التي تدهور حالها، ولم تعرف منه سوى "حسنات" يمنحها لأسر محدودة، وزالت كلها بدخوله السجن في قضايا فساد.

 

والآن بعد سقوط النظام الفاسد الذي كان هو جزءًا منه اتسع الباب أمام المرشحين الشرفاء، ويترشح اليوم على مقعد الفئات 32 مرشحًا غيري، بعد أن كنت أنا المرشح الوحيد الحقيقي ضده لدورتين متتاليتين 2005 و2010م.

 

ضرائب المواجهة

* وهل يقلقكم كثرة المرشحين هذه المرة على مقعد الفئات؟

** كل بلد من بلدان الدائرة تقريبًا بها الآن مرشح على مقعد الفئات، وهذا بالطبع سيؤدي إلى تفتيت الأصوات؛ ولكنني واثق في توفيق الله تعالى لي؛ لأنه هو وحده المطلع على القلوب والنوايا، ويعلم أنني ومعي كل إخواني المرشحين على قائمة حزب الحرية والعدالة لا نبتغي من وراء ترشحنا سوى مصلحة هذا الوطن الحبيب وشعبه الكريم، الذي ظل يعاني من وطأة القهر والاستبداد والظلم والفساد لعشرات السنين.

 

* هل دفعت ضريبة ترشحك السابق أمام أحمد عز؟

** نعم كانت ضريبة الترشح في 2005م هي الاعتقال في 2007 و2008.

 

* وماذا تقول عن التدخلات التي كانت تتم من الشرطة لصالح الوطني "المنحل"؟

** الشرطة جهاز أصابه ما أصاب المجتمع كله؛ فهو شريحة من شرائح المجتمع تشتكي ليل نهار من غلاء الأسعار وضعف المرتبات، وبلا شك أن ضباط الشرطة أو رجل الشرطة عمومًا يحمل في صدره قلب رجل يحب بلده، وهذا أمر لا يستطيع أحد أن يزايد عليه، ولكن في الوقت نفسه يجب عليه أن يؤكد علاقة هذا الحب بألا يقف بجوار باطل أبدًا بعد الثورة، أو يزور إرادة أخيه أو ابنه أو جاره؛ لأن السفينة تحمل الكل، ومنهم الأمن على جميع مستوياته، وعندما يحدث للشرطة أي خلل ستغرق وسيهلك الكل، وللأمانة، وهذه شهادة سوف أسأل عنها أمام الله تعالى، إنني قد عايشت رجالاً من الأمن، والله هم على درجة عالية من الخلق.

 

هموم الدائرة

* كيف ترون المشاكل الخاصة بالدائرة، وتصوركم لحلها؟

** خلال مصاحبتي لأخي عبد الفتاح عيد خلال وجوده بمجلس الشعب كنائبٍ عن الدائرة في برلمان 2005م، وأيضًا لأنني كنت مرشحًا سابقًا فأنا أعلم الكثير من مشاكل الدائرة، وما يشتكي منه كل قرية بالدائرة تمامًا، وأهمها الصرف الصحي والبطالة ومياه الشرب الملوثة.

 

أما عن الحلول فمشكلة البطالة مثلاً نستطيع القضاء عليها بالدائرة بعمل مؤسسات فردية متواضعة القروض وأهل الدائرة يحترفون حرفًا عديدة؛ مما يسهل توجيههم إليها، وأيضًا من خلال التوظيف في المصانع والمؤسسات الخاصة من خلال علاقتنا الوطيدة والطيبة مع أصحاب المصانع على مستوى الجمهورية وثقتهم فينا كبيرة، علمًا بأننا قد بدأنا هذا بالفعل منذ سنوات دون انتظار أن نكون أعضاء بالمجلس.

 

بالإضافة لمحاربة الفساد بكل أشكاله سواء ماليًّا أو إداريًّا، وتقديم العلاج لكل العلل التي استفحلت في البلد من محسوبية ورِشًى، ثم رد الاعتبار لكل فرد من أبناء الشعب حتى يكون رجلاً صاحب قرار.

 

* وما مواصفات النائب الحقيقي من وجهة نظركم؟

** أن يحب أهل دائرته أولاً، وأن يكون بينهم ومنهم، وأن يعمل لصالح وطنه من خلال دوره بالتشريع والرقابة والعمل لدعم الخدمات والمرافق بدائرته ما ينفع أهالي الدائرة في المستقبل؛ سواء كان موجودًا بالمجلس بعد ذلك أو غير موجود، لا أن تكون الدائرة رهينة فرد ينتظر منه أهالي الدائرة نظرة رحمة وعطف، ويخافون من غضبه أو عدم الرضى عنه كما كان الحال مع "عز".

 

* من أبرز المرشحين المنافسين لكم على مقعد الفئات؟

** أنا أحترم جميع المرشحين الشرفاء الذين يبغون مصلحة مصر قبل أي شيء، وأنا لا أعتبر نفسي في خصومة مع أي منهم؛ فهذه منافسة شريفة الهدف منها صالح الوطن والمواطنين، وأنا أتمنى على الله تعالى أن يولى من يصلح.

 

البلطجة انقرضت

* الفلول.. ما موقفكم منهم؟

** كلمة الشعب من خلال صناديق الانتخابات ستكون هي الصارمة والجازمة بعد أن زال الخوف؛ لأن الناس كانت تخاف في الماضي، وكان التزوير هو الذي يأتي بنواب الوطني"المنحل"، والدليل أنه عندما قام القضاء بالإشراف على الانتخابات في 2005م لم يحصلوا على أكثر من 30%؛ بالرغم من تزويرها في المرحلتين الثانية والثالثة، والشعب واعٍ تمامًا ويقظ لهؤلاء الفلول، ولن تنطلي عليه ألاعيبهم مرة أخرى، خاصةً بعد أن انكشفت سوءاتهم بعد ثورة 25 يناير.

 

* أليس من الممكن أن تعلو فرص فوزهم مع البلطجية خلال المرحلتين القادمتين؟

** لن يحدث ذلك؛ لأنهم في السابق كانوا يساومون البلطجي على تخفيف العقوبات عنه أو رفع بعض القضايا عنه، أو تهديده بالاعتقال فكان لا يملك سوى إلا أن ينفذ الأوامر التي تملى عليه، ولكن الآن الأمور قد تغيرت تمامًا والشعب هو الضمان الوحيد للتصدي للبلطجة من خلال نزوله بكثافة إلى مراكز الاقتراع كما حدث في المرحلة الأولى؛ بالإضافة إلى الصرامة التي يفرضها الجيش للتصدي لأي أعمال بلطجة من شأنها تعطيل الانتخابات.

 

* وهل ترى أن المال قد يؤثر على العملية الانتخابية؟

** الشعب مدرك لمصلحته تمامًا بعد أن أظهرت الشهور العشرة الماضية عورات النظام السابق وفساده، ولن تؤثر فيه الرِّشى الانتخابية؛ سواء كانت مالية أو عينية؛ لأنه قد قام بثورته للقضاء على مثل هذا الفساد، ولن يرضى أبدًا أن تعود العجلة للوراء مرةً أخرى.

 

المصلحة العامة

* ما خبرة تجربة 2005م التي ما زالت غير معلومة للكثير؟

** قررت جماعة الإخوان في 2005م دخول الانتخابات البرلمانية على مستوى الجمهورية مشاركة لا مغالبة، وبعد أن أعلنت ترشحي ضد أمين التنظيم السابق للوطني "المنحل"؛ ونظرًا لتعطش أهالي الدائرة لمن يقف في وجه ظلم وطغيان أمين التنظيم بالمنحل ولتعارفي الاجتماعي الكبير بين أهالي الدائرة فقد تحولت الدفة لصالحي أثناء فترة الدعاية فبدءوا بممارسة العديد من الضغوط عليَّ؛ مثل الحجز على شركتي بحجة عدم دفع الضرائب، رغم أنني أسدد ما عليَّ من الضرائب بصفة دائمة، وبشكل قانوني كامل! وبلغت رسائل التهديد من رئاسة الجمهورية إلى مكتب الإرشاد، ولم يفت ذلك في عضدي.

 

حتى تدخل سياسيون ومفكرون نصحوا بأن أتنازل في سبيل تحقيق بعض الحياد الأمني للعملية الانتخابية كلها، خاصةً مع بعض الأمل في تحقيق نزاهة من خلال الإشراف القضائي، فغلبنا المصلحة العامة على مصلحة دائرة، ولولا هذه الضغوط التي مورست علينا لكانت الغلبة لنا بنسبة 80%.

 

* لديك علاقات واسعة مع أقباط الدائرة، فكيف تصفها؟

** أبناء الدائرة كلهم أهلي وتربطني بهم علاقات طيبة؛ سواء من المسلمين أو الأقباط، وقد جمعني العمل بالعديد من أبناء الدائرة من الأقباط في أعمال المقاولات، وقمنا بتصميم مصنع بشاي للحديد بمدينة السادات، وأيضًا جيراني معظمهم كانوا من الأقباط على مدار سنوات طويلة.

 

التاريخ يشهد

* كلمة توجهها لأبناء الدائرة؟

** أقول لهم: إن النظام الفاسد قد انتهى بكل ما فيه، ولم يبق لأحد حجة الآن، ومصر قد عادت لنا، وشتان الفارق بين موظف وصاحب مكان، أنتم الآن أصبحتم أصحاب مكان، مستحيل أن يصنع هذا المستقبل إلا بخروجكم للإدلاء بأصواتكم ابتغاء مرضات الله أولاً، وعليكم أن تختاروا بالفعل من يستحق إرضاءً لله، وشهادة تلقون عليها الله حتى تحملوا أولادكم من بعدكم أن يدعوا لكم.

 

وأقول لهم: ها هي الفرصة ينبغي أن تستثمر.. لا تتركوا هذه الفرصة تمر دون أن تخرجوا.. المهم أن تخرجوا وتعطوا أصواتكم لمن تشاءون ومن يستحق.

 

انظروا إلى تاريخنا واحكموا عليه، والله إني لأراقب مصر من خلف الباب تقول: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ (26)) (القصص)، وأنتم تعرفون تاريخنا، ولقد جهرنا بكلمة الحق وكانت الضريبة أن اعتقلنا مرات عديدة، ويهون كل ذلك مقابل ألا تنهب الثروات مرة ثانية، مقابل أن نعيش كرماء بعزة، مقابل أن يرضى الله عنا جميعًا.

 

اخرجوا وساندونا، وإن وجدتمونا نسير على الحق وعلى الدرب فأعينونا، وإن وجدتمونا انحرفنا عنه فقومونا بما في أيديكم، فهذا والله الذي لا إله إلا هو يرضينا ويرضي ربنا، ولا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها.

 

أيدينا في أيديكم.. نحن بكم ومنكم، ولن نكون يومًا عليكم، على بركة الله انطلقوا وادلوا بأصواتكم حتى لا تتركوا مستقبل مصر يعبث به العابثون أو الفاسدون.. المستقبل مستقبلكم اخرجوا وارسموه لكم ولأبنائكم.