ما أكثر الأكاذيب الخسيسة التي ارتكبها ويرتكبها أصحاب الصحافة الصفراء، وكثير من القنوات الفضائية، ومن هذه الافتراءات:

 

1- المساواة المطلقة في المذهب والمنهج والسلوك بين الإخوان والتيار السلفي، دون تحديد.

2- أن الإخوان يحرصون على الاستيلاء الكامل على الحكم، ولا يتركون لغيرهم إلا القشور.

3- إنهاء العداوة بين العرب والصهاينة سيكون على يد الإخوان المسلمين.

4- المستقبل الأسود ينتظر مصر إذا حكم السلفيون.

5- المجلس العسكري يجامل الإخوان ويشجع وجودهم، ويسمح لهم بإجراء ما يشاءون من تزويرات و"تسويدات" مستمرة.

6- الشخصيات الإخوانية لم يكتمل وعيها الثقافي، فهم لا يرون أبعد من أنوفهم.

7- الخراب ينتظر مصر من تشدد الإخوان والسلفيين ولن يكون هناك مجال للسياحة.

8- تخصص عدد من القنوات لتشويه تاريخ الإخوان وسلوكهم في الانتخابات الأخيرة.

 

وأغرب من ذلك أنهم جعلوا للممثلات والراقصات رأيًّا "حاسمًا" في الإخوان.. نشرت إحدى الصحف الصفراء بالمانشيت العريض: وفاء عامر (وهي ممثلة من الدرجة الثالثة): أقول للإخوان: كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، وفي صلب المقال سألتها المحررة: ما رأيك فيما يعلنه الإخوان عن نيتهم لعمل مؤسسة فنية، فهل تقبلين العمل معهم؟ فتجيب: "أنا أشتغل مع الإخوان بشروطي أنا وبمزاجي وليس بشروط الإخوان ومزاجهم، وأقول بعضهم يقولون أشياء ويعملون عكسها..".

 

لقد ذكرتني هذه (الوفاء عامر)- دون أن تقصد أو تدري- بقول الشاعر:

لقد هَزلت حتى بَدا من هُزالها           كلاها وحتى سامها كلُّ مُفُلِسِ

*********

وأقول إن ما ذكرته يمثل بعضًا من كل، ولا أهدر وقتي بالرد على كل ما ذكروه من إفك؛ فهو مفضوح وخسيس كما ذكرت، وأقول- في إيجاز شديد-: إنها أول انتخابات حرة نزيهة أشهدها من سبعين عامًا، ولعلها أنظف انتخابات في تاريخ مصر، وقد عشت بعض صور الانتخابات في الماضي: ففي المنزلة مسقط رأسي شهدت انتخاب مجلس النواب سنة 1944م، وكان الصراع الدائر بين مرشح وفدي ومرشح من الحزب السعدي (حزب النقراشي وأحمد ماهر وإبراهيم عبد الهادي)، واستعملت الأسلحة النارية بالمسدسات والمدافع الرشاشة وسقط عدد من القتلى والجرحى، أما التزوير فحدث عنه ولا حرج.

 

وشهدت انتخابًا آخر وكان المرشح من المنزلة هو عبد العال شلباية- رحمه الله- في مواجهة مرشح من مدينة المطرية دقهلية (التي تبعد عن المنزلة قرابة ثمانية أميال) واسمه عباس عصفور- رحمه الله- وكانت المظاهرات على أشدها في المدينتين، وبلغ التعصب إلى درجة أن من يسافر إلى المطرية من المنزلة أو من المنزلة للمطرية لأعمال تجارية يناله من الضرب والأذى الكثير.

 

أما الانتخابات في أيامنا هذه فهي- كما قلت- نموذج طيب جدًّا للنزاهة والنظافة والحياد، وإذا كان هناك بعض التجاوزات فهي قليلة جدًّا جدًّا.

 

وأنقل للقارئ في السطور الآتية صورة عشتها بنفسي تتلخص فيما يأتي:

 

حرصت كل الحرص على أن أذهب للإدلاء بصوتي في الانتخابات بالمرحلة الثانية عام 2011، كان ذلك في الساعة الرابعة من مساء الخميس 15/12/2011 في مدرسة الدقي الإعدادية بنين 14 شارع إيران بالدقي، فوجدت وشاهدت نظامًا لم أرَ مثله في أي انتخابات سابقة، وكان النظام سمة مشتركة للجميع:

 

قوات الأمن.. الشرطة والجيش.. القضاة والمستشارون وأعضاء العمل باللجان، ومندوبو المرشحين، وهان عليَّ الصعود للطابق الثالث حيث توجد لجنتي (487)، وأنساني سمو الهدف ما أعانيه من أمراض الشيخوخة، وآمنت بأن وطننا ما زال بخير، وأنا أرى بعض رجال الأمن يأخذ بيدي ويعينني على الصعود للطابق الأعلى، أديت واجبي الانتخابي وأنا أشعر بسعادة غامرة، وأردد بيني وبين نفسي: إن أمتنا بخير، وسيكون مستقبلها- بمشيئة الله- أفضل بكثير من حاضرها، وما أصدق قول الله سبحانه وتعالى: (.... وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)" (الروم).

 

----------

* [email protected]