- نواب الحرية والعدالة يريدون مصلحة الوطن

- أصحاب مبادرات الاستقواء بالخارج "تافهون"

 

كتب- حمدي عبد العال:

أكد الأنبا يوحنا قلته، نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك ترحيبه بقدوم أعضاء الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة لبرلمان الثورة، مشيرًا إلى أنهم أصحاب الرؤى السليمة والتوجهات الوسطية المعتدلة التي تسعى لإنشاء برلمان توافقي متوازن، همّه إعلاء مصلحة الوطن.

 

وقال- خلال حوار في برنامج "أهل البلد" على فضائية "مصر 25"، عصر اليوم-: إن مساعي الفرقة والشرذمة بين أبناء الوطن المصري لا يمكن أن تكون مصرية بل هي وافدة، سواء من الشرق أو الغرب، من بلاد وقوى لا تريد الخير للوطن، معربًا عن خالص تقديره للدكتور محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، حول ردوده المتعاقبة على مَن يطالبه بإرسال رسائل تطمين للأقباط بعد فوز مرشحي الحزب في الانتخابات البرلمانية، قائلاً: كيف أبعث رسائل تطمين لهم وهم شركاء في الوطن؟!، مشيرًا إلى أن فهم الإخوان الذي يسع الجميع هو ما يحقق التوازن والنهوض للوطن الذي يحتاج إلى التعاون والتآزر للنهضة الشاملة.

 

وقال: إن الأقباط إذا تعرضوا للظلم في ظلِّ وصول الإسلاميين لقيادة الدولة سيستقوون بالقرآن والشريعة الإسلامية ومبادئها السمحة، والأزهر الشريف، ونصوص القرآن التي جعلت حرية الاعتقاد مكفولة للجميع، مستشهدًا بقول الله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" (البقرة: من الآية 256).

 

وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية والفتح الإسلامي لمصر لم ينكر ذلك ولم يصادر حرية الاعتقاد منذ أكثر من 1400 سنة، ولم يحدث أن قاطع المسلمون إخوانهم الأقباط بسبب الديانة، وأنهم ظلوا إخوة متجاورين على طول ذلك التاريخ.

 

وأكد الأنبا قلته خطأ وتفاهة الأصوات المنادية بالاستقواء بالخارج، سواء الغرب أو أمريكا، واصفًا ذلك بالهراء، معللاً ذلك بأنهم لا يسعون إلا من أجل المصالح، مستشهدًا بالغزو الأمريكي للعراق الذي استشهد فيه المسيحي بجانب المسلم.

 

وشدد على ضرورة التوحد العربي والتكامل بين أبناء الأمة، ونبذ الفرقة والتفتت، واستغلال الربيع العربي في تحقيق ذلك التعاون والتكامل بعد أن أكدت الشعوب العربية أنه لم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء أو إلى عصور التجبر والظلم والسلطوية وتأليه الرئيس الفرد أو الأسرة الحاكمة.

 

ونفى ما تردد عن تخوف الأقباط من الصعود الإسلامي، مؤكدًا أن الوجود الإسلامي في مصر لم يكن طفرة أو ظاهرة طفت على السطح فجأة بل هو موجود منذ الفتح، بل وفي العصر الحديث يتمثل في دعوات جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، ووجودهم أمر طبيعي بعد أن تعرضوا للكبت والظلم والاضطهاد لفترة ليست قصيرة، وأن التحدي أمام الإسلاميين هو التطبيق العملي للمبادئ الإسلامية الصحيحة.

 

وأشار إلى أن هجرة المصريين للدول الغربية وأمريكا لا يقتصر على المسيحيين أو كما يقول البعض إنها هجرة دينية، لكنها من باب الخوف على المستقبل من الناحية المادية أو تطبيق الحريات وغيرها.

 

وقال إنه لا يوجد بلد في العالم يتضامن فيه المسلمون والمسيحيون في أهدافهم العامة كمصر، وإن الفتنة التي كانت تشيع الفرقة بين طرفي الأمة في مصر في طريقها إلى الاندثار، وقال: "وإنني أتأمل القرآن باعتباره ليس ملكًا للمسلمين فقط بل أتأمل فيه كما أتأمل في الكون".

 

وطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يعمل على أن تحتفظ القوات المسلحة برصيدها لدى الشعب المصري من الحب بعد أن أدى واجبه في حماية الثورة وقطعه الوعود بالحفاظ عليها وتحقيق مطالبها، وأن يترك الحكم للمدنيين بعد الانتخابات البرلمانية القائمة التي يعتبرها بداية تحقيق بناء الدولة المصرية الحديثة.