- الشعب سيثور على كل من يتلاعب بحقوقه أو يهدر كرامته

- لدينا برنامج للقضاء على كل المشكلات التي تعاني منها مصر

- لا بد من تحالف القوى السياسية الفاعلة للنهوض بمصر الثورة

- الشعب الذي أبهر العالم بثورته قادر على وضع مصر في المقدمة

 

حوار: أحمد هزاع

 

انتُخب نائبًا بمجلس الشعب عام 2005 وكان عضوًا بلجنة التعليم على مدار 5 سنوات، وتم تزوير الانتخابات لصالح منافسه من الحزب الوطني المنحل في برلمان 2010، إلا أن أهالي مدينة شبرا الخيمة يعتبرونه النائب الحالي، يحل لهم مشاكلهم ويقف بجانبهم.

 

إنه جمال محمود شحاتة إبراهيم الصريطي، عضو المؤتمر العام لحزب الحرية والعدالة ومرشحه على المقعد الفردي عمال بالدائرة الثانية "شبرا الخيمة، القناطر الخيرية" رمز "الكاميرا".

 

ولد جمال شحاتة في 20 من يناير عام 1963 بقرية شيوة الشرقية مركز أجا محافظة الدقهلية، وحصل على دبلوم تجارة عام 2004 ودبلومة "إعداد القادة" من أكاديمية السادات، وبالرغم من أنه يناهز الخمسين من عمره إلا أنه ما زال يتعلم واضعًا أمام عينيه مقولة الإمام أحمد: "مع المحبرة إلى المقبرة"؛ حيث يدرس حاليًّا دبلومة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في "الدراسات البرلمانية".

 

انتقل جمال شحاتة إلى مدينة شبرا الخيمة حيث عمل والده، ويعمل موجهًا ماليًّا وإداريًّا بإدارة شبرا التعليمية.

 

انخرط في العمل العام منذ الثمانينيات من القرن الماضي مع الجمعية الشرعية والإخوان المسلمين الذين تعرف عليهم عام 1983.

 

(إخوان أون لاين) التقى جمال شحاتة، وكان معه هذا الحوار:

 

* بداية لماذا ترشحت على المقعد الفردي رغم وجود القوائم الحزبية؟

** لإفساح المجال أمام مرشحي الأحزاب الأخرى للدخول على قوائم "التحالف الديمقراطي من أجل مصر" الذي يشارك فيه حزب الحرية والعدالة، واضطررنا للنزول على المقعد الفردي رغم اتساع الدوائر بصورة كبيرة، نظرًا لإحجام مرشحي الأحزاب المشاركة في التحالف عن الترشح في الدوائر الفردية.

 

* ولماذا يحجم مرشحو الأحزاب عن الترشح على المقاعد الفردية؟

** يحجم المرشحون عن الدوائر الفردية نظرًا لاتساعها الكبير فدائرتي مثلاً تضم 3 دوائر في الانتخابات السابقة، وكثرة أعداد الناخبين فيها حيث يتجاوز عدد الناخبين في الدائرة الواحدة المليون شخص، مما يحمل المرشحين عبء التواصل مع هذا العدد الكبير في فترة الدعاية الرسمية ويزيد من صعوبة العملية الانتخابية، ويتطلب بذل كثير من الجهد المضاعف للوصول إلى الجماهير.

 

* ما الفرق بين مجلس الشعب القادم وبين المجالس السابقة؟

** مجلس الشعب القادم يختلف تمامًا عن أي مجلس سابق؛ خاصة أنه مجلس يأتي بعد ثورة يناير، من خلال انتخابات حرة ونزيهة، فضلاً عن أنه منوط به صياغة دستور الأمة وعقدها الاجتماعي الجديد، ويضع الروشتة الأولى لملامح مستقبل مصر في الحقبة التاريخية المقبلة من عمرها، فضلاً عن أن المجلس القادم منوط به أيضًا تحقيق مطالب الثورة والحفاظ على مكتسباتها.

 

* كيف ترى الدائرة الثانية (شبرا أول وثان والقناطر الخيرية) ومشكلاتها؟

** شبرا الخيمة من أكبر الدوائر إهمالاً من قبل الحكومة السابقة على الرغم من أنها منطقة صناعية كبيرة، إلا أنها كانت مهملة من قبل حكومات النظام البائد وحتى الآن، فالحكومة لا تهتم إلا بالمحافظة المتمثلة في العاصمة "بنها" وكل دخل المحافظة ينفق عليها فقط، بالرغم من قرب مدينة شبرا الخيمة من محافظة القاهرة ومعظم قاطني المدينة يعملون بالقاهرة، ومن هنا يوجد لديهم مقارنات بين ما يرونه في القاهرة وما يجدونه بالقليوبية؛ حيث يجدون اختلافًا كبيرًا وفارقًا ضخمًا، ففي القرى التابعة لشبرا الخيمة لا توجد مياه صالحة للشرب ولا يوجد صرف صحي والطرق غير ممهدة تمامًا ومهملة بطريقة لا يقبلها أحد.

 

* الشارع المصري الآن يمر بحالة من الفراغ الأمني فهل تمر الدائرة بنفس المشكلة؟

** نعم، يوجد مشاكل أمنية كانت موجودة قبل الثورة، ولكنها تفاقمت بعدها بشكل ملحوظ لدرجة أنها أصبحا تهدد كل المواطنين، ويتمثل هذا الانفلات الأمني في ظهور البلطجية في كل مكان، وفي سرقة العربات، والسرقة بالإكراه، وخطف الأطفال وطلب الفدية من ذويهم التي تبدأ بمبلغ 15 ألف جنيه وتنهي بمبالغ كبيرة جدًّا على حسب ظروف العائلة، ولا نجد من يحرك ساكنًا أو يفكر في القضاء على هذا الانفلات وعودة الأمن.

 

* ذكرت العديد من المشكلات فما مقترحاتك لحلها؟

** أرى أنه ليس من الصعب حل الكثير من المشاكل التي تعرضنا لها إذا كانت هناك إرادة سياسية وإرادة شعبية وتكاتف جميع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية للنهوض بالوطن، فلو أننا نظرنا إلى كثير من الدول التي كانت تمر بنفس ظروف مصر لوجدنا أن الإرادة الشعبية والسياسية حلت كثيرًا من مشاكلها مثل دول "ماليزيا، تركيا، إيران، والهند" وليس من الصعب أن نحول هذه المشاكل إلى إيجابيات، ونحن كأفراد بحزب الحرية والعدالة نؤمن بأن الشعب هو حجر الأساس في تحول أي مجتمع من السلبية إلى الإيجابية ونؤمن بأن التدرج هو السبيل الوحيد لحل تلك المشاكل.

 

ونحن في حاجة إلى تحالف لكل القوى السياسية الفعالة للنهوض بمصر في هذه المرحلة الحرجة وتخطي كل المشكلات التي قد قمنا بسردها، ونستطيع أيضًا أن تعبر مصر إلى الريادة في الداخل والخارج؛ لأن هذا هو دور مصر الحقيقي التي كانت عليه في فترات من الزمن.

 

ولدينا في حزب "الحرية والعدالة" برنامج واضح وممنهج للقضاء على كل المشاكل التي تمر بها مصر؛ من مواصلات ونظافة ومشاكل أمنية؛ فضلاً عن الارتقاء بمصر اقتصاديًّا وعلميًّا وسياسيًّا. ولدينا خطط تنموية وحلول لجميع المشاكل، وعلى أتم استعداد لبذل الجهد والعرق من أجل تحقيق مطالب الثورة كاملة وبأقصى سرعة.

 

* شبرا الخيمة من المدن الصناعية أين هي من برنامج حزب الحرية والعدالة؟

** لدينا رؤية شاملة في حزب الحرية والعدالة لإحداث نهضة صناعية شاملة من خلال دعم المشروعات القائمة؛ مثل: الغزل والنسيج وصناعة الكريستال، وشبرا الخيمة من أكبر المناطق بمصر التي تهتم بهذين المجالين، بالإضافة إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر؛ مثل الورش والمحلات، والتي ستستوعب أعدادًا كبيرةً من الشباب، ومن ثم الإسهام في حل مشكلة البطالة.

 

* وما أهم المعوقات التي تقف أمام تحقيق مكتسبات ثورة يناير من وجهة نظرك؟

** هناك العديد من المعوقات الداخلية المتمثلة في فلول الحزب الوطني المنحل والمتربصين بالديمقراطية من أصحاب رءوس الأموال المنتفعين من النظام السابق، وكذلك أمن الدولة المنحل الذي يعمل في هذه المرحلة في الخفاء لإحداث بلبلة داخل الشارع المصري ليوهم المواطن أن عهد النظام البائد أفضل مما بعد الثورة، وأن الثورة لم تقدم لهم شيئًا.

 

* وماذا عن المعوقات الخارجية؟

** هناك معوقات خارجية متمثلة في الكيان الصهيوني والأمريكان والدول الأوربية الذين يسعون جميعهم بعد الربيع العربي وظهور التيارات الإسلامية وخاصة بعد تجربة تونس وصعود الإسلاميين في مصر، ونحن نسمع يوميًّا عن المنح والعطايا التي تعطي من الدول الغربية للأحزاب والحركات العلمانية والليبرالية؛ وذلك لمحاربة وإيقاف عجلة الديمقراطية والحيلولة دون اختيار برلمان حر ونزيه.

 

* وهل تعتقد أن مصر ستتخطى هذه الظروف الحرجة التي تمر بها حاليًّا؟

** الشعب المصري الذي استطاع أن يصنع معجزة ثورة يناير أقدر على أن يمر بمصر من هذه المرحلة بأمان وسلام، ولديه مقدرة أن يثبت للعالم كله أن هذا الشعب قادر على أن يصنع برلمانًا قويًّا وسلطة قوية تلبي طموحاته، ولديه مقدرة تامة للتغلب على كل المعوقات التي تواجهه.

 

* بعد مرور ما يقارب العام على الثورة المصرية، هل ترى أن مطالب الثوار قد تحققت؟

** دعنا نتحدث بصدق، نحن حتى هذه اللحظة لا تزال جميع مؤسسات الدولة في مصر على ما هي عليه؛ من رشًى وفساد، وما زال فلول الحزب الوطني المنحل يسايرون أعمالهم بحرية ويسيطرون على المقاعد الوزارية، ويحتكرون السلطة، ويتحكمون في شتى أمور البلاد، والواجب علينا الآن أن نبذل قصارى جهدنا لسرعة تسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة تحمل هموم المواطن؛ بدلاً من الحكومات الكارتونية التي جاءت بعد الثورة التي لا تحمل هم الثوار ومطالبهم.

 

* إذًا البرلمان القادم سيحل جميع مشكلات الشعب المصري؟

** النظام البائد ترك لنا تلالاً من المشكلات والهموم التي يصعب حلها في يوم وليلة، ولكن المشكلات الأساسية؛ من الحصول على رغيف خبز جيد، وأنبوبة بوتاجاز، وأسمدة زراعية ستتوفر خلال بضعة أشهر، وسيتم القضاء تدريجيًّا على البطالة والبدء الفوري في بناء دولة زراعية وصناعية تستطيع أن تنافس دول العالم المتقدم لتتبوأ مكانة الريادة المنشودة من قبل جميع المصريين ويسعى لتحقيقها بقوة حزب "الحرية والعدالة" من خلال خطط تنموية ومشاريع استثمارية، وتكاتف مؤسسات المجتمع المدني ليصبح الجميع يدًا واحدةً من أجل العبور بالوطن نحو التقدم.

 

* ما أهم خطوة سيتخذها حزب "الحرية والعدالة" حال فوزه في الانتخابات البرلمانية؟

** أهم نقطة هي "الحريات العامة"، التي تعد أولى الخطوات المنهجية التي سيقوم حزب الحرية والعدالة على تحقيقها، حيث إن المواطن المصري "طفح به الكيل" ونال كثيرًا من الأذى في ظل عهد النظام البائد، والإخوان المسلمون أكثر من تحملوا الأذى، وعمل النظام السابق على مدار أكثر من ثلاثة عقود على تكميم الأفواه ونشر الفرقة بين فئات الشعب المصري، لذلك يسعى "الحرية والعدالة" إلى نشر الحريات العامة وتوفير الجو المناسب لكل فصيل سياسي للتعبير عن رأيه بحرية، وسهولة تداول السلطة ما دام أنه نال ثقة الشعب.

 

* بعض القوى طالبت بتأجيل الانتخابات تحسبًا لأعمال البلطجة ولكنَّ المرحلتين الأولى والثانية مرتا دون شغب أو بلطجة فما السبب من وجهة نظرك؟

** السبب هو وعي الشعب المصري الذي أصر على الخروج بكثافة ليختار من ينوب عنه في البرلمان، وتنظيمه للجان الشعبية التي وقفت لتأمين اللجان وتنظيم الناخبين أمامها، ونشر الوعي السياسي، وكيفية الانتخاب، فأصبحت تهديدات فلول الوطني المنحل بتعكير صفو الانتخابات لا محل لها من المشهد السياسي، وهو ما أظهر قدرة الشعب على استعادة الأمن ومحاربة الفلول والعابثين بالوطن أينما وجدوا؛ فضلاً عن دور الجيش والشرطة في تأمين العملية الانتخابية.

 

* هل ستؤثر الأغلبية الإسلامية على وضع الأقباط في مصر؟

** يظن بعضنا أن التمسك بمنهج الإسلام وجعله أساسًا لنظام الحياة ينافي وجود مواطنين غير مسلمين في الدولة المسلمة، وينافي الوحدة بين عناصر الأمة، والتي تعتبر دعامة قوية من دعائم النهوض في هذا العصر، ولكن الحق غير ذلك تمامًا، فإن منهج الإسلام الذي وضعه الله الذي يعلم ماضي الأمم وحاضرها ومستقبلها قد احتاط لتلك العقبة وذللها من قبل، فلم يصدر القرآن الكريم إلا وقد اشتمل على النص الصريح الذي لا يحتمل لبسًا ولا غموضًا في حماية هؤلاء وحفظ عقيدتهم ومقدساتهم وكرامتهم؛ حيث يقول الله تعالي: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)) (الممتحنة)، فهذا نص لم يشتمل على الحماية فقط؛ بل أوصانا بالبر والإحسان إليهم، كما أوصانا بإنصافهم وحسن معاملتهم؛ انطلاقًا من مبدأ المواطنة "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، ووضع الحزب ضمن سياساته وإستراتيجياته أن لغير المسلمين التحاكم لشرائعهم في العقيدة والشعائر والأسرة؛ أما الحياة العامة فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.

 

* وأين الفن في برنامج "الحرية والعدالة"؟

** يعمل حزب "الحرية والعدالة" على تشجيع صناعة السينما على المستويين المعنوي والمادي، والارتقاء بمستوى الفيلم السينمائي والمسلسل التليفزيوني المصري ليمارس دوره في نشر القيم الرفيعة والامتناع عن الأعمال الهابطة والمثيرة للغرائز والدافعة لارتكاب الجرائم، وتحسين الذوق العام عبر انتقاء النصوص والشخصيات ضمن إستراتيجية الفن البناء.

 

* ترددت في الفترة الأخيرة بعض الدعوات للاستقواء بالخارج بعد فوز الإسلاميين فما ردكم؟

** الشعب قال كلمته، ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب، ومن لم يحترم الديمقراطية التي ينشدها الجميع وكانت هدفًا للثوار ومطلبًا من مطالب ثورة يناير، ويستقوِ بالخارج، كل ذلك يعد خروجًا عن الوطنية، وضربًا بالشعب المصري عرضَ الحائط، ولا يبدي أي اهتمام بحقوق الناخب الذي انتظره على مدار أكثر من 6 عقود.