- تركت الوظيفة الحياتية تفرغًا للعمل العام والأهلي

- الشهود يؤكدون التزوير ضدي بانتخابات 2010م

- الحزب رشحني لاستثمار مؤهلاتي الشخصية والعملية

 

حوار: طه عبد الرحمن

هي أحد الوجوه الأشهر في محافظة الدقهلية التي عُرفت بنشاطها المتنوع والمتميز في أعمال المجتمع الأهلي، ثم كانت تجربتها في الترشح على مقعد المرأة بالمحافظة بانتخابات 2010م، والتي شهدت تزويرًا فاضحًا لإقصائها عن الفوز بالمقعد، والتي كشفت شعبيتها الكبيرة بين أهالي الدقهلية وأبنائها.

 

ومن ثَمَّ كان متوقعًا ترشيح سهام الجمل إلى برلمان الثورة على القائمة الأولى لحزب الحرية والعدالة بالمنصورة، ليلتقي بها موقع "إخوان أون لاين" ويجري معها هذا الحوار..

 

* متى كانت بدايتك مع العمل العام والأهلي؟

** بدأت العمل العام مبكرًا منذ عام 1986م حين كنت طالبة في الكلية، وعملت بكلِّ قوة مع الحركة الإسلامية الطلابية في دعوة الإخوان المسلمين، وبعد تخرجي ازددت تفرغًا؛ حيث إنني لم أستلم وظيفتي كمدرسة لغة إنجليزية، فتفرغتُ للعمل العام والتواصل مع المجتمع كله.

 

وكانت المساجد نقطة الانطلاق وتقديم الخدمات، وانضممت للجمعيات النسائية والجمعيات الأهلية التي تشكَّلت بعد ذلك في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحالي مثل جمعية السنابل، وجمعية البشائر، ومؤخرًا جمعية "محبي مصر".

 

وبالنسبة للعمل السياسي فقد بدأ دوري في الشارع وفي هذا الميدان مع انتخابات المحليات بالتسعينيات، وكان أخي مرشحًا في محليات قرية أويش الحجر على قائمة الإخوان، وازدادت حركتي في العمل والنشاط السياسي مع الانتخابات البرلمانية لأعوام 1995م، و2000م، 2005م، وكنتُ أشارك في الصالونات السياسية بانتظام.

 

وفي عام 2010م كنت مرشحة الإخوان على مقعد المرأة في الدائرة الأولى بالدقهلية.

 

عزوف سياسي

* ثمة اتهامات للمرأة المصرية بالعزوف عن العمل السياسي كيف ترين ذلك؟

** المرأة المصرية مثلها مثل باقي الشعب المصري تعرضت لظلم كبير، فالمناخ السياسي القائم وقتها كان مناخًا فاسدًا استبداديًّا، يقتل أي طموح أو رغبة في المشاركة، ويعتمد على انتقاء مجموعات فاسدة ترتبط به ويفرضها على المجتمع بشتى الوسائل، ومنها تزوير الانتخابات لصالحها.

 

وقد اهتمَّ الإخوان بالمرأة وبدفعها للعمل العام وللإصلاح، وكان دور المرأة بارزًا في الانتخابات البرلمانية عام 2000 و2005 و2010م، وتكلم الجميع عن شجاعتها ومشاركتها والحرص على التصويت.

 

كما أنني من خلال جولاتي في انتخابات 2010م في ريف الدقهلية وقراها وأحيائها لمست عند السيدات وعيًا جيدًا وفهمًا لما يدور من الأحداث.

 

* ما رأيك في واقع العمل السياسي حاليًّا للمرأة عامةً ومصر خاصةً؟

** الواقع الحالي للعمل السياسي للمرأة، فيه ملامح إيجابية وفيه جوانب سلبية ومن هذه الملامح الإيجابية، نزول المرأة للشارع في الثورة، ومطالبتها للإصلاح، وإقبالها الرائع على التصويت في الانتخابات، ومن الأمور السلبية قانون الانتخابات الحالي بنظام القوائم، والتحالفات التي تتم بين الأحزاب كان على حساب إمكانية فوز المرأة بعددٍ من المقاعد.

 

ومن الملامح السلبية أن الإعلام ما زال يركز على الوجوه القديمة من الرموز النسائية، وأغلبهم كان مرتبطًا بالنظام بصورةٍ أو أخرى.

 

مؤهلات الترشح

* على أي أساس تمَّ اختيارك للترشح في الانتخابات؟

** الأساس الذي يتم عليه الاختيار- حسب علمي- يقوم على عدة محاور، ينتج عنها التقييم ثم الاختيار:

المحور الأول: المؤهلات العلمية والمهارات التي يمتلكها الشخص.

المحور الثاني: تقييم مستوى الحركة والنشاط في المجتمع والبيئة التي يتحرك فيها.

المحور الثالث: مدى قبول وتفاعل الجماهير مع تلك الشخصية.

المحور الرابع: المستوى العالي من الأخلاق والسلوك وعدم وجود أي شبهات عليه.

 

وبالنسبة لي فإنني لا أزكي نفسي، ولكن أشير إلى إنجازات في المحور الأول؛ حيث لم أكتف بليسانس اللغة الإنجليزية بكلية التربية، وإنما أخذت ليسانس آداب لغة إنجليزية، ثم دبلوم الترجمة {عامان} من كلية الآداب سأنتهي منه بإذن الله هذا العام، وذلك لأهمية إتقان اللغة الإنجليزية والترجمة للعاملين في المجال السياسي حسب رأيي.

 

ولتنمية قدراتي في مجال التعليم أخذت عدة دبلومات تساعدني على ذلك دبلوم تربوي مناهج وطرق تدريس عام 1989م، ودبلوم تربوي تاريخ تربية عام 1990م، ودبلوم صحة نفسية عام 1991م.

 

وكذلك في مجال التنمية البشرية أخذت دورة في الجودة {الأيزو} عام 2003م، ودورة تدريب المدربين والمدرب المتميز بكلية التجارة عام 2006م ومارست العمل كمدربة في هذا المجال فترة طويلة.

 

وحتى لا أغفل جانب العلم الشرعي، أخذت دبلوم معهد إعداد الدعاة للعلوم الشرعية {مدته سنتان} عام 1995م ولي دراسات عليا {ماجستير} في التربية الإسلامية.

 

* هل قام حزب الحرية والعدالة بإعدادكن وتأهيلكن لهذه المهمة؟

** نعم قام الحزب بتأهيل جميع المرشحين والمرشحات، وحزب الحرية والعدالة لم ينشأ من فراغ وإنما هو بمثابة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي فإنه يستند على رصيدٍ من الخبرة والتاريخ طوال سنوات عديدة، وممارستي للعمل المجتمعي والسياسي كانت تحت إشراف الإخوان وتوجيههم، وعندما أُنشئ الحزب انضممت إليه، ثم تمَّ اختياري في الهيئة العليا للحزب.

 

وقد أخذت دورة مكثفة خاصة ببرنامج الحزب والبرنامج الانتخابي، كما أنني شاركت بانتظام في دورات اللجنة السياسية بالمنصورة عام 2010م للدعم والتأهيل، وبالتالي كان التأهيل متواصلاً طوال سنوات تقوم به جماعة الإخوان ثم الحزب لاحقًا.

 

برلمان 2010م

* وكيف كانت تجربة انتخابات 2010م؟

** في عام 2010م عندما كان هناك مقعد فردي للمرأة في دائرة واسعة كنت أتحرك خلالها والتقي بالرجال والنساء وأتحاور معهم، وكان إقبال التصويت من الرجال والنساء كبيرًا بالنسبة لي، وما حدث في 2010م كان تزويرًا فاضحًا لإسقاط كل المرشحين والمرشحات الذين خارج الحزب الوطني المنحل، والآن في 2011م يتزايد الرصيد من إقبال الرجال والنساء للتصويت لحزب الحرية والعدالة، وهذه التفرقة في التصويت ليس لها في الواقع أي أصل.

 

* كيف تردين على من يعتبر المرأة لا تستطيع تمثيل الرجال في البرلمان؟

** المرأة جزء من الشعب، وبالتالي عند انتخابها فإن الشعب ينتخبها بنسائه ورجاله وشبابه وشيوخه، والمرأة تمثل المجتمع بكل مشاكله وأهدافه وطلباته، فلا فرق في هذه المشاكل، وفي البرلمان يتم التصويت على القوانين من كلِّ الحاضرين.

 

ومَن يشكك في هذا، فإنه يشكك في حسن اختيار الشعب للمرأة التي تنجح وتدخل البرلمان، وكذلك يشكك في قدرة المرأة المصرية، وهي لا تقل كفاءةً عن مثيلاتها في العالم الإسلامي والغربي.

 

* ما تقديرك لنسبة انتخابات المرأة في البرلمان القادم؟

** لا أعتقد أنه سيكون هناك عدد كبير بالبرلمان، وذلك بسبب نظام القائمة، وتراجع ترتيب المرأة فيه في مكان متقدم، وأغلب الرموز النسائية في المجتمع من شريحة الفئات، والحزب الذي يحصل على 30 أو 35% مثلاً معناه أنه سيأخذ ثلاثة مقاعد من القائمة، وبالتالي يضيع تمثيل المرأة تمثيلاً حقيقيًّا في البرلمان.

 

* ما القضايا التي ستجتهدين في حلها تحت قبة البرلمان؟

** القضايا كثيرة، ومن أهمها تحقيق الأمن الحياتي، وإعادة الانضباط والأمن في الشارع، وكذلك الأمن الغذائي، ومواجهة مشاكل الفقر والبطالة التي اتسعت لتشمل 48% من الشعب المصري.

 

وإنني أعلم اختصاصات البرلمان جيدًا، فهو يراقب، وله دور تشريعي أساسي وليس دورًا تنفيذيًّا، لذلك سنحاسب الحكومة بكلِّ جدية، ونحارب الفساد بكلِّ الوسائل، وسنتعاون مع الجميع للوصول بمصر إلى برِّ الأمان.