خروفيات

في عهد السادات وقف النائب محمد أحمد في مجلس الشعب يصرخ والسادات على المنصة:
- الغلاء يا ريس.. الغلاء حياكل الناس.. البيضة الآن بأربعة قروش.. وبكره تبقى بخمسة!!.

 

ومن بضعة أيام شاهدت فيلمًا من إنتاج الستينيات يُعرَض في التليفزيون, والأم تحثُّ ابنتها الجامعية على البحث عن عمل.. ومما قالته لها:

- كل حاجة دلوقتي بالغلا والكوا، كيلو اللحمة يا بنتي دلوقتي بثمانين "قرش".. بكره يوصل لجنيه!!.

 

ورحم الله أيام طفولتي كان الكبش بثلاثة جنيهات، والتيس الضخم بجنيه واحد، ورطل اللحم بقرشين، والقرش يشتري عشر بيضات.. يعني الجنيه يشتري ألف بيضة، لا ثلاث بيضات كما هو الحال الآن!!، وكانت مصر تُطعم جيوش العالم في الحربين العالميتين الأولى والثانية.

 

أما الآن فثلاثة أرباع ما يدخل بطن المصري مستورد من الخارج؛ بما في ذلك دول العالم الثالث.. من لحم وقمح وأرز وسكر، ولا أنسى أن مصر كانت ترسل معوناتٍ عينيةً إلى بلاد ودول (صغرى) تفوقت عليها حاليًّا في الإنتاج الزراعي والصناعي، وحتى اللحم المستورد من الحبشة والصومال والسودان, يسمع به المواطنون ولا يشاهده إلا "فئة" معينة من أهل الحظوظ و"الوصول", ووصل سعر كيلو اللحم الضاني البلدي إلى 40 جنيهًا؛ يعني ثمن 13 كبشًا في أيام طفولتنا.

 

ونقول لشعبنا المطحون: جوعوا تصحوا.. أو موتوا تصحوا.. يرحمكم الله.

 

تعليقات:

* سئل مسئول كبير جدًّا في الحزب إياه (حزب الغُلٍبيّة): كيف تستوردون اللحم من الصومال والسودان والحبشة ونحن بلد الخير والسمك واللحم?! فأجاب بحيرة: يا ناس افهموها بقى!! إننا نعيش "قرن" العولمة، وهدفنا سياسي لا اقتصادي, وهو العمل على الاندماج في "وحدة إفريقية شاملة"، وقد كلفنا المغني المصري المشهور "معلوف عكاوي" بأداء أغنية بهذا المعنى ذات كلمات رقيقة و"لحم مميز".

 

* دفع 800 جنيه في خروف صغير، بعد أن أوسعه بائع الخراف ضربًا؛ لأنه أجرم وقال للبائع البلطجي: داه مش خروف ده أرنب!.

 

سُحب الخروف إلى زوجته.. رأته والكدمات في وجهه وملابسه مبهدلة.. صرخت: ما هذا?!.. إيه اللي جرى?

- الراجل المفتري ضربني لأني قلت: ده مش خروف ده أرنب.

- إنت لم تكذب.. أرنب.. وحياتك أرنب.

- مش كده?

- طبعًا.. بس أنا ما أقصدشي الخروف!!.

* قال لصاحبه: تصوَّر.. اللحمة الضاني البلدي في السوق بعشرين جنيهًا..

- مش ممكن.. كدٍب.. شيء لا يصدق!!

- ليه يا أخي.. بقول لك تصوّرٍ.. تصوّرٍ، هو التصور حُرُم.

* الواد بلية سار مع أبيه في السوق فرأى اللحم معروضًا عند الجزارين فصرخ: بابا.. بابا.. اللحمة طلعت..

- اخرس يا ابن (......) دي تهيؤات.

 

* زعيم عربي أراد أن يعرف رأي الناس فيه من كلامهم العادي العفوي, فتنكر في "شكل جزار"، ووقف في دكانه الذي اكتظَّ بالعجول والخراف المعلَّقة, ولكن أحد أبناء البلد من العيال المخلَّصة عرفه فقصده قائلاً:

- يا معلم, اديني كيلو من "الجبهة".

- آسف.. معنديش إلا "لسان".

* في برنامجها الإذاعي الناجح توجَّهت آمال فهمي بالسؤال لأحد المواطنين:

- اسمك إيه من فضلك?

- محروم السيد مفروم من قرية "كَرْعة" مركز "بهرٍيز القص".

- تحب تسمع إيه لأم كلثوم?

- أغنية "طوف وصوف".

- ومين الشاعر اللي يعجبك? وليه?

 

- يعجبني الشاعر "أنجر الساطوري" وخصوصًا في قوله:

أنا اللي قلبي اندبح بإزازة مكسورة

أنا اللي قلبي انكوى بقى لحمة مشوية

* حقَّق أحد معارض الصوتيات ثروةً طائلةً من بيع شرائط كاسيت "المأمأة"، وهي مسجل عليها أصوات الخراف، وكان أغلب المشترين من المواطنين الفقراء ومتوسطي الحال، والهدف "إيهام الصغار والجيران بوجود خروف" في السكن.. من باب "الفشخرة" والأسعار المعلنة: شريط صوت كبش 5 جنيهات, شريط صوت خروف عادي 4 جنيهات, شريط صوت مأمأة جدي: 3 جنيهات, شريط أصوات مختلطة خراف, كباش, جدٍي 6 جنيهات.

 

* رأى الديك الرومي الخروف وهو يساق إلى الذبح فضحك شامتًا، فلعنه الخروف وقال له:

بكرة جاي لك "الكريسماس" يا ابن التيس.

-------------

[email protected]