وكأنَّ الله تعالى الذي أذن للمصريين بالتغيير في ثورتهم المجيدة أراد أن يخفف عنهم شيئًا من همومهم التي عانوها طوال عام كامل؛ فَسَاق إليهم الابتسامات سوقًا، إذ لا بد للإنسان أن يروح عن نفسه بين فينة وأخرى؛ فالنفوس إذا كلَّت ملَّت.

 

وإني وإن كنت لا أتابع البرامج التافهة التي تستضيف الغوغائيين إلا أن "الفيس بوك" حمل إليَّ مقطعًا مضحكًا ذكرني بالمثل المصري الطريف "هبلة ومَسِّكُوها طبلة"، وأظن أن "الطبلة" تشبه إلى حدٍّ بعيد الإعلام الهابط في هذه الأيام، أما "الهبلة" فهي كل من لا يعي ما يقول، وتطيش ضرباته يمينًا ويسارًا حتى يضحك عليه الجميع؛ ما دفع بعض الظرفاء للتعليق على ما ورد في مقطع الفيديو المضحك قائلاً: "إن ليبيا فقدت شيئين: السلاح وهبل القذافي، فأما السلاح فأخذه قوم (كما زعم الزاعمون)، وأما الهبل فقد أخذه الزاعمون أنفسهم.

 

بعض الحمقى من مدمني الأضواء والشهرة تراهم يعملون بالمبدأ الفاشل: خَالِف تُعْرَف، ولقد سمعت أن أحدهم أراد يومًا أن يدخل التاريخ من أسوأ أبوابه: فَبَال عند الكعبة.

 

وبمناسبة الحمقى الذين قال فيهم الشاعر: لكلِّ داء دواء يستطبُّ به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها

 

ننقل من كتاب ابن الجوزي "أخبار الحمقى والمغفلين" قوله: إن أول العقلاء الحمقى إبليس، فإنه كان متعبدًا مؤذنًا للملائكة، فظهر منه من الحمق والغفلة ما يزيد على كل مغفل، فإنه لما رأى آدم مخلوقًا من طين أضمر في نفسه لئن فُضِّلت عليه لأهلكنه ولئن فُضِّل عليَّ لأعصينه‏.‏
ومن طرائف هذا الكتاب: قال حمزة بن بيض لغلام له‏:‏ أي يوم صلينا الجمعة في الرصافة، ففكر الغلام ساعة ثم قال‏:‏ يوم الثلاثاء‏.‏

 

وقال رجل لجحا‏:‏ سمعت من داركم صراخًا قال‏:‏ سقط قميصي من فوق، قال‏:‏ وماذا عليك إذا سقط قميصك ؟ قال‏:‏ يا أحمق لو كنت فيه أليس كنت قد وقعت معه؟!.

 

ومر يومًا بصبيان يلعبون ببازي ميت فاشتراه منهم بدرهم وحمله إلى البيت فقالت أمه‏:‏ ويحك ما تصنع به وهو ميت فقال لها‏:‏ اسكتي فلو كان حيًّا ما طمعت في شرائه بمائة درهم‏.‏

 

نصيحة: لا تضيع وقتك أو تشغل بالك بمن سيذهب بهم التاريخ إلى مزبلته.

كم من لئيم مشى بالزور ينقـلـه لا يتقي الله لا يخشى من العـار

لو كل كلب عوى ألقمته حجـرًا  لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار