-        الصومال سيتغير على يد مرشحنا للانتخابات الرئاسية

-        حركة الإصلاح الوحيدة التي لم تنخرط في الحرب الأهلية

-        اهتمامنا في المجتمع بالتنمية وإغاثة والحفاظ على الثقافة

-        الصومال دولة غنية وغياب القيادة الرشيدة وراء المشاكل

-        زيارة الرئيس مرسي لأثيوبيا أعادت مصر لعمقها الإفريقي

 

حوار: أحمد جمال

عقود من الزمن عاشها الصومال مغيبًا عن الزمن بعيدًا عن ركب الحضارة فبعد حقبة استعمارية قاسية دخل البلد في حكم شمولي قمعي ديكتاتوري وما أن زال حتى سقطت معه الدولة وغابت مؤسساتها ودخل الصومال في أتون حرب أهلية ومجاعة وقحط شديدين.

ولم يعد أحد أن يتذكر أن الصومال بلد نفطي به معالم سياحية طبيعية وتاريخية وأنه جزء من الحضارة العربية الإسلامية وله موقع جغرافي متميز يمتلك أطول ساحل سهلي على البحر الأحمر ويطل على البحر العربي ومضيق باب المندب والمحيط الهندي، ويمتلك ثروة حيوانية وسمكية وزراعية كبيرة.

 إلا أن هذه الثروات اختفت في هذه الظروف وتحولت إلى مجاعات وقرصنة وبابًا للتدخلات الخارجية، وتحولت الصومال إلى مسرح للصراعات الدولية والإقليمية.

وفي ظل هذه الأجواء كانت نبتة جماعة الإخوان المسلمين غرست في هذه الأرض تحت اسم "حركة الإصلاح" عام 1978م فرفضت الانخراط في أعمال العنف في مواجهة الحكم الديكتاتوري أو في الحرب الأهلية بعده.

وكان هم الحركة طوال العقود الماضية التنمية والإغاثة وسد ما تستطيع من فراغ غياب الدولة والحفاظ على ثقافة الأمة والعمل على المصالحة الوطنية.

ومع اقتراب انتهاء الفترة الانتقالية في الصومال والاستعدادات لاجراء انتخابات عامة تستعد الحركة للمشاركة في العملية السياسية يحدوها أمل كبير في أن تتمكن من إخراج الصومال من مآسيها والانتقال إلى صومال جديد يكون المحطة القادمة في دول الربيع العربي، ينتقل إلى الديمقراطية والحرية من خلال صندوق الإنتخاب.

"إخوان أون لاين" التقى الدكتور علي باشا المراقب العام لحركة الإصلاح بالصومال وأجرى معه الحوار التالى:

- بداية.. مرحبًا بكم في بلدكم الثاني مصر، ونود أن نعرف سبب زيارتكم للقاهرة ؟

السبب الرئيسي للزيارة هو لقاء فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع والتهنئة بالتحول الديمقراطي في مصر بعد الثورة وانتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسًا للجمهورية خاصةً وأن هذه هي الزيارة الأولى التي أزور فيها مصر بعد الثورة.

- هل لمست فروقًا بين مصر قبل الثورة وبعدها؟

الله أكبر .. الله أكبر، الفرق لم يكن ممكنًا أن أتصوره، وبدأ الأمر منذ التقدم للسفارة المصرية بالصومال؛ حيث حصلنا على التأشيرات في اليوم التالي للتقدم، بينما كان في السابق الحصول على التأشيرة شيء والحصول على الموافقة الأمنية شيء آخر.

والفرق الأكبر الذي لمسته أن المواطن المصري عادت له ثقته في نفسه وأصبح له رأي ويطالب بحقوقه بينما كان مصير من يفتح فمه أن يهان ويسجن.

 

- كيف بدأ انهيار الصومال وما تأثير موقعه الجغرافي على التدخلات الخارجية؟

الصومال يقع في موقع إستراتيجي يطل على ممرات مهمة فالسواحل الصومالية تطل على مضيق باب المندب والخليج العربي والمحيط الهندي كما أنه البوابة الجنوبية للعالم العربي، ولأهمية هذا الموقع عانى هذا البلد كثيرًا فهو البلد الوحيد في العالم الذي فصل بين 5 بلدان استعمارية؛ حيث اجتمعت هذه الدول في مؤتمر برلين عام 1885م وقسمت الصومال بينها، وبعد ذلك تم تقسيم البلد إلى مستعمرتين في الشمال والجنوب وصولاً لاستقلال الصومال في 1960م، وفي 1969م حدثت الثورة ودخل البلد في نظام شيوعي قمعي ديكتاتوري، ثم قامت جهات كثيرة لمناهضة الحكومة حتى انهارت في 1991م ودخلت البلد منذ هذا التاريخ في حروب أهلية وتشكلت ميليشيات عسكرية، واستمرت الحرب بين القبائل والجماعات والمحاكم الإسلامية.

- وماذا عن موقف حركة الإصلاح في ظل هذه الأحداث؟

الحركة الإسلامية امتنعت عن الدخول في هذه الحروب واتجهت لخدمة الشعب مستخدمين شعار "المصالحة والدعوة" وأسسنا أكبر مؤسسات خدمية ذات دور رائد في مجالات الإغاثة والدعوة والتعليم والصحة لسد القصور الذي تركه انهيار مؤسسات الدولة، فأسسنا جمعيات خيرية ومدارس وجامعات، وأصبحت دعوة الإخوان منتشرة ومعروفة في كل ربوع البلد.

وكان عمل الحركة طوال 34 عامًا من تأسيسها في ظل نظام قمعي ديكتاتوري ثم حرب أهلية طاحنة فكان همنا صياغة المجتمع الصومالي بطريقة تتناسب مع موقعه وحضارته وإعادة الصفات الأصلية للشعب وإعادة الانسجام بين أبنائه، وحاولت ملء الفراغ الذي خلفه انهيار الدولة وحماية المجتمع من الانهيار.

وركزت الحركة على الثقافة والإغاثة وكونت خلال المرحلة الماضية مؤسسات البحث العلمي والتعليم وحققت نجاحًا مهمًّا في تاريخ المجتمع الصومالي وأصبحت الرائدة في هذا المجتمع.

وتحاول الحركة كذلك أن تكون جزءًا من الحركة السياسية فساهمت بتأسيس أول مصالحة لإعادة هيكلة الدولة "مصالحة أرتا" بالتعاون مع المجتمع الصومالي.

- ولكن البلد ما زالت منهارة فهل لكم من حلول سياسية للوضع القائم؟

نحاول أن يكون لنا قدم في السياسة ويتوقع خلال شهر أن تكون هناك تغيرات كبيرة على الحالة السياسية؛ حيث تنتهي الفترة الانتقالية وتجري الانتخابات بنظام المحاصصة العشائرية والحركة تتجه للمشاركة في العملية الانتخابية ودخول السباق في البرلمان ولدينا أيضًا مرشح للرئاسة وهو الدكتور عبد الرحمن معلم عبد الله باديو مسئول المكتب السياسي للحركة.

ونتوقع أن يتحقق الفوز لنا بإذن الله، ما يجعلنا نتفائل بمستقبل البلد ومن خلاله ستتغير الصومال، فنحن نريد أن نكون جزءًا من الربيع العربي، ونتعاون مع كل القوى الوطنية وكل الدول التي تتفهم مشاكل الصومال، لأن هذه المشاكل تحتم على العالم أن يتعاون مع الصوماليين فمضيق باب المندب منطقة هامة جدًّا كقناة السويس والصراع في الصومال لم يخدم أحدًا فما وقع أكبر من حرب أهلية، وتوجهنا لحل هذه المشاكل يمثل خدمة للمجتمع الصومالي وللمجتمع الدولي كذلك.

- وهل القوى الدولية والغربية مستعدة للتعامل معكم وأنتم حركة ذات فكر ومشروع إسلامي؟

حركة الإصلاح منذ نشأتها لم تستخدم القوة العسكرية واعتمدت على التغيير السلمي إستراتيجية لها، ولذلك رفضنا حمل السلاح ضد الحكومة الاشتراكية الديكتاتورية، فالتغيير السياسي السلمي يضمن الانتقال للديمقراطية بأقل الخسائر، وهذا ما يجعل العالم مستعدًّا للتعامل معنا.

- تحدثت عن وصول مرشحكم للرئاسة باعتباره نهاية مشاكل الصومال؟ فهل مشاكل الصومال بهذه البساطة؟

لا بالطبع.. ولكنها ستكون البداية لتجاوز هذه المشاكل، فالملفات العالقة خطيرة جدًّا ولكن المشكلة الحقيقية هي سوء القيادة؛ فالصومال بلد غني جدًّا بالثروات المعدنية والبترولية والسمكية والزراعية والسياحية بالإضافة للموقع الجغرافي، وبالرغم من ذلك به مجاعات سببها سوء القيادة، فإذا وجدت حكومة رشيدة تنتهي معظم الأزمة.

- وهل لديكم خطة لمواجهة المشاكل الأمنية والحرب الأهلية؟

الملف الأمني من أخطر الملفات على الساحة وعلى الرئيس القادم أن يعمل سريعًا لإيجاد جيش وشرطة ويستغني عن القوات الإفريقية والأمريكية.

أما الحرب الأهلية فلا يمكن حلها بحد السلاح فقط ولكنها تحتاج لمصالحة وطنية ومراجعة شاملة يشترك بها الجميع وسيكون هذا بإن الله توجه الرئيس القادم.

القرصنة

- وكيف ستواجهون أزمة القرصنة التي فشلت في إنهائها أساطيل لدول أجنبية؟

ظاهرة القرصنة تتداخل بها أياد خارجية تحرك القراصنة وتدعمهم فبالرغم من وجود أسطول بحري عالمي بالمنطقة إلا إنها تزداد يومًا بعد يوم ونرى القراصنة بمراكب صيد ومعدات بسيطة يختطفون السفن الضخمة، والغرض من ذلك عرقلة حركة السفن التجارية في الخليج العربي وقناة السويس.

ومع ذلك فالحل في إيجاد حكومة وطنية قوية تحمي سواحلها، فلو وجدت هذه الحكومة وفرضت سيطرتها على السواحل إلى أين سيذهب القراصنة بالسفن التي يختطفونها؟

- وهل ستسمح هذه الأيادي الخارجية بالقضاء على القرصنة؟

استمرار القرصنة يضر الجميع فقد بلغت تكلفتها في 2011م 11 مليار دولار، بالإضافة إلى أن مياه الخليج والمحيط بها قرابة 300 سفينة حربية لمواجهة الهجوم على السفن تكلفة السفينة الواحدة عشرات الملايين من الدولارات، ولذلك فإننا نتوقع تعاونًا من هذه الدول.

نحن في حاجة لقيادة صالحة توفر الأمن والعيش الكريم للمواطن وتتفهم طريقة التعامل مع الملفات الدولية.

هذه المشكلة وغيرها من المشاكل العالقة لا تنتهي في يوم أو يومين، ولكن وجود قيادة صالحة يعتبر بداية الحل، بينما وجود قيادة فاسدة يخلق أجواء فاسدة تساعد على استمرار هذه المشاكل.

- ولكن هل للغرب أن يسمح لتجربة إسلامية معتدلة أن تنجح في منطقة هامة كالصومال؟

نحن لا نعول كثيرًا على الدور الغربي فالقضية تبدأ من ماذا نريد نحن؟ ونحن نرى التجربة تقول إن الغرب سيتعامل معنا كما قبل مع حكومة شيخ شريف شيخ أحمد منذ سنوات وتعاونوا معها مع أنه كان رئيسًا للمحاكم الإسلامية.

الدول الغربية ودول الجوار التي تضررت من استمرار القراصنة مضطرون للتعاون مع حكومة تعيد للبلد أمنه واستقراره، والغرب أدرك أنه لا يمكنه مواجهة التطرف إلا بالتعاون مع الإسلاميين المعتدلين.

وتبقى القضية الأولى ما يختاره الشعب الصومالي، بينما العالم يريد من يستطيع التعامل معه لوقف خسائره.

وأعتقد الآن أن الدول الخارجية اقتنعت أن أحدًا لا يستطيع إجبار الصومال على شيء، واستقرار الصومال مصلحة للجميع ونحن الآن في عهد تبادل المصالح.

- وكيف للصومال الجديد أن يتعامل مع الجارتين المتشاكستين إثيوبيا وإريتريا، خاصة وأن الصومال لم تكن إلا ورقة للصراع بأيدي هذه الدول؟

الصراعات في المنطقة أخرت الصومال بشكل كبير ودمرت البلاد، وقد مرت المنطقة بمشاكل كبيرة ونحن نرى أن الصراعات يجب أن تتوقف لنهضة الشعوب، وأن تقوم العلاقات على أساس التعايش السلمي بين الدول وعدم التدخل في الشئون الداخلية والتعامل بالاحترام المتبادل بين دول المنطقة.

ويجب على الصومال أن يشارك في استقرار المنطقة ومنع كل ما من شأنه إعادة التوترات، ويعود ذلك لرغبة الشعب وقيادته وعدم السماح باللعب بطوائفه، ويكون ذلك بتحصين الجبهة الداخلية وألا نسمح للخارج أن يلعب بنا.

والتاريخ يقول أن كل التدخلات الخارجية لم تحقق أهدافها لأن الشعب بطبيعته يرفض هذا التدخل ويرفض تغيير ثقافته، بالإضافة لأن إثيوبيا وإريتريا منهكتين من الحروب، وليست كل دول الجوار ترفض الاستقرار فالمنطقة بها دول أخرى مثل جيبوتي التي تدعم الاستقرار وتعمل لتحقيقه وشاركت في التنمية الداخلية.

يوجد الآن توجه إقليمي لوجود التزام وسلام بالمنطقة ويبدأ تحقيق ذلك بقيادة مسئولة، ونحن نرفض الفكر التآمري، فالقابلية للتدخل الخارجي هو الذي يسمح به.

فنحن لنا توجه واضح وقضيتنا المركزية المصالحة بين الصوماليين وعدم تهميش أي طرف أيًّا كان توجهه، أما بالنسبة للإقليم عندنا حل واضح أن يكون هناك تفاهم بين الصومال وهذه الدول بالمصالح المشتركة ورفض الدخول بالمنطقة في حروب، فنحن لم نصنع هذه الحدود وواجبنا كيف نتعامل مع هذه الدول، واستراتيجيتنا بناء منطقة آمنة في القرن الإفريقي الكبير.

- وإلى أي مدى وصلت المجاعة بالصومال؟

مرت الصومال بكارثة كبيرة أدت إلى موت عشرات الآلاف من الشعب وهلاك ثروة حيوانية وزراعية تضررت بسنوات الجفاف والحروب الأهلية وعدم تمكن المؤسسات من الوصول للمناطق المتضررة ما أدى إلى نزوح ما بين مليونين إلى 3 ملايين.

الحالة خفت الآن ونحن في مرحلة جديدة للبناء والتعمير وإعادة الحياة الطبيعية، فالنازحون يحتاجون مشاريع عودة إلى مناطقهم وما زالت هناك مناطق بها جفاف ومجاعة وسوء تغذية وانتشار للأمراض.

- وكيف رأى الصوماليين تجاوب مصر والعالم الإسلامي مع الكارثة التي حلت بهم؟

كان الوجود الإسلامي في هذه الكارثة كبيرًا خاصة بالمساعدات التركية الكبيرة، كما كان للمؤسسات المصرية بصمة في دعم الشعب الصومالي كدور الأزهر والجمعية الشرعية واتحاد الأطباء العرب ولجنة الإغاثة بنقابة الأطباء في إيصال الإغاثات خاصة في المجال الطبي والمستشفيات الميدانية ومخيمات النازحين.

كما كان للمرشد العام لجماعة الإخوان نداء لمساعدة الشعب الصومالي وشارك الإخوان في هذه الجهود.

وكان لوجود المصريين أهمية كبيرة بالنسبة لنا نحن الصوماليين حتى لو لم يحملوا شيئًا فسعدنا بوجودهم لما يمثله من عودة مصر إلى عمقها العربي والإسلامي بعد قطيعة 30 عامًا.

- وما هو الحل لعدم تكرار مثل هذه الكارثة؟

ما كان للجفاف أن يؤدي إلى مثل هذه الكارثة لولا غياب الدولة، فغياب الأمن ووجود ميليشيات مسلحة منع وصول الإغاثة وساعد في تفاقم الأزمات، والمصالحة هي مفتاح مواجهة الكوارث.

- وما هو الدور الذي ينتظره الصوماليون من مصر؟

الخطوة الأولى أن تنفتح مصر مع إفريقيا ويساهم ذلك في تخفيف الكثير عن الصومال ويعيد التوازن إلى العلاقات الإفريقية، والخطوة الثانية وجود مصر قوية بين العرب تضمن عودة العرب للصومال لإنقاذها، والخطوة الثالثة وجود مصري قوي وفعال على الساحة الدولية يخفف الضغط الخارجي عن الصومال، هذا كله قبل أن تأتي مصر إلى الصومال.

والعلاقة بين مصر والصومال تاريخية وانقطاعها كان خسارة لنا ولمصر، وبعودتها نجد دعمًا عربيًّا كبيرًا يقوي العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية فمصر هي التي أدخلت الصومال لجامعة الدول العربية والعلاقة بين مضيق باب المندب وقناة السويس تجعل العلاقة إستراتيجية على الجانب الاقتصادي، فأنتم جزء منّا ونحن جزء منكم وهذه هي العلاقة التي كانت موجودة وهكذا ستعود إن شاء الله، وكلما زاد دعم مصر للصومال يجلب جامعة الدول العربية معه ويجعل ملف الصومال مطروحًا بقوة.

القمة الإفريقية

- وكيف رأى الصوماليون والأفارقة بشكل عام حضور الرئيس مرسي قمة الاتحاد الافريقي بأديس أبابا؟

زيارة مرسي جعلت إفريقيا تفرح بعودة مصر إلى عمقها وتناولها الإعلام الإفريقي بصورة رائعة فبعد انقطاع 17 سنة عن حضور هذه القمة حرص الرئيس المصري على الجلوس مع كل رؤساء إفريقيا تقريبًا.

وشعر الأفارقة مع هذه الزيارة أن هناك جديد على الساحة المصرية وأن الربيع العربي واقع ظهر في أديس أبابا، خاصة وأن الدكتور مرسي تحدث عن كل مشاكل إفريقيا بالتفصيل وتعهد أن تتعاون مصر مع كل الدول الإفريقية، فقد كانت الزيارة قفزة نوعية بكل معنى الكلمة، فالأفارقة ينتظرون الكثير من مصر.

ونحن ننتظر من مرسي أن يشارك في هندسة القارة الإفريقية فمكانة مصر وموقعها غير عادي فهي تربط بين 3 قارات.

- كان للأزهر في السابق دور كبير في الصومال فماذا تنتظرون منه في مصر بعد الثورة؟

الأزهر له دور حيوي وهام تاريخيًّا لكل بلدان إفريقيا وآسيا وكل بلد به مسلمون، فعندنا في الصومال كان للأزهر معاهد بكل المناطق الصومالية يعمل به أكثر من ألف أستاذ أزهري، وساهم بشكل أساسي في بناء الثقافة الحضارية للشعب الصومالي، وابتعاده في السنوات الماضية لم يكن مخيرًا فيه؛ ففي الثلاثين سنة الماضية خسرنا الكثير.

وقد بدأ الأزهر فعليًّا في العودة للصومال بالتعاون بقوة مع الجامعات والمساهمة بقوة في مواجهة المجاعة بطائرة عسكرية محملة بمواد الإغاثة، وقد استبشر الناس خيرًا عندما رأوا العمائم الأزهرية في الصومال واستقبلوها بالزغاريد والقصائد والأناشيد.

والأزهر هو القوة الناعمة لمصر ودوره يتعاظم في نشر الثقافة الإسلامية العربية ودعم العلاقات بين الدول، كما كان له دور كبير في صراع الثقافات على أرض الصومال بين الثقافة الإسلامية العربية والثقافة الغربية التي حملها المستعمر السابق، وكان للأزهر الكفة الراجحة في هذا الصراع حتى من قبل الاستقلال.