عقد رئيس الوزراء الصهيوني "أرييل شارون" اجتماعه الثامن في البيت الأبيض "الثلاثاء 29/7" مع الرئيس الأمريكي "جورج بوش"، وهو الاجتماع الذي جاء بعد بضعة أيام من لقاء "عباس"- "بوش" في البيت الأبيض، والذي لم يسفر عن نتائج محددة وعلق عليه "عباس" قائلاً: لا نستطيع أن نقول إننا فشلنا أو نجحنا؛ لأننا في انتظار زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي وما سيعقبها".

وجاءت الزيارتان في إطار وجود خلافات "إسرائيلة"– فلسطينية واضحة بشأن قضايا الأسرى والاستيطان والجدار الفاصل والحصار..إلخ، حيث تعتبر حكومة "عباس" أن "إسرائيل" مترددة في اتخاذ قرارات حاسمة بشأنها، فيما يصف الصهاينة خروقاتهم للهدنة وللخريطة الأمريكية بأنها ضرورية للحفاظ على الأمن "الإسرائيلي" مع اتخاذهم بعض إجراءات رمزية قبيل زيارة "شارون" واشنطن مثل إزالة ثلاثة حواجز والانسحاب من مدينتين والإفراج عن حوالي 500 أسير.

وفي الوقت الذي تحدث فيه "أبو مازن" أثناء زيارته للمغرب بأنه لمس جديةً من الرئيس "بوش" ومساعديه ورجال الكونجرس وحتى الجالية اليهودية فإن "شارون" كان قد اطمأن من "كوندوليزا رايس" مستشارة الأمن القومي أنه لن يواجه بضغوط من الرئيس "بوش" – فيما يخص الجدار الفاصل الذي سيؤدي بعد اكتمال بنائه إلى قضم نصف أراضي الضفة الغربية – وحيث أبلغته إن "صديقًا ينتظره في البيت الأبيض" وطلبت أن يعمل الكيان الصهيوني على تفادي المساس قدر الإمكان بالمدنيين والفلسطينيين المقيمين بمحازاة مسار الجدار!!

وأثناء لقائه مع الرئيس الأمريكي طالب "شارون" بأن يطلق الأمريكيون اسم "السياج الأمني" على الجدار بدلاً من اسمه الحقيقي (الجدار الفاصل)، وعرض عليه خريطة ليثبت عكس ما أراد "أبومازن" من أن الجدار سوف يزيد من معاناة الفلسطينيين ويعيق إنشاء مما نادى به "بوش" "دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة"، مؤكدًا أن "إسرائيل" ستواصل بناء الجدار.

وتحدث رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إلى "بوش" بأن السلطة الفلسطينية لا تقوم بأي عمل جدي من أجل تنفيذ التزاماتها- وهي تفكيك البنية التحتية للفصائل الفلسطينية التي تلتزم هدنة حاليًا- مما ينذر بانهيار السلام!! أما الرئيس الأمريكي فقد ذكر أن إدراته ستواصل النقاش بشأن مطالب السلطة الفلسطينية.

وأضاف "بوش" أنه "متشجع بالمبادرات "الإسرائيلية" الأخيرة التي تضمنت إطلاق سراح حوالي 530 أسير فلسطيني منهم 200 من حماس والجهاد، من جملة 8 – 10 آلاف أسير ومعتقل، وطالب السلطة الفلسطينية بشن حملة موجهة ومتواصلة على منظمات الإرهاب بعدما ربط بين وقف العمليات "الإرهابية" وتفكيك الفصائل الفلسطينية.

ويرى مراقبون أن الأمريكيين أثبتوا مزيدًا من الانحياز "للكيان الصهيوني" حيث إنهم لم يمارسوا أي ضغط لوقف الخروقات المستمرة لمبادرة الهدنة أو تنفيذ التزاماتها بموجب خطة الطريق الأمريكية، بل ويقومون على العكس من ذلك بإتاحة المزيد من الوقت أمام حلفائهم الصهاينة للتفاوض والجدال مع حكومة "عباس" حول قضايا جزئية في الوقت الذي تفرض فيه سلطات الاحتلال مزيدًا من الحقائق على الأرض.

وإضافةً إلى ذلك فإن الطرفين الأمريكي والصهيوني لن يتقدما إلى مناقشة جوهر الأمور، والتي تعلق بتطبيق أي قرارات الشرعية الدولية أو إزالة للاحتلال الصهيوني من أراضي 1967م وذلك بعد أن قاما تغيير الجوهر وتبديله بجعل أعمال المقاومة هي أساس المشكلة، وربطهم التقدم في القضايا "الجزئية" بما تحرزه سلطة "عباس" من تقدم في ضرب حركات المقاومة وتفكيكها.